“بالدم”.. امرأة تواجه اعصار المجتمع 

كتب محمد جابر:

ماغي بو غصن تقتحم مجددا المحرمات، وتتوغل في الممنوع الاجتماعي، فكانت قصة “بالدم” التي كتبت نادين جابر السيناريو والحوار، وكان نجوم المسلسل أبطال كل منهم يحاول ايصال رسالة، من بديع ابو شقرا وباسم مغنية رفيق علي أحمد، جوليا قصّار، رندة حشمة، كارول عبود، سينتيا كرم، وسام فارس، سعيد سرحان وماريلين نعمان، وانطوني يمين.

يقدم “بالدم” صورة المجتمع من فوق وتحت بكل تفاصيلها، يتحدث عن الخيانة والحب والمصالح الضيقة وصراع الأجيال، يعطي نماذج عن الأفات التي يعيشها المجتمع اللبناني، ويقدم مشهدية تحاكي يوميات الناس بكل تجلياتها.

ماغي بوغصن المرأة الناجحة في عالم المحاماة، والتي تكسب كل القضايا، والفاشلة على صعيد الحياة الشخصية العاطفية، والتي عانت من الخيانة وسيطرة الواقع الذكوري، رغم نجاحها كإمرأة في مجال العمل، ووصلت معانتها إلى حد اكتشاف انها ليست الإبنة الحقيقية لوالدها ووالدتها الذين تولوا تربيتها.

ويسلط العمل الفني الكبير الضوء على الزواج المختلط بين المسيحي والمسلم، ووجود الرفض له في كثير من البيئات، ويعرج “بالدم” الى واقع الجريمة والانسان الضحية الذي يعاني من الواقع الاجتماعي الصعب وتحديات مانعيشه، ويغوص العمل باتجاه ابراز نماذج اجتماعية مختلفة، وبيئات شعبية تعيش على هامش المجتمع.

وكما عودتنا دائما ماغي بو غصن بأعمالها السابقة، تحمل راية القضايا الكبرى، التي تجعل المشاهد يدمن على متابعة العمل، خصوصا وان الممثلين ابلوا بلاء حسنا بأدوارهم، من سعيد السرحان الطبيب عاشق الممرضة والعاجز عن البوح بما في قلبه بسبب اختلاف الدين، الى انطوني يمين “الدون جوان” الباحث عن ضحايا من النساء الراغبات في الزواج والذي يقوم بأعمال احتيالية تنتهي به الى السجن، الى رفيق علي احمد العجوز العاشق الذي يذهب ضحية حبه، الى بديع ابو شقرا المحامي الذي خان زوجته المحامية ووقع ضحية حبه السابق، الى باسم مغنية الفاشل في زواجه بسبب عدم قدرة زوجته على الانجاب، وكل من شارك في المسلسل كان نجما بلا منازع.

“بالدم” مسلسل يستحق المشاهدة، حتى الحلقات الأخيرة، ففي كل مشهد هناك جديد، قصة لا تنتهي، والكل ينتظر ختام المسلسل ليدرك نهاية القصة.