بين الشاشة والدماغ.. ماذا سنختار لأطفالنا؟

في ظل الانتشار الواسع للتكنولوجيا، باتت الأجهزة الرقمية جزءاً أساسياً من حياة الأطفال، ممّا يُثير تساؤلات حول تأثيرها على نموهم الذهني والاجتماعي.

كشفت دراسة طويلة الأمد في نيوزيلندا، شملت 6,281 طفلاً، عن علاقة بين الاستخدام المفرط للشاشات وتأخّر التطوّر اللغوي والاجتماعي لدى الأطفال.

نتائج الدراسة

أظهرت الدراسة أنّ الأطفال الذين يَقضون فترات طويلة أمام الشاشات بين سنّ 2 و4,5 سنوات يعانون من تأخّر في المهارات اللغوية، مثل المفردات والتواصل، بالإضافة إلى ضعف في التفاعل الاجتماعي مع أقرانهم. حتى بعد أخذ العوامل الأسرية مثل مستوى التعليم والوضع الاقتصادي في الاعتبار، ظلت هذه التأثيرات قائمة.

على سبيل المثال، الأطفال الذين قضوا أكثر من ساعة ونصف يومياً أمام الشاشة في سنّ الثانية، واجهوا صعوبات في العلاقات الاجتماعية عند بلوغهم 4,5 سنوات، بالإضافة إلى تدنٍّ في مستويات المهارات اللغوية والتعليمية. أمّا الذين تجاوزوا ساعتَين ونصف يومياً أمام الشاشات في الثامنة من العمر، فظهرت لديهم مشكلات اجتماعية أكثر حدة.

إرشادات للأهل

– تقنين وقت الشاشة: يُوصى بتحديد وقت استخدام الأجهزة الرقمية ليقتصر على 1-2 ساعة يومياً، خصوصاً في المراحل المبكرة من الطفولة.

– تعزيز الأنشطة التفاعلية: تشجيع الأطفال على المشاركة في أنشطة مثل القراءة واللعب الجماعي لتعزيز تطوّرهم اللغوي والاجتماعي.

– تحسين التغذية: توفير نظام غذائي متوازن يدعم صحة الدماغ والتطوّر العصبي.

دور التغذية في تنمية القدرات اللغوية

– أوميغا-3 لصحة الدماغ: الأحماض الدهنية أوميغا-3، المتوفّرة في الأسماك الدهنية والمكسرات، تعزّز الوظائف الإدراكية وتحسّن التركيز والمهارات اللغوية.

– الفيتامينات والمعادن: العناصر الغذائية مثل فيتامين B12 وحمض الفوليك، الموجودة في اللحوم الخالية من الدهون والخضروات الورقية، ضرورية لنمو الجهاز العصبي، ممّا يساعد الأطفال الذين يعانون من تأخّر لغوي.

– التقليل من السكريات: تقليل استهلاك السكريات المكرّرة والأطعمة السريعة يساهم في تحسين الانتباه والتفاعل الاجتماعي.

تؤكّد الدراسة أنّ تقليل وقت الشاشة، إلى جانب تغذية صحية متوازنة، يعزّزان القدرات الإدراكية والاجتماعية للأطفال، ممّا يساعدهم في تنمية مهاراتهم بطريقة أكثر فاعلية.

ساندي بو يزبك- الجمهورية