باسيل يهاجم حزب الله مجدّداً… علامات استفهام حول التوقيت
كتب محمد علوش في “الديار”:
عاد رئيس “التيار الوطني الحر” لاعتماد السقف المرتفع بخطاباته ضد حزب الله وجبهته في الجنوب، فعلى الرغم من أن الموقف من جبهة الإسناد ودور لبنان في هذه الحرب، والذي أعاد التيار التأكيد عليه أول من أمس على لسان رئيسه جبران باسيل، ليس بالجديد من الناحية العملية، حيث انه منذ الأيام الأولى للحرب الحالية في المنطقة وإطلاق المقاومة في لبنان حرب إسناد لغزة، يطرح الكثير من علامات الاستفهام حول فتح جبهة الإسناد من قبل حزب الله، إلا أنه لا يمكن تجاهل الإصرار على إعادة التأكيد على هذا الموقف في هذا التوقيت، حيث تتوسع مروحة الهجومات التي يتعرض لها الحزب، لا سيما بعد الرد الذي قام به على اغتيال القيادي العسكري في الحزب فؤاد شكر.
داخل قوى الثامن من آذار يمكن الحديث عن وجهتي نظر من مواقف “الوطني الحر”:
– الأولى تؤكد على ضرورة فصلها عن مواقف باقي القوى المعارضة للمقاومة، على قاعدة أن التيار لا يزال يؤكد وقوفه إلى جانبها في الشق المتعلق بالدفاع عن لبنان، وأن المعارضة تنطلق بمقاربتها لعمل المقاومة من حقد سياسي، وأحياناً من دعم للعدو لضرب المقاومة وتدميرها.
– الثانية ترى أن التيار يريد أن يتمايز داخل لبنان لخدمة مشاريع سياسية مستقبلية، في حين أن الجميع يدرك صعوبة الفصل بين الجبهات، ومن هؤلاء التيار نفسه، في ظل ما تتعرض له المنطقة من مخططات.
وعلى الرغم من ذلك، هناك قناعة بعد عمليات الفصل والاستقالة من “الوطني الحر”، أن رئيسه جبران باسيل يريد التركيز على استعادة شعبيته في الشارع المسيحي، من دون أن يذهب إلى قطع العلاقة بشكل كامل مع قيادة حزب الله، لكن مصادر 8 آذار تلفت إلى أنه من الناحية العملية، فإن باسيل من خلال مواقفه من حزب الله ومواقف سياسية أخرى، يغامر بخسارة الأمرين معاً، فهو لن ينجح في التأثير في الفئات المعارضة للحزب داخل البيئة المسيحية، خصوصاً أن تلك الفئات لديها من يذهب أبعد منه في الموقف، كـ “القوات اللبنانية” مثلا، وهي أصلاً تحمّله مسؤولية تنامي نفوذ الحزب، عبر “تغطيته” مسيحياً طوال السنوات الماضية منذ توقيع تاريخ التفاهم في مار مخايل.
أما بالنسبة إلى العلاقة مع حزب الله، فبالرغم من أن الحزب لم يذهب إلى الرد عليه من خلال النواب والمسؤولين أو حتى على وسائل التواصل، فإن ذلك لا يلغي الأضرار التي تلحق بالعلاقة بينهما، تضيف المصادر، والتي لن يكون من السهل معالجتها، خصوصاً أن توقيت مثل هذا التمايز لا يمكن الاستهانة به، وربما يُفسر على أساس أنه من ضمن الضغوط المتعددة التي يتعرض لها الحزب على المستوى الداخلي، الأمر الذي سيكون من الطبيعي أن يؤثر بالعلاقة في المستقبل.
عندما طلبت الصين عبر سفارتها في لبنان مغادرة رعاياها، تواصل أحد الديبلوماسيين في السفارة مع حركة “أمل” وحزب الله وأبلغهما أن الإجراء طبيعي جدا، ويهدف الى حماية الصينيين، وشدد على ضرورة ألا يُعتبر نوعا من انواع الضغط السياسي الذي تمارسه أطراف محلية وخارجية على المقاومة. ولكن بالمقابل، من كانوا حلفاء للمقاومة يشاركون اليوم في فرض الضغوط السياسية عليها، وهذا سيترك آثاره في كل العلاقات مستقبلاً، ففي حين يدافع وليد جنبلاط عن المقاومة ودورها وأهمية ما تقوم به، يهاجمها جبران باسيل.