الاخبار الرئيسيةالصحافة اليوممقالات

بانتصارٍ وبكاء.. سيتجدّدُ العزاء

بانتصارٍ وبكاء.. سيتجدّدُ العزاء

كتبت نادين خزعل: 

27 أيلول 2024…2 شباط 2025..

على عتبات هذا الزمن، رحيلٌ ارتقاؤه صادقٌ كما وَعْدُهُ، وهو الأمينُ “الـكان والـمايزال” على أرضنا ووطننا وتاريخنا وانتصارنا.

أربعة أشهر ونيف، واستشهاد السيد حسن نصرالله لملم شتات الوطن الممزق، وجدّد الحصار على زنادقة الدمار، وخاب من اعتقد أن الشهادة نهاية، فإذ هي بداية البداية، وإذ بها تكون الهامًا للحياة وللانتصار ولاستكمال النهج..

وبين الانتصار والانتصار عودة أولى وثانية، نحو الجنوب، الشّاهد الشّهيد، وصمود الجنوبيين يقطّع أوصال الذل وشرايين العار، ويصدّر للعالم ثقافة الانتصار، ويهتدي
بالـ”سيّد ” أولئك الذين انحنت الأرض تحت أقدامهم والذين غدت صيحاتهم أنامل تحمي وجه زينب.

من أيلول إلى شباط، والتّاريخ يلوّح بكفّه وكفنه، واليوم سيحدّد الشّيخ نعيم قاسم موعد تشييع الشهيد الأسمى، ليضع حدًّا لتأويلات وشائعات وحملات تضليل إعلامية لعبت على وتر عاطفة البيئة الحاضنة واستغلت العلاقة الاستثنائية التي ربطت السيد حسن بجمهوره حتى بلغ الأمر بالبعض إلى حد تبني فكرة عدم استشهاد السيد والزعم أنه ما زال حيًّا وفي ذلك إساءة للشهيد الصادق في وعده وفي رحيله، وانبرى الكثيرون إلى فبركة سرديات، ونسج أفكار، وتحديد مواعيد تشييع وأمكنة دفن، وانزلق في لجة الخطأ حتى من يجب أن يكونوا هم الأنموذج الجيد للتعاطي العقلاني والعاطفي في حين مع واقعة الاستشهاد، وهؤلاء أساؤوا وإن عن غير قصد للشهيد ولسيرته ولصدقه ولخصاله، ولم يضعوا حدا للتكهنات، وما كان يجب تبنيه هو فقط : “السيد استشهد، وحزب الله عبر الأمين العام أو عبر العلاقات الإعلامية فقط وفقط وفقط سيعلن عن موعد التشييع”.

وعليه، بعد ظهر اليوم، سيتم الإعلان عن موعد التشييع عبر خطاب سيلقيه الأمين العام الشيخ نعيم قاسم، وسيُجدد العزاء..
قريبًا تُقرأُ الفاتحةُ على ثرى الشهيد، وتنهمر على وجوهنا دموعٌ ملحُها بسالة بطولة، وتصرخ أرواحنا آهات تحاكي طلقات القابضين على زناد البنادق، وعند ثرى الشهيد سنجدد الوعد، والمبايعة، لقائد زينبي عاشورائيّ حسينيّ…

وحيث سيسجى جثمان الشهيد، ستكون قبلة الشرفاء و الأوفياء ،وحيث روضة سيد شهداء طريق القدس، سيكون الكفن الأبيض محمولاً على الأكف…

قريبًا، يا سيدنا، سنسجيك ونرثيك ونبكيك ونفجر العزاء، وسيبقى عزاؤنا قائمًا، وموعدنا صادقًا، إلى حين ارتقاء ثم لقاء.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى