كتبت ابتسام شديد في “الديار”:
مع ان ما حصل مؤخرا في التيار الوطني الحر بفصل النائب آلان عون واستقالة النائب سيمون ابي رميا كان متوقعا من فترة طويلة إلا ان الترددات لا تزال حاضرة في البيت الداخلي بسبب الخضة التي رافقت الخطوة إضافة الى موقع النائبين في تكتل لبنان القوي وحيثيتهما الخاصة والشعبية وهو ما استلزم أكثر من إطلالة لرئيس التيار النائب جبران باسيل لشرح ظروف ما جرى ودعم من الرئيس السابق ميشال عون لتوضيح الموقف وضبط الانفعالات وسط ما قيل في المجالس السياسية عن حركة إعتراض سوف تتوسع وتظهر في المستقبل.
ومع ان المعلن في الإجراءات التأديبية المتخذة بحق النواب الياس بوصعب وآلان عون وسيمون أبي رميا يأتي على خلفية عدم الإلتزام الحزبي لكن القاصي والداني يدرك تماما ان هؤلاء النواب وضعوا على قائمة الطرد من جلسة ١٧ تشرين لانزعاج القيادة الحزبية من تصويتهم خارج الإطار الحزبي، وفي الحقيقة فما حصل “قلوب مليانة” فرئيس التيار يعتبر ان الوقت حان لحسم الحالة الإعتراضية والتمرد على القرارات الحزبية قبل الدخول في العد العكسي لإستحقاقات داهمة فثمة مجموعة من الأسماء لا تتماهى مع قيادة الحزب وضعت على قائمة التصفية من المناضلين والرعيل العوني الأول في إطار خطة واضحة المعالم لطرد المعارضين.
الخطوة الجريئة جدا لقيادة التيار باقصاء نواب ومناضلين تتفاعل ووفق مصادر مطلعة فإن هذا الإجراء سيكون له ارتدادات عميقة في المستقبل على صعيد التحالفات الانتخابية فأغلب الخارجين من التيار لهم تاريخ في العمل الحزبي وموقعهم وأدوارهم داخل تكتل لبنان القوي ومجلس النواب.
بالمقابل ترى المصادر ان شيئا ما يتم التحضير من قبل قيادة التيار بدأ بالإجراءات الداخلية في توقيت محدد يتبعه إنهاء الخصومات السياسية وتموضعات وسطية بتحسين العلاقة مع المملكة السعودية والعلاقة المعدلة مع رئيس مجلس النواب نبيه بري وانتقال باسيل الى مصالحة قيادات وقوى سياسية كان في خصومة انتخابية وسياسية معها فأسدلت الستارة على العلاقة السيئة للتيار بعدد من الخصوم السابقين لتفتح على مشهد جديد في المناطق ومد الجسور مع من خاصمهم. يتطلع باسيل الى تتظيم جديد لعلاقته بقوى سياسية وتجهيز قفزة نوعية لتموضع سياسي تحضيرا لمواكبة مرحلة ما بعد الحرب الامر الذي يحتم ترتيبا معينا مع حزب الله فالابتعاد عن حزب الله بعد الحرب يخسر التيار ويعني تراجع أدائه الانتخابي ووفق المصادر فان رئيس التيار يحتاج الى تعويض الضمور الذي أصاب تكتله النيابي في الإنتخابات المقبلة فليس تفصيلا عاديا خروج نواب لهم وزنهم وحجمهم التمثيلي فيما يحتاج الى حواصل إنتخابية في بعبدا وزحلة والبقاع الغربي وبعلبك الهرمل وجزين.
وعلى الرغم من المواقف الحادة لعون وباسيل برفض وحدة الساحات وانخراط لبنان بحرب غزة لكن التباين في هذه النقطة الساخنة لن تضرب تحالف التيار وحزب الله مستقبلا، فالاختلاف مع حزب الله رئاسيا وحول الملف الحكومي لا علاقة له بالحسابات الاستراتيجية الكبرى ويدرك باسيل جيدا حجم التحديات المقبلة وما يواجهه على صعيد التيار.
مع ان رئيس التيار لا يفصح عما يخطط له اليوم لكن الأمور مفتوحة على كل الاحتمالات بما فيه قبوله بتسوية رئاسية تأتي برئيس المردة سليمان فرنجية او مرشح ثالث يوافق عليه الحزب، ويلاحظ مؤخرا تسليف المقاومة مواقف دعم من خلال تفعيل “لجان الحرب” المشتركة بين ميرنا الشالوحي وحارة حريك للتعامل مع ملف النزوح من الجنوب واستقبال النازحين.