برسم الأجيال القادمة.. تصرف هذا الكاهن لا يمثلني
كتب نقيب المحامين السابق ناضر كسبار:
الديانة المسيحية هي عنوان المحبة والتسامح واللاعنف. ومن أقوال السيد المسيح: من ضربك على خدك الايمن فأدر له الايسر، ومن يأخذ بالسيف يؤخذ.
أنتشر البارحة فيديو يظهر كاهناً في إحدى الكنائس اللبنانية العزيزة يحمل رشاشاً حربياً ويناول القربان المقدس للمؤمنين. قيل انه كان يريد ايصال رسالة بأن السلاح يجب ان يكون فقط بيد الجيش اللبناني. وطبعاً هذه الرسالة وصلت بعكس ما قد يكون أرادها الكاهن صاحب الفكرة. إذ ليس من شأنه ان يوصل الرسائل وان يختزل طائفة او ديانة بتصرفاته. إذ ليس من ضمن إيماننا ومبادئنا وتقاليدنا وعاداتنا ومسيرتنا حمل السلاح داخل الكنيسة من قبل كاهن يقيم الذبيحة الإلهية.
هذا المشهد النافر وغير المقبول والمضر بطائفة وبديانة بكاملها، لم نشهد له مثيلاً حتى بين من يتغنون بالسلاح وبحمل السلاح، ومن يتكلمون بلغة السلاح. وهو ليس من شيمنا ولا من تعاليمنا.
وبالاضافة الى ان هذا التصرف غير مقبول إطلاقاً، ويجب وضع الضوابط الصارمة جداً له، ومنع اي كان من التصرف بهذه الطريقة تحت طائلة الملاحقة. هناك امر مهم وهو استغلال الطائفيين لهذا الامر، حيث سنرى في الايام والسنوات القادمة من يبرز هذه الصورة او هذا الفيديو لتصوير طائفة او ديانة بكاملهاوكأنها تشجع العنف وحمل السلاح. لذلك، وكمسيحي ماروني، اعلن منذ الآن بأن ما قام به الكاهن مستنكر من قبلي اشد الاستنكار، وأشجب هذا التصرف ولا أؤيده، وهو لا يمثلني ولا يمثل مبادئي وإيماني، متمنياً على غبطة البطريرك اتخاذ القرار المناسب بهذا الخصوص، واعلان استنكاره واستنكار الكنيسة لمثل هذه التصرفات، واعتبار ما قام به الكاهن تصرفاً فردياً من قبله ولا يمثل إلا صاحبه.