الاخبار الرئيسيةمقالات

برّي لـ”النهار”: دعوتي للتوافق الرئاسي لا تعني إجماع النواب والجلسة قريبة

رضوان عقيل

اذا كان الرئيس نبيه بري مهتماً بتشريح مضمون الرسالة التي تلقّاها من الوسيط الاميركي آموس هوكشتاين بواسطة السفيرة دوروثي شيا التي أحضرت الطبعة النهائية لرحلة ترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل، إلا ان اتصالاته تبقى مركزة نحو الانتخابات الرئاسية بعد الجولة الاولى التي أنزلت كل الكتل الى المواجهة في ساحة النجمة التي ينتظر ال#لبنانيون منها انتاج رئيس و”قطفه”، بحسب البطريرك الماروني بشارة الراعي، قبل نهاية تشرين الاول الجاري موعد انتهاء ولاية الرئيس ميشال عون، مع توقع إقدام فريقه على إحداث مفاجأةٍ ما اذا لم يتم التمكن من تأليف الحكومة وسط هبوط سيل من الشروط على الرئيس المكلف نجيب ميقاتي. ويبدو ان العونيين الذين لم يتمكنوا من ان ينجزوا في ست سنوات ما كانوا يطمحون اليه، يعملون على فعله في ستة ايام ليخرجوا امام جمهورهم بأنهم حققوا انتصارات ولو على أطلال دولة وانهيار اكثر مؤسساتها بعدما وصلوا الى حدود المطالبة باقالة حاكم مصرف لبنان رياض سلامة وقائد الجيش العماد جوزف عون وصولاً الى مشروع مرسوم التجنيس الفضيحة!

ولن يقدّم الرئيس المكلف نجيب ميقاتي اي تنازلات تتجاوز حدود المعقول وتسيير عملية صدور المراسيم وليس وفق ما تشتهيه سفن النائب جبران باسيل الذي يريد انتزاع عناصر قوة في التشكيلة المقبلة بعدما وصل الى قناعة بان اكثر الوزراء المسيحيين الحاليين المحسوبين عليه لا يعبرون عن طموحاته، ولا سيما اذا اتجه البلد الى الفراغ في الرئاسة الاولى.

وفي ختام وقائع جولة الخميس الماضي وما حملته من دروس عند الكتل، يعود بري الى التأكيد على ضرورة ابحار المجلس في مركب التوافق. ورداً على الذين يقولون من نواب وسياسيين ان ما يطلبه أشبه بـ”أمر تعجيزي”، يأتي الجواب من رئيس المجلس الذي خبر ولايات رؤساء جمهورية وانتخابهم عن كثب وخصوصاً بعد الطائف، بأنه عندما يدعو الى”تحقيق التوافق لا يعني الحصول على إجماع النواب الـ 128″. ويشرح اكثر بأن توزع الكتل النيابية، الى النواب المستقلين، يتطلب سلوك هذا “المخرج الانقاذي” اذا كان هناك تصميم عند المجلس على انتخاب رئيس وعدم الوقوع في فخ الفراغ الرئاسي الذي لن تنجو منه أي جهة. وردا على سؤال آخر يقول رئيس المجلس لـ”النهار” إنه سيدعو الى عقد جلسة الانتخاب الثانية قبل منتصف الشهر الجاري على ان يتحمل الجميع مسؤولياتهم حيال هذا الاستحقاق. وعن الاتهامات والملاحظات التي وُجهت من كتل في مقدمها “القوات اللبنانية” في وجه الكتل التي اقترعت بأوراق بيض، يأتي الرد من طرف بري بأنه في كل الدورات الانتخابية من العام 1943 كانت تحضر هذه الورقة وان من حق النواب استعمالها.

وهل ستقدمون على اللجوء اليها في الجولة المقبلة؟
يرفض بري الاجابة عن هذا السؤال تاركاً الخيار للنواب الذين اقترعوا بالورقة البيضاء. وكان من الملاحظ ان “غرفة العمليات” التي أدارت استعمال الورقة البيضاء كانت تعرف سلفاً ان النواب السنّة الذين اقترعوا باسم “لبنان” لن يصوتوا لميشال معوض غير القادر على الحصول على اصواتهم لجملة من الاسباب. وثمة مجموعة من النواب السنّة ينسقون مع ميقاتي على أكمل وجه، ولم تنقطع اتصالات هؤلاء مع الرئيس سعد الحريري ويرددون انهم رغم علاقتهم الطيبة مع السعودية والحرص على استمرارها فلن يسيروا في الخيار الانتخابي الذي تقوده “القوات”.

وبالعودة الى الجلسة السابقة يتبين ان فريق الـ63 ورقة بيضاء كان في امكانه ان يرشح الوزير السابق سليمان فرنجية وينجح في حال اقترع له تكتل “لبنان القوي” مع نيله اصواتا سنية متوقعه في حال خوض معركته، ولو كان هذا المسعى لا يزال بعيد المنال والتحقيق مع ملاحظة استعمال “العناية الفائقة” في التعاطي مع زعيم “تيار المردة” الذي خرج من الجولة الاخيرة بـ”صفر أضرار” رغم ظهور منافسه ابن مدينته زغرتا النائب ميشال معوض على مسرح حلبة المرشحين بقوة، لكن ثمة من يرى ان رحلته ستنتهي على غرار ترشيح النائب السابق هنري حلو في 2016. وتدور جملة من الاسئلة في أروقة اكثر من كتلة حول ما اذا كان رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط سيقترع نوابه لمعوض في الجولة المقبلة. وهذا ما سيوضحه الرجل في اطلالة تلفزيونية اليوم، وهو لا يخفي في مجالسه اعتراضه على مقاربة الدكتور سمير جعجع حيال التعاطي مع الانتخابات الرئاسية.

وبالنسبة الى عودة البعض الى قرع ابواب نصاب جلسة الانتخاب وان المطلوب ليس حضور 86 نائباً في القاعة وأقله في الجولة الثانية من الجلسة نفسها التي يتطلب فيها حصول المرشح على 65 صوتاً ليفوز بالرئاسة بحسب آراء هؤلاء، يستغرب بري دخول جهات في هذا الموضوع ومعاودة البحث فيه من جديد. ويحيل هؤلاء بعيداً عن آراء كبار رجال الدستور والقانون الذين يؤيدون رأيه وتمسكه بهذه القاعدة، ولا سيما منهم الموارنة، الى مواقف البطريرك الراحل مار نصرالله بطرس صفير في هذا الخصوص. ولم يشأ بري الاستفاضة في هذه المسألة الوطنية والاكثر من حساسة، لكنه يقول في مجالسه: ماذا لو لم يحضر النواب المسيحيون الـ 64 الى جلسة الانتخاب وحضر النواب المسلمون الـ 64 وتمكنوا من جذب نائب ماروني الى المشاركة في الجلسة التي يقاطعها المسيحيون وعمدوا الى انتخابه بـ 65 صوتاً؟ هل يصبح رئيساً للبلاد، وهل يقبل به المسيحيون في سدة الرئاسة الاولى؟

ويتمنى رئيس المجلس هنا ولمرة أخيرة على المشككين ألا يتعبوا أنفسهم وان عليهم الاقتناع بصوابية وجود 86 نائباً على مقاعدهم في أي جولة انتخابية رأفة بالدستور والبلاد والعباد.

[email protected]

زر الذهاب إلى الأعلى