باسيل يجرّ القوات وخصومه إلى ملعبه
صحيفة “الأخبار”: رلى ابراهيم
شهر ونصف شهر هي المدة التي استغرقتها الاجتماعات المتبادلة بين نائب التيار الوطني الحر جورج عطالله ونائب حزب القوات اللبنانية فادي كرم للتوافق على تبنّي القوات المرشح إلى رئاسة الجمهورية جهاد أزعور. بدأت القصة بلقاء «صدفة» في إحدى المناسبات، تخلله حديث عن الوضع الرئاسي العام، انتهى بإبلاغ كرم بحصوله على ضوء أخضر من معراب للمفاوضة باسمها وسؤاله عطالله عما إذا كان يمكن له أن يكون مفوّضاً عن باسيل للتشاور حول أسماء المرشحين.
انتظار لجنبلاط وانقسام التيار مستمر ومعركة على النواب السنة | جلسة 14 حزيران: الفراغ يتمدد الأخبار
سبق ذلك بوقت، أن أوفد باسيل إلى معراب موفداً في محاولة لفتح قناة للحوار تحت سقف الصرح البطريركي، إلا أن جعجع قابل المبادرة بالمكابرة والتأكيد على عدم تكراره التجربة مرة أخرى، وأنه لا يريد خطوة هدفها فكّ عزلة التيار. لاحقاً، كلّف البطريرك الماروني بشارة الراعي المطران أنطوان أبو نجم القيام بجولة على القيادات السياسية وإعداد لائحة مرشحين. وما هو إلا شهر حتى انقلب «الحكيم» على لاءاته وبادر بنفسه إلى طلب الوساطة مع باسيل لبدء مناقشة لائحة بكركي التي لم يسمِّ فيها التيار أي مرشح. وافق باسيل وبدأت مقاربة الأسماء وغربلتها بين عطالله وكرم، ودامت هذه العملية نحو شهر نتيجة حاجة كل منهما للعودة إلى رئيسه.
كان الفيتو القواتي قوياً على اسم جهاد أزعور الذي تقاطع حوله كل من التيار الوطني الحر والحزب الاشتراكي. فيما حاول جعجع تسويق مرشحه المفضّل النائب السابق صلاح حنين، وطرحه كرم مرتين متتاليتين وسط رفض قاطع من باسيل. أما المرشحان اللذان أبدى باسيل موافقة عليهما فهما أزعور والوزير السابق زياد بارود، ونجح في حصر التداول بهما فقط. أشهر جعجع فيتو آخر بوجه بارود للأسباب عينها التي رفض فيها اسم أزعور، أي علاقته الجيدة بالتيار الوطني الحر. هكذا انتهى الاجتماع الأخير بين المفوّضين إلى صفر. لكن، بعد يومين على هذا الاجتماع، اتصل كرم بعطالله لإبلاغه بأن جعجع سيسير بأزعور وأنه يقبل به مرشحاً توافقياً بين الأحزاب المسيحية، خصوصاً أن رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل كان أبلغ باسيل موافقته على أزعور وتكفّل بتسويقه لدى بقية قوى المعارضة.
وإلى جانب السجال الرئاسي نفسه، انطلقت عملية مقاصّة لنتائج ما توصّل إليه التيار مع القوات وقوى المعارضة. وقد بدا باسيل صاحب الحصة الكبرى من النتائج الإيجابية ومنها:
1- فكّ عزلة التيار التي بدأت قبل انتهاء ولاية رئيس الجمهورية السابق ميشال عون، مع اندلاع الخلافات بين التيار وحزب الله. وبعد خروج عون من بعبدا، ساد الجفاء العلاقة، خصوصاً بعد تسمية حزب الله لرئيس الحكومة نجيب ميقاتي مجدداً، وتأمينه النصاب لجلسات مجلس الوزراء. لكن الأمر لم يدم سوى بضعة أشهر، قبل أن يفك باسيل عزلته بواسطة القوات اللبنانية التي صرّح قائدها ومسؤولوها جهاراً أنهم لن يكونوا وقوداً في معركة باسيل مع حزب الله لتحسين شروطه.
2- نجح باسيل بفرض مرشح يدعمه على القوات والكتائب والتغييريين، وجميعهم تحالفوا ضده في حراك 17 تشرين وفي الانتخابات النيابية لاحقاً.
3- تمكّن باسيل من إشراك الجميع في معركته لقطع الطريق أمام رئيس تيار المردة سليمان فرنجية.