أشار مدير “مركز بيروت للأخبار” مبارك بيضون الى أن “أننا في حرب يختلف مداها وتختلف إستراتيجيتها على المدى البعيد، وكل ذلك مناط في موضوع الأهداف التكتيكية التي ترسمها أو بنك الأهداف لدى المقاومة الإسلامية. في جنوب لبنان.
وفي حديث لتلفزيون لبنان ضمن برنامج ” لبنان اليوم” مع الزميلة هبة عياد حول تداعيات العدوان الإسرائيلي على غزة وانتقال هذا العدوان لمرحلة الاغتيالات حيث استهدف العدو موكب الشيخ صالح العروري ورفاقه في الضاحية الجنوبية، أضاف بيضون “اننا لا ننسى أن هذه الجبهة الممتدة من الناقورة وحتى مزارع شبعا، هي جبهة بطول 100 كم، وهذا إن دل على شيء فهو يدل على أنها أكبر وأوسع من الجبه في غزة، التي لا تتجاوز ال37 كم، وبالتالي هناك إرباك حقيقي للعدو الإسرائيلي لما يجري على الجبهة الشمالية”.
وحول جواب عن مدى استطاعة حزب الله ضبط النفس وعدم الدخول في الحرب، قال: “لا أحد يعلم إلى أي مدى ستبقى هذه العمليات؟ هل تتوسع إلى أن تصل إلى جبهات أخرى مفتوحة إم إن كان في لبنان أو خارج لبنان؟ محور المقاومة متعدد والمحاور منتشرة على طول الحزام الأمني الموجود في المنطقة كما هناك اليمن والعراق وسورية كل هذه الحركات، حركات المقاومة تعمل بتكتيك واحد وبنفس واحد هو إرباك العدو وإنزال الخسارة به ودفعه للتراجع وانكفاء الضربات على شعبنا في غزة”.
وحول قوة الردع وتراجع وانكفاء العدو الإسرائيلي عن الاعتداءات إن كان في غزة وأيضا على جنوب لبنان خاصة بعد ماحصل في الضاحية الجنوبية أكد بيضون على أن “الفشل في داخل قطاع غزة من ضربات للمقاومة وانكفاء الألوية التي انكفأت من المعركة والميدان و تغير في التكتيك أدى للوصول الى المرحلة الثالثة من اغتيالات في المنطقة. إن كان في سورية أم في لبنان، وما جرى في الضاحية الجنوبية يبدو محاولة لانتقال الكيان إلى مكان آمن له ولجيشه ولعسكره، وهو خروج عن المألوف لما تفعله دولة الكيان. وإيجاد حلول من الممكن أن تخرجها لتحافظ على أمنها”.
وحول ماذا يريد أن يفعل نتنياهو فيما لو توقفت الحرب الآن، لفت الى أن “هناك خلافات ظهرت إلى العلن في حكومة الأمن الإسرائيلية، في محاولة للخروج من هذه الرمال أو من هذا الحقل الذي غرق فيه من خلال اتصالات قد يقوم بها آموس هوكشتاين المبعوث الأمريكي الآتي إلى لبنان”.
وحول عدم دخول سورية الحرب أو الرد المرتقب من حزب الله أكد بيضون على أنه “ليس من مصلحة أحد دخول كل الأطراف في حرب، سورية تشكل خط إمداد للمقاومة، وحزب الله قد لا يدخل حرب لأن لديه خط إستراتيجي ولن يغامر في مسألة فتح جبهة داخلية”، وأضاف “إسرائيل اغتالت الشيخ صالح العروري تحت عنوان ضرب المقاومة الفلسطينية، وليس حزب الله وهذا ما يفعله أيضا الأمريكي اليوم، مشيرًا الى أن ما حصل هو تغيير لكل المنطق السياسي، إذ إنه لم يعد هناك صراع عربي إسرائيلي في المنطقة، تحول الموضوع إلى محور آخر وجديد، وأمة جديدة تلتف حولها بيئة المقاومة وهذا إن دل على شيء فهو يدل عن انطلاقة جديدة وخلط الأوراق في المنطقة”.
وأشار بيضون الى أنه “لابد أن يكون لدينا ميثاق وطني، والرئيس بري دعى لذلك وهذه الحرب قد تؤخر استحقاق رئاسة الجمهورية، فكل الملفات مجمدة لحين الانتهاء من الحرب في غزة، ونتائج المفاوضات الأمريكية الإيرانية، لأنه المجتمع الدولي، مشغول بموضوع غزة وايجاد مخرج لإسرائيل”. وأضاف “أنا لا أستبعد حتى أسبوعين، قد تذهب إسرائيل إلى الإنسحاب المفاجئ. وهدنة أممية طويلة وإبقاء الوضع على ما هو عليه”، لافتًا الى أنه “ليس هناك من تخوف من العودة إلى حقبة السبعينات والثمانينات، لأن حزب الله، والمقاومة محتضنة من قبل الناس ولا ننسى الدعم الأساسي من إيران وهو ليس بخاف على أحد، يعني إيران هي الداعم الأساسي للمقاومات. إذا بقيت الأمور على هذا النحو، سنشهد دولا أخرى تصطف مع المقاومة والكل معني بالمنطقة”.
وختم بيضون حديثه بالتأكيد على أن ” حركة حماس أثبتت جدارتها في هذه الحرب، ونحن اليوم في مرحلة جديدة، يعني اليوم الحق يعلى ولا يعلى عليه، وهذا إن دل على شيء. يدل على أن هذه الصورة البشعة لهذا الكيان قد سقطت، وسقط معه القناع الذي كان يرتديه. أي سقوط الرواية الإسرائيلية والأمريكية، و لكن لا يمكن ألا نقر بأن هناك عدم تكافؤ في القدرات العسكرية، ويمكن لإسرائيل بالفعل أن تدمر وتهجر، لكن إسرائيل لم تعد دولة قائمة بحد ذاتها.”