كتب محمد علوش في “الديار”:
لا يمكن أن لا تتوقف عند خبر استعداد واشنطن لتقديم دعم مالي بقيمة 3.5 مليارات دولار لإسرائيل في إطار حزمة الأسلحة والمساعدات العسكرية التي وافق عليها الكونغرس الأميركي للجيش الاميركي في نيسان الماضي، في نفس الوقت التي تدعو فيه أميركا الى استئناف مفاوضات وقف الحرب على غزة في 15 آب المقبل، وعند هذه النقطة يتوقف رئيس المجلس النيابي نبيه بري.
بحسب ما ينقل زوار بري فإن رئيس المجلس لا يبدو متفائلاً حتى اللحظة بأن اتفاقاً لوقف الحرب سيُقرّ الأسبوع المقبل، علماً أن معلومات دولية تتحدث عن أن الاميركيين وكل الوسطاء سيسعون للوصول الى اتفاق قبل 15 آب، قبل موعد انعقاد جولة التفاوض المقبلة، ولكن على ما يبدو فإن بري توقف ملياً عند القرار الاميركي بصرف الأموال للاسرائيليين قبل أيام من التفاوض.
بقناعة بري فإنه كان بإمكان الأميركيين لو كانوا جادين في مساعيهم لوقف الحرب أن يمتنعوا عن صرف هذه المليارات لإسرائيل، أو حتى تأجيل صرفها الى ما بعد 15 آب لتقديم ولو إشارة إيجابية حول استعدادهم الصادق للضغط على رئيس حكومة العدو، لذلك لا ينظر بري بارتياح الى مستجدات الساعات الماضية، ولو أنه لا يؤكد إطلاقاً أن الحرب واقعة لا محال.
صحيح أن المؤشرات تقول بأن الحرب مقبلة، ولكن لا يمكن لاحد تأكيدها لأن أطرافها غير راغبين فيها، ما عدا نتانياهو الذي يرغب بفتح حرب واسعة في المنطقة، هكذا يرى رئيس المجلس بحسب ما ينقل زواره، ولكن المشكلة هي أن الأميركيين يُريدون وقف الحرب بشروطهم التي تمنح الاسرائيلي ما عجز عن تحقيقه خلال الحرب، ويرفض محور المقاومة تقديم هذه التنازلات للأميركي والاسرائيلي، ومن هنا فإن كل الاطراف تتحضر للحرب ولو كانت لا ترغب بها.
لا يزال رئيس المجلس النيابي مقتنعاً بأن المقاومة في لبنان لا تريد التصعيد ولم تتخذ قرار التصعيد أيضاً، بل هي تمارس حقها الطبيعي جدا بالدفاع عن لبنان ومواجهة الهمجية الاسرائيلية، والرد على الفعل بمثله، وبالتالي سيكون ردها بهذا السياق.
من جهته لا يُلزم حزب الله نفسه بالرد قبل 15 آب أو بعده، فبحسب مصادر مطلعة ليس للمسألة علاقة بالرد المنتظر، علماً أن رسائل عربية وغير عربية تلقاها الحزب خلال الساعات الماضية تطلب منه تأجيل الرد الى ما بعد 15 آب لكي لا يظهر بمظهر المعطل، ولكن بحسب المصادر فإن الحزب غير معني بكل هذه الرسائل، فمن يعطل منذ أشهر الى اليوم هو الاسرائيلي، وما المجزرة التي ارتكبها السبت سوى الدليل على أن نتانياهو يسعى لضرب أي فرصة للإتفاق على صفقة تبادل اسرى تُنهي الحرب.
لذلك تؤكد المصادر أن حزب الله لم ينظر لتحديد موعد 15 آب سوى لفرض المزيد من الضغوط على إيران وعليه بخصوص الردود المتوقعة، وهو لم يلاحظ بعد تبدلاً حقيقياً بجوهر الموقف الأميركي الداعم لاستمرار الحرب والمجازر في غزة، مشددة على أن تقييم الموقف لدى المقاومة ينطلق من الميدان أولاً، حيث تؤكد أن العمليات العسكرية الاخيرة وآخرها استهداف قاعدة محفاه آلون بالمسيرات تأتي كلها في سياق دراسة الميدان والاستعداد للرد.