تراجعت الليرة التركية بنسبة تصل إلى 2.8 في المائة وسجلت مستوى قياسيا متدنيا جديدا في وقت مبكر من صباح أمس، مواصلة تكبد خسائر بعدما رفع البنك المركزي أسعار الفائدة أمس الأول، في زيادة جاءت أقل من التوقعات.
وبحسب “رويترز”، بلغت الليرة في أحدث تعاملات 25.2015، وهو مستوى أضعف بنحو 1.3 في المائة من إغلاق يوم الخميس. وعندما سجلت العملة أدنى مستوى لها عند 25.59، كانت أضعف بنسبة 27 في المائة تقريبا مقابل العملة الأمريكية هذا العام.
ورفع المركزي التركي سعر الفائدة الأساسي بمقدار 650 نقطة أساس إلى 15 في المائة وقال في أول اجتماع له في عهد رئيسته الجديدة حفيظة غاية أركان، إنه سيذهب إلى أبعد من ذلك.
جاءت الخطوة لتمثل تغييرا في المسار بعد تيسير نقدي على مدى أعوام انخفض فيها معدل اتفاقيات إعادة الشراء (الريبو) لأجل أسبوع واحد إلى 8.5 في المائة من 19 في المائة في عام 2021 في سياسة غير تقليدية تم اتباعها على الرغم من ارتفاع التضخم.
وكان متوسط التوقعات في استطلاع يشير إلى رفع أسعار الفائدة إلى 21 في المائة.
وفقدت الليرة نحو 18 في المائة من قيمتها أمام الدولار خلال الشهر الجاري، حيث تعاني العملة التركية الضعف بسبب مواجهة السلطات خيارات مؤلمة بين استعادة المصداقية الاقتصادية وكبح جماح التضخم المرتفع.
وما زال المتعاملون يتوقعون مزيدا من التراجع في سعر الصرف.
في الوقت نفسه كرر محمد شيمشك وزير المالية التركي الذي عمل في بنوك الاستثمار من قبل رسالته بشأن التغيير التدريجي للسياسات الاقتصادية، معززا بذلك تعليقات البنك المركزي أمس الأول.
وقال شيمشك “نحن مصرون على تحقيق استقرار الأسعار والاستقرار المالي واستقرار الاقتصاد الكلي”.
وأضاف أن “المسار نحو تحقيق استقرار الأسعار سيكون تدريجيا، لكنه ثابت”.
وقال البنك المركزي التركي في بيان إنه سيستمر في تطبيق التشديد النقدي لحين تراجع معدل التضخم.
وكان معدل التضخم قد قارب 40 في المائة في أيار (مايو) الماضي.
إلى ذلك، تراجع اليورو أمس بعد بيانات تشير إلى جمود في نمو أنشطة الأعمال في منطقة العملة الموحدة هذا الشهر، أما الدولار فقد تلقى دعما من نزوع لتجنب المخاطرة وتصريحات تشير إلى استمرار التشديد النقدي من بنوك مركزية عالمية.
وارتفع مؤشر الدولار الذي يقيس أداء العملة الأمريكية مقابل سلة من ست عملات 0.56 في المائة مسجلا 102.95 ليبدد خسائر سجلها على مدى ثلاثة أسابيع متتالية. وتراجع اليورو 0.85 في المائة إلى 1.0859 دولار وفي سبيله لتسجيل أكبر خسارة يومية منذ آذار (مارس).
وأظهرت أحدث بيانات تعثر نمو الأعمال في منطقة اليورو تقريبا في حزيران (يونيو) كما تعمق انكماش في قطاع التصنيع وبالكاد نمت أنشطة قطاع الخدمات الرئيس في المنطقة مع تراجع عام في الطلب للمرة الأولى منذ كانون الثاني (يناير).
وكافح الجنيه الاسترليني للحفاظ على مكاسب حققها بفضل قرار بنك إنجلترا يوم الخميس رفع سعر الفائدة 50 نقطة أساس، في خطوة فاقت التوقعات، لمواجهة التضخم المستمر، ما أجج المخاوف في بريطانيا من الركود.
وعادة ما تقدم أسعار الفائدة المرتفعة دعما للعملات، لكن الخطر من أن تؤدي إلى انكماش اقتصادي دفع بعض المستثمرين إلى البحث عن أصول تمثل ملاذات آمنة مثل الدولار.
وتراجع الاسترليني في أحدث تعاملات 0.31 في المائة إلى 1.2710 دولار متكبدا خسارة أسبوعية تقارب 1 في المائة بعد مكاسب لثلاثة أسابيع متتالية.
كما عانى الدولاران الأسترالي والنيوزيلندي في التعاملات الآسيوية مع تراجع شهية المخاطرة.
وهبط الدولار الأسترالي 1 في المائة إلى 0.6688 دولار أمريكي مسجلا خسارة أسبوعية تفوق 2.5 في المائة في أسوأ أداء أسبوعي منذ آذار (مارس).
وهبط الدولار النيوزيلندي 0.58 في المائة إلى 0.6141 دولار أمريكي وخسر خلال الأسبوع نحو 1.5 في المائة. وقال جيروم باول رئيس مجلس الاحتياطي الاتحادي إن البنك المركزي الأمريكي سيحرك أسعار الفائدة مجددا وإن كان “بوتيرة حذرة”.
وتتوقع أسواق المال بنسبة 74 في المائة أن يرفع المركزي الأمريكي أسعار الفائدة 25 نقطة أساس في اجتماع السياسة النقدية الشهر المقبل بعد أن تركها دون تغيير في الاجتماع السابق.
واستقر الين الياباني إلى حد كبير عند 143.05 وحوم قرب أدنى مستوى في أكثر من سبعة أشهر وهو 143.23 أمام الدولار الذي سجله في الجلسة السابقة.
وتتعرض العملة اليابانية لضغوط متزايدة مع تمسك المركزي الياباني بسياسته النقدية بالغة التيسير.
والأسواق في الصين مغلقة في عطلة أمس.
بينما تعافت أسعار الذهب أمس مدعومة بتراجع في عوائد سندات الخزانة الأمريكية وإقبال على شراء الأصول الآمنة، غير أن موقف مسؤولي مجلس الاحتياطي الاتحادي (المركزي الأمريكي) الذي يميل إلى رفع أسعار الفائدة يعني أن الذهب في طريقه لتكبد ثاني خسارة أسبوعية على التوالي.
وخلال التعاملات أمس، ارتفع الذهب في المعاملات الفورية إلى 1927.90 دولار للأوقية (الأونصة)، بعدما انخفض مقتربا من أدنى مستوى في ثلاثة أشهر في وقت سابق من الجلسة. وتراجع المعدن الأصفر 1.5 في المائة خلال الأسبوع.
وارتفعت العقود الأمريكية الآجلة للذهب 0.8 في المائة إلى 1938.20 دولار.
وانخفض العائد على سندات الخزانة الأمريكية القياسية لأجل عشرة أعوام إلى أدنى مستوياته في عشرة أيام، وهو ما يقلل تكلفة الفرصة البديلة لامتلاك الذهب الذي لا يدر عائدا.
وبالنسبة إلى المعادن النفيسة الأخرى، صعدت الفضة في المعاملات الفورية 0.9 في المائة إلى 22.44 دولار للأوقية لكنها سجلت أكبر خسارة أسبوعية منذ تشرين الأول (أكتوبر) 2022.
وانخفض البلاتين 0.3 في المائة إلى 920.38 دولار مسجلا أسوأ أداء أسبوعي منذ آب (أغسطس) 2022. وهبط البلاديوم 0.5 في المائة إلى 1277.46 دولار بعدما سجل أدنى مستوياته منذ أيار (مايو) 2019 في الجلسة الماضية.