بن غفير يوعز بمنع رفع العلم الفلسطيني

أصدر المفتش العام للشرطة الإسرائيلية، يعقوب شبتاي، أوامر لقادة الجهاز بمنع رفع العلم الفلسطيني في “الأماكن العامة”، وذلك بعد تلقيه أوامر مباشرة بهذا الشأن من وزير الأمن القومي في الحكومة الإسرائيلية، إيتمار بن غفير، واعتبر الأخير، في بيان، أن رفع الأعلام الفلسطينية تعبر عن “دعم لمنظمة إرهابية وتحريض ضد دولة إسرائيل”.

وذكرت صحيفة “هآرتس” عبر موقعها الإلكتروني، مساء اليوم، الأحد، أن قرار بن غفير جاء على خلفية رفع العلم الفلسطيني في الاحتفالات التي نظمت في بلدة عارة، نهاية الأسبوع الماضي، احتفالا بتحرر عميد الأسرى الفلسطينيين، ​​كريم يونس، بعد قضائه 40 عاما في السجون الإسرائيلية.

بن غفير يوعز بإجراء تحقيق حول الاحتفالات بتحرر الأسير كريم يونس
أصدر وزير الأمن القومي الإسرائيلي، رئيس حزب “عوتسما يهوديت” الفاشي، إيتمار بن غفير، تعليمات للمفوض العام للشرطة الإسرائيلية، بإجراء تحقيق داخلي بشأن “السماح” بإقامة الاحتفالات لاستقبال الأسير المحرر كريم يونس، رغم التعليمات التي كان قد أصدرها لمنع ذلك.

وبحسب القناة 12 الإسرائيلية، فإن بن غفير، الذي تولى وزارة الأمن الداخلي بسلطات موسعة مُنح بموجبها القدرة على توجيه تعليمات مباشرة للمفتش العام للشرطة وتحديد أولويات الجهاز وسياساته، استدعى شبتاي لـ”جلسة استيضاح” في مكتبه، في أعقاب إقامة مراسم الاحتفال بتحرر الأسير كريم يونس، خلافا للأوامر التي أصدرها.

ويملك المفتش العام للشرطة الإسرائيلية، سلطة منع رفع الأعلام الفلسطينية، بموجب اللوائح الشرطية، إذا ما استخدم العلم “للتحريض على الإخلال بالأمن”، بحسب ما أفادت “هآرتس”، وفي السابق، تُرك اتخاذ قرار في هذا الشأن لتقدير قادة المناطق في الشرطة الإسرائيلية.

وكان المستشار القضائي للحكومة الإسرائيلية قد أصدر وجهة نظر قانونية بشأن رفع العلم الفلسطيني بمناسبتين مختلفتين في عامي 2006 و2014، واعتبر أن قرار منع رفع العلم الفلسطيني يجب أن يُطبق فقط في حالة وجود “مستوى عالٍ من احتمال حدوث انتهاك خطير للسلم العام”.

وفي ظل منح قادة المناطق في الشرطة الإسرائيلية سلطة تقديرية بشأن السماح برفع العلم الفلسطيني، يبرز التباين في تطبيق هذا الحظر بين المناطق المختلفة؛ إذ تحرص شرطة الاحتلال في القدس على منع رفع العلم الفلسطيني في الأحياء المقدسية تحت أي ظرف من الظروف، ويلجأ عناصر الشرطة لاستخدام العنف المفرط في سبيل ذلك، في حين تسمح الشرطة برفع العلم الفلسطيني في مظاهرات ينظمها ناشطون يساريون إسرائيليون في تل أبيب، على سبيل المثال.

وفي بيان صدر عنه، قال بن غفير إنه أصدر أوامره للمفتش العام للشرطة بالسماح “لكل ضابط في الشرطة مهما كانت رتبته، بإزالة أعلام السلطة الفلسطينية أثناء مناوبته”. وذكر البيان أن القرار يقضي بإزالة الأعلام الفلسطينية ومنع رفعها في “الأماكن العامة”.

وادعى أنه اتخذ قراره “على أساس أن رفع علم منظمة التحرير الفلسطينية هو دعم لمنظمة إرهابية”، وقال بن غفير إنه “من المستحيل أن نسمح لمخالفي القانون أن يرفعوا أعلام الإرهاب، ويحرضوا ويشجعوا على الإرهاب. حرية التعبير لا تشمل التماهي مع إرهابي أو إيذاء جنود الجيش الإسرائيلي”.

ولفتت “هآرتس” إلى أن بن غفير أوعز لشبتاي، خلال محادثات أجريت بينهما خلال الأسبوع الماضي، بـ”البدء بتطبيق منع رفع العلم الفلسطيني عموما”، وفي ردها على تقرير “هآرتس” قالت الشرطة إن “مسألة منع رفع الأعلام تعتمد على طبيعة العلم، وظروف رفعه والأعمال التي تصاحب ذلك. كل هذه الأمور تحدد مسألة انتهاك السلامة العامة، إلى جانب احتمال وجود جريمة جنائية مصاحبة للواقعة، بما في ذلك دعم منظمة إرهابية”.

وأضافت الشرطة أنه “بناء على ذلك، يتم اتخاذ القرار بشأن موقف الشرطة في الحدث ذي الصلة، أحيانًا بالتشاور مع جهات أمنية أخرى”؛ ولفتت “هآرتس” إلى أن الشرطة كانت تعتزم اقتحام مراسم استقبال الأسير كريم يونس، واعتقال أشخاص بشبهة “التحريض وانتهاك قانون الإرهاب”، ونقلت الصحيفة عن مصدر في الشرطة، قوله إن النيابة العامة أكدت أن فعاليات استقبال الأسير المحرر في عارة “لا تعد مخالفة للقانون”.

وكان بن غفير قد أصدر أوامر لجهاز الشرطة بمنع أقارب الأسير المحرر يونس، وعائلته، من نصب خيمة في ساحة منزل العائلة، لاستقبال المهنئين بتحرر ابنها من الأسر، ومنع احتفالات العائلة التي انتظرت أكثر من 40 عاما لملاقاة كريم الذي أمضى أربعة عقود في السجون الإسرائيلية.

ووفقا للقناة 12، اعتبر بن غفير أن الشرطة نجحت بالسيطرة على الحدث جزئيا في اليوم الأول، في حين امتدت الاحتفالات على مدار أربعة أيام، منذ تحرر الأسير يونس، يوم الخميس الماضي. ويزعم ين غفير أن الاحتفالات تجرى بـ”أجواء تحريضية يرافقها التلويح المتواصل بالأعلام الفلسطينية”، الأمر الذي أثار استياءه، وفقا للتقارير.

واعتبر بن غفير، بحسب ما نقلت القناة 12 عن مقربيه، أنه تلقى “إجابات غير مقبولة من الشرطة” بشأن الاحتفالات بتحرر الأسير يونس ورفع العلم الفلسطيني خلال الفعاليات التي نظمت خلال مراسم الاحتفالات، رغم إصداره أوامر مباشرة في هذا الصدد.

ووفقا للتقارير فإن الشرطة أوضحت لبن غفير أن خيمة الاستقبال نصبت “في منطقة خاصة” بملكية عائلة الأسير يونس، ثم أوضحت له أن النيابة العامة والمستشار القضائي للشرطة، أكدوا أن الجهاز غير مخول باقتحام المنطقة لتفكيك الخيمة وفض الاحتفالات بالقوة، لأن هناك “مشاكل قانونية” تترتب على ذلك.

وبعد استدعائه إلى مكتبه، أوعز بن غفير، للمفتش العام للشرطة، شبتاي، بإجراء تحقيق داخلي في الشرطة، حول الاحتفالات التي نظمت في بلدة عارة، لاستقبال عميد الأسرى الفلسطينيين، بعد تحرره من الأسر، يومي الخميس والجمعة الماضيين.

ومن المقرر أن يجري شبتاي تحقيقا داخليا في الشرطة وعرض نتائجه على بن غفير لـ”التأكد من أن مثل هذه الأحداث لن تتكرر في المستقبل”؛ وقال الأخير إن “هذه الاحتفالات هي احتفالات تحريض ودعم صريح للإرهاب ولا يمكن تصور أن مثل هذه الأحداث تقام داخل منزلنا (في إشارة إلى مناطق الـ48)”، بحسب ما ورد في بيان صدر عن مكتبه.

Exit mobile version