كتب مبارك بيضون
جال رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي وصال في نيويورك محاولا إنعاش ما تبقى من المبادرة الفرنسية المصطدمة بعوائق خارجية، و تلكؤات داخلية.
المبادرة الفرنسية التقت بخط متوازي مع مبادرة رئيس مجلس النواب نبيه بري للحوار الذي يؤسس للمرحلة القادمة من العهد الرئاسي الجديد أي يكن ساكن قصر بعبدا الشاغر منذ أكثر من 10 أشهر.
وفي هذا الإطار، تمر المبادرة الفرنسية بأزمة حقيقية إذ لم يتلقفها الفريق المسيحي في البلد بشكل جدي، مما دفع اللجنة الخماسية لإستبدال اللاعبين على الساحة اللبنانية من خلال فرملة دور المبعوث الرئاسي الفرنسي الى لبنان جان ايف لودريان لصالح المبعوث القطري جاسم بن فهد آل ثاني الذي يجول على الفعاليات السياسية بسرية تامة.
الجدية القطرية بادية في الملف اللبناني الى أن تصبح الدوحة ممرًا إلزاميّا للتسوية اللبنانية كما هو الحال عام 2008 والذي تجسد بإتفاق الدوحة والذي أخرج الفراغ الرئاسي من مرحلة المداورة، ولهذه الجدية مؤشرات تلقفتها الرياض، والتي أعطت زخمًا للملف اللبناني ترجم احتفال السفارة السعودية في وسط بيروت وكلمة السفير السعودي التي تطرق فيها الى دور لبنان التاريخي.
الدور القطري ما هو الا لحفظ ماء وجه اللجنة الخماسية التي فشلت في وضع جدول زمني لحل الأزمة اللبنانية، لذلك جاءت المبادرة بوضع اسم ثالث ما بين أزعور وفرنجية، وبالتالي رفع أسهم قائد الجيش العماد جواف عون والذي تسوق له الدوائر القطرية منذ ما قبل انتهاء ولاية الرئيس العماد ميشال عون.
الدور القطري وحسب ما نقل عن لقاء رئيس كتلة الوفاء للمقاومة مع آل ثاني ما هو الا تهيئة الأرضية اللازمة لحضور وزير الدولة للشؤون الخارجية القطري الى بيروت محمد الخليفي في زيارة معلنة، يعلن فيها مندرجات المبادرة القطرية الجدية التي قد تؤدي الى عقد دوحة 2 يتوج بانتخاب رئيس للجمهورية يحمل على كاهله كرة النار,
وما بين الانكفاء الفرنسي والاندفاع القطري وقف ميقاتي على منبر الجمعية العمومية للأمم المتحدة محذرًا الغرب من أن لبنان لن يبقى في عين العاصفة وحده، ولن يتحمل تبعات النزوح السوري دون الغرب، وتترجم ذلك بإعلان وزير الخارجية في حكومة تصريف الاعمال عبدالله بوحبيب عن زيارته الى سوريا، لوضع ملف النزوح على سكة الحل.