بعد أزمة عاصفة.. السنغال تختار رئيسا من المعارضة وترسل …
قرار ماكي صال حينها أثار أعمال عنف خلّفت 4 قتلى وأعدادا أخرى من الجرحى، قبل موافقته على العودة للمسار الانتخابي بعد قرار المجلس الدستوري بتحديد آجال للعملية الانتخابية، حيث أجريت الانتخابات يوم الأحد.
اعتراف بالهزيمة
ورغم أن اللجنة المكلفة بالإشراف على الانتخابات لم تعلن رسميا النتائج النهائية، إلا أن مرشح ائتلاف الأغلبية الحاكم المدعوم من الرئيس المنتهية ولاتيه أمادو با، اعترف رسميا بهزيمته في هذه الانتخابات وهنأ مرشح المعارضة، باسيرو ديوماي فاي بالفوز برئاسة السنغال.
اظهار أخبار متعلقة
أمادو با، تمنى للمرشح الفائز مزيدا من النجاح مضيفا أنه “في ضوء الاتجاهات الحالية لنتائج الانتخابات الرئاسية، وفي انتظار الإعلان الرسمي فإنه يهنئ الرئيس باسيرو ديوماي فاي على فوزه في الجولة الأولى”.
تهاني قادة دول الجوار
قادة دول الجوار السنغالي، سارعوا أيضا لتقديم التهاني للمرشح المعارض بمناسبة انتخابه رئيسا للسنغال.
وفي هذا السياق بادر الرئيس الموريتاني (الرئيس الدوري للاتحاد الأفريقي) محمد ولد الشيخ الغزواني إلى إرسال رسالة تهنئة للمرشح ديوماي فاي.
وعبر الغزواني عن ارتياحه لجو الهدوء والمسؤولية، الذي طبع هذه الانتخابات والذي برهن على نضج الديمقراطية السنغالية.
وأعلن الغزواني استعداده للعمل سويا مع الرئيس المنتخب باسيرو ديوماي فاي، لأجل تعزيز وتنويع التعاون الثنائي بين البلدين.
كما هنأ الرئيس الغامبي آداما بارو، في تغريدة له، ديوماي فاي بفوزه في الانتخابات.
نهاية النفوذ الفرنسي؟
ويرى متابعون أن انتخاب باسيرو ديوماي فاي، مؤشر على نهاية النفوذ الفرنسي في أفريقيا، إذ أعلن باسيرو ديوماي فاي، خلال حملته الانتخابية برنامج إصلاح نقدي من شأنه إنهاء سيطرة الفرنك الأفريقي ذي الأصول والاعتماد الفرنسي، وإقامة عملة سنغالية خاصة.
كما أن وعيد باسيرو بمراجعة اتفاقيات الدفاع تعني أيضا رسالة أخرى تجاه فرنسا بأن حاكم دكار الجديد لن يظل معتمدا على باريس.
اظهار أخبار متعلقة
ويقول الخبير المختص في الشأن الأفريقي أحمد ولد محمد المصطفى، إن انتخاب باسيرو ديوماي فاي، المناهض للنفوذ الفرنسي في السنغال، مؤشر على تراجع الحضور الفرنسي ليس على مستوى النخب فقط وإنما على مستوى الجماهير ومؤشر أيضا على نهاية جيل من السياسيين وهو الجيل الذي حكم في البلدان الأفريقية ما بعد الاستقلال عن فرنسا.
تعاط حذر
واعتبر ولد محمد المصطفى، في تصريح لـ”عربي21″ أن مستقبل فرنسا في المنطقة ككل يواجه تحديات منها أن مناهضتها أصبحت أداة جالبة للأصوات.
لكنه رأى أن الرئيس السنغالي المنتخب “سيكون مضطرا في النهاية للتعامل مع فرنسا حتى لو كانت لديه مواقف حدية منها ولدى حزبه والداعمين له”.
وأضاف: “خصوصية السنغال وطبيعة علاقاتها مع فرنسا والتشابك في هذه العلاقات وحجم المصالح المتداخلة هذا كله سيفرض مستوى من التعاطي الحذر مع باريس”.
وأكد أنه لا يمكن لعلاقات البلدين أن تتطور نحو الأحسن “فقصارى ما يطمح له البلدان في هذه المرحلة هو أن يسيرا علاقاتهما بهدوء ويمنعا انجرارها نحو ما وصلت إليه في بلدان أفريقية أخرى”.
رسائل بشأن النفوذ الأجنبي
ورأى المتحدث أن انتخاب باسيرو ديوماي فاي، يحمل رسائل مباشرة لفرنسا مفادها أن الجيل الشبابي في السنغال لا يريد التبعية لباريس.
وتابع: “فوز باسيرو ديوماي فاي، يعني فوز الخطاب الشبابي المناهض للنفوذ الأجنبي بشكل عام والنفوذ الفرنسي بشكل خاص”.
اظهار أخبار متعلقة
لكن ولد محمد المصطفى، لفت إلى أن تعاطي الرئيس السنغالي المنتخب مع فرنسا، سيكون مختلفا عن تعاطي قادة أفارقة وصلوا إلى السلطة في انقلابات عسكرية.
وأضاف: “لا أعتقد أن الوتيرة التي سارت بها العلاقات بين الفرنسيين وحكام مالي والنيجر وبوركينافاسو ستكون هي نفسها بالنسبة للسنغال، فقد لا تكون هناك قطيعة سريعة لكن ستتأثر علاقات داكار وباريس بالتأكيد وأفقها بالنسبة للطرفين قاتم”.
من هو باسيرو ديوماي فاي؟
هو أصغر المرشحين لرئاسة السنغال ولا يتجاوز عمره 44 سنة، منها واحدة قضاها وراء القضبان في سجن “كاب مانوال” بالعاصمة السنغالية داكار، قبل أن يخرج بعد مضي 6 أيام من الحملة الانتخابية الأخيرة إثر عفو عام أصدره الرئيس ماكي في سياق محاولة تهدئة المشهد السياسي بالتزامن مع انتهاء ولايته.
حصل على الثانوية العامة (الباكالوريا) سنة 2000، لم يسبق له أن تقلد مناصب كبيرة في الإدارة السنغالية.
عام 2014 انضم لحزب “باستيف” وترقى فيه بشكل متسارع ليكون أحد صانعي القرار الأساسيين في الحزب، والذراع القوية لرئيسه عثمان سونكو.
تولى باسيرو الأمانة العامة لحزب “باستيف” سنة 2023 واستطاع في فترة وجيزة أن يستحوذ على نصيب الأسد من دعم الجماهير الشبابية في بلاده.
المصدر
الكاتب:
الموقع : arabi21.com
نشر الخبر اول مرة بتاريخ : 2024-03-25 21:41:37
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي