الاخبار الرئيسيةعربي ودولي

بالفيديو منذ السبعينات.. العنف السياسي في أمريكا يبلغ أسوأ مستوياته 

ارشيف
ارشيف

منذ السبعينات.. العنف السياسي في أمريكا يبلغ أسوأ مستوياته

قرن ونصف مضى على الحرب الأهلية الأميركية التي انتهت بتوحيد البلاد، إلا أن شبح الاقتتال عاد ليُخيّم من جديد، فالاستقطاب الحاد الذي تعيشه الولايات المتحدة منذ سنوات، يُشبه إلى حد ما الأجواء التي سبقت تلك الحرب، فالانقسامات تصل حد العنف المسلّح، ولغة العنف تطغى على الحوار.، وفق قناة “الشرق” الإماراتية.

والحال أن النزاع الذي اندلع عام 1861، وأودى بحياة نصف مليون أميركي إثر الانقسام حول العبودية، خيّب آمال الأب المؤسس جورج واشنطن، الذي أوصى مواطنيه أن يتمسكوا بمبادئ الأمة، قائلاً في خطبة الوداع عام 1796: “اتحادكم يجب أن يكون دعامةً أساسيةً لحريتكم.. وحبُّ أحدهما سيحثُّكم للحفاظ على الآخر”.

في الأيام الأخيرة تصاعد الحديث عن حرب أهلية مقبلة في الولايات المتحدة، إثر تفاقم الخلاف بين إدارة الرئيس جو بايدن وولاية تكساس بشأن الحدود الجنوبية للبلاد وتدفّق المهاجرين غير الشرعيين.

إلا أن هذه القضية ليست إلا واحدة من انقسامات عديدة، تناولتها حلقة برنامج “سؤال المليار” الذي تُقدمه ميراشا غازي على “الشرق بودكاست”.

محافظون وليبراليون، أنصار ترمب الملياردير المثير للجدل، وأنصار عدّوه اللدود جو بايدن، السياسي المخضرم غير المحبوب. أجواءٌ مشحونة بالكراهية والغضب. خلافاتٌ بشأن شتّى القضايا، الانتخابات، والسلاح، والحرية، والإجهاض وغيرها الكثير.

الأميركيون منقسمون اليوم، كما لم يكونوا منذ وقت طويل، لكن غالبيتهم يتفقون على أمر واحد “الأمة نار تحت الرماد”، فاستطلاعات الرأي تُرجح اندلاع العنف المسلح خلال العقد المقبل، والمفكرون والناصحون يُحذرون: “أمتنا في خطر، والتهديد الكامن على وحدتنا ليس الصين أو الأسلحة النووية الروسية، ولا حتى ملايين المهاجرين. نحن الخطر”.

المخاوف من انزلاق الولايات المتحدة إلى حرب أهلية أثارت شهية العديد من الباحثين، أحدهم هو الكندي ستيفن مارش الذي عاش سنوات بين الأميركيين، لكنه قدّم نظرة تشاؤمية بشأن مستقبلهم، في كتاب أصدره عام 2022 بعنوان “الحرب الأهلية التالية” The Next Civil War.

اعتبر مارش خلال استضافته في برنامج “سؤال المليار” على “الشرق بودكاست”، أن أفضل مؤشر لوقوع حرب أهلية أميركية مستقبلاً هو حدوثها في الماضي. والولايات المتحدة، برأيه، تدخل هذا الطريق، لكن، لا أحد يعرف مدى اقترابها من ذلك.

ويلقي الباحث الكندي في كتابه، كما يشير، الضوء على النزعات العميقة في الحياة السياسية الأميركية، التي تقدم مثالاً تقليدياً لحالة بلد يقف على وشك حرب أهلية، بما في ذلك عدم المساواة الاقتصادية على المستويين العمودي والأفقي، وحركة الهجرة الواسعة، والنظام السياسي الذي يُعدّ لا استبدادياً ولا ديمقراطياً.

وقال إن كل هذه الظواهر عبارة عن مقدّمة كلاسيكية لحرب أهلية، قد تجدونها في شتى أصقاع العالم، لكن في حالة الولايات المتحدة يضاف إليها تصاعد العنف السياسي الداخلي.

اقرأ أيضًا: اللورد الهوليوودي على عرش الدراما العربية.. حوار
مشاحنات في الشارع

خلال السنوات القليلة الماضية تكررت المشاحنات في الشارع الأميركي المنقسم إلى حد كبير، فأمام محكمة مانهاتن، يشتبكون قبل جلسة استماع يواجه فيها ترمب اتهامات بشراء صمت نجمة أفلام إباحية: “أنتم على الجانب الخاطئ”، تقول سيدة لكارهي الرئيس السابق.

وفي كاليفورنيا، قبعةٌ عليها شعار ترمب تستفز أنصار بايدن، فيعتدون على صاحبها.. مطاردة في كنتاكي بين مسلحين مؤيدين لترمب ومتظاهرين في حركة “حياة السود مهمة”.. تتدخل الشرطة لفض الاشتباك.

أميركي من أصل إفريقي يهتف خلال احتجاج في تكساس “رئيسي عنصري”، فيردُّ أبيضٌ غاضب: “ترمب ليس عنصرياً”. ثم تنتقل المناوشات إلى جوار برج ترمب في نيويورك.

كلا الحزبين الأميركيين يتهم الآخر بدفع البلاد نحو العنف السياسي.. كل منهما لديه حجته على الآخر.. الديمقراطيون يتهمون الجمهوريين بالتطرف والجنوح إلى العنف.. والجمهوريون بدورهم يتهمون الديمقراطيين بالاستبداد وضرب قيم المجتمع.

وفي تقرير أجرته قناة NBC News خلال أغسطس الماضي، عبّر بعض الأميركيين عن غضبهم خلال مسيرة تأييد لترمب خلال أغسطس 2023 في نيو هامشاير، فقال أحدهم: “لقد سُرقت الأصوات، أعتقد ذلك من صميم قلبي. إذا أراد ترمب أن أحميه فسأفعل”.

بدورها أعربت امرأة عن غضبها من الرئيس الديمقراطي جو بايدن: “إنه هتلر النازي، لا يمكنك إسكات خصمك السياسي، لأنك لا تتفق معه. يجب أن يكون جو بايدن في السجن بسبب الرشاوى”، مرجحة الانزلاق إلى نزاع مسلح: “أتوقع حرباً أهلية. قُسّمت البلاد. من الواضح أننا لا يمكننا العيش معاً”.

;

زر الذهاب إلى الأعلى