بيروت ماراثون تختتم حملة ” إغاثة النازحين ” .. الخليل : تشاركنا الحلوة والمرّة وقصص البطولات
إختتمت جمعية بيروت ماراثون حملة ” إغاثة النازحين ” للوافدين من جنوب لبنان والذين أقاموا في مدرسة المستقبل الرسمية المختلطة في منطقة البسطة التحتا في العاصمة بيروت والتي تواصلت على مدى حوالي الشهرين الماضيين وقد حرصت في خلالهما الجمعية على توفير كل سبل الضيافة الكريمة والإحاطة بكل الإحتياجات التي تليق بالعيش الكريم .
وقد أقامت الجمعية حفل وداع مؤثر للنازحين إختلطت فيه دموع الفرح للعودة إلى قراهم وبلداتهم ودموع الحزن للحظة فراق فريق عمل بيروت ماراثون الذين كانوا في مستوى التحدي والكفاءة لهذه التجربة الإنسانية والوطنية.
وكان لرئيسة الجمعية السيدة مي الخليل كلمة وجدانية من القلب نحو النازحين جاء فيها:
يوم بدأت فيه الحرب أكثر من مليون ونصف لبناني كانوا مجبرين على النزوح بين ليلة وضحاها من أراضيهم ومنازلهم نحو العراء والمجهول وكنت أتابع الأخبار وشعرت بالصدمة والذهول أمام صور من القهر والوجع لناس من أهلي وبلدي وفي خلال ثواني من الرعب تلقيت إتصالاً بالتليفون من أحد المسؤولين في موقع رسمي قال فيه : ” مي .. موجود مئات العائلات وقد لجأت لتحتمي في مدرسة رسمية بمنطقة البسطة التحتا وقبل إنتهاء المكالمة كان جوابي بعفوية ” أنا في طريقي إلى المدرسة ” وهكذا بدأت الحكاية.
أضافت: على مدى الشهرين الماضيين وكأنه القدر أن يكون لي شرف العمل بروح الجماعة مع فريقي في جمعية بيروت ماراثون وبتعاون خلاّق مع منظمات غيرحكومية وأفراد رائعين وموهوبين للعناية بالعائلات القادمة من بلدتي الشهابية وقانا وقرى أخرى من الجنوب وبقدرة قادر تحولّت المدرسة من مأوى إلى بيت نابض بالحياة والحب والصمود والوحدة الإنسانية.
وكشفت: واجهنا الكثير من التحديات حول كيفية تأمين ثلاث وجبات من الطعام يومياً ل 420 فرداً وتوفير مياه الشرب والنظافة والتجهيزات من الفرش والبطانيات والأدوية دون أن ننسى النشاطات الرياضية والترفيهية للحفاظ على الصحة البدنية والنفسية ؟ لكننا تصدينا لكل التحديات بشجاعة وكان عملنا على مدار الساعة بدون كلل أو ملل وأحياناً بلا نوم لتأمين كل الإحتياجات وما أكثرها كما تشاركنا بالحلوة والمرّة وقصص البطولات وتاريخ الوطن والجنوب ووقفات العز والكرامة وتضحيات الشهداء ودائماً بالدموع الصامتة وأحياناً بضحكات من الأمل والرجاء بنهاية أحزانهم ووجدنا بشجاعتهم عامل صمود وإرادة حياة .
أضافت: أسماء عديدة لمعاني حلوة كنّا نحب أن نرددها : فاطمة ، سمير ، حسين وعلي وهم نماذج مختلفة لأناس مجبولين بالطيبة والأصالة وكنّا نستمع لكل واحد بشغف لمخاوفهم وفي نفس الوقت تساورنا الدهشة والإعجاب بمواقف إعتزازهم الذي لم يتزعزع بجذورهم .
وختمت السيدة الخليل: في اليوم الذي أعلن فيه وقف إطلاق النار جمعوا حاجياتهم وأغراضهم القليلة وعادوا ليس إلى منازلهم بل إلى أكوام أنقاضها ورغم ذلك كانت إبتساماتهم مليئة بالأمل وقوتهم لم تنكسر فقد كان الوداع في هذا اليوم من أكثر اللحظات المؤثّرة في حياتي وقد إحتضنا بعضنا وبكينا وإحترمت وقدّرت غالياً ما عبروا عنه طيلة تلك الفترة من محبة وثقة لشخصي وبكل لطف و قوة عزيمة لا تلين وإنني أعترف أن هذه الفترة أحدثت تغييراً في فكري ونهج سلوكي إلى الأبد وسوف أحمل معي دائماً حبهم وقصص صمودهم وسوف أراهم قريباً من جديد ولكن ليس في العاصمة الحبيبة بيروت وليس كنازحين بل كضيفة في بيوتهم العامرة في جنوبنا الصامد بهمة سواعدهم القوية وإيمانهم في حفط الأرض والهوية .