كتب رضوان عقيل في “النهار”:
يراقب رئيس” التيار الوطني الحر” جبران باسيل وقائع التطورات السياسية والعسكرية في #لبنان والمنطقة وصولا الى ما تحمله نتائج الانتخابات والتبدلادت السياسية في اكثر من دولة معنية بلبنان في انتظار حصيلة الانتخابات الرئاسية الاميركية في تشرين الثاني المقبل فضلا عن ترقب الجميع لنتائج زيارة بنيامين نتنياهو الى واشنطن.
وتبقى احداث غزة والمواجهات العسكرية في الجنوب تتصدر المشهد في لبنان على حساب اكثر من استحقاق وقضية من انتخابات الرئاسة الى الملفات العالقة في الحكومة. ولا يزال باسيل على رايه منذ الاسبوع الاول بعد عملية “حماس” عندما توقع ان يخوض نتنياهو معركة طويلة زائد انه من غير المؤكد ان التوصل الى هدنة او وقف لاطلاق النار في غزة سينسحب على جنوب لبنان حيث لا تزال الامور مفتوحة في تحليله على جملة من المفاجأت ومنها ما يدفع اسرائيل الى تنفيذ عدوان كبير مع تذكيره بان “#وحدة الساحات” لم تنفع لبنان حيث يتعارض هنا مع مقاربة “حزب الله” حيث ان العلاقات بينهما ” فاترة”. واذا وقعت الحرب الكبرى لن يكون “التيار” بعيدا عن استقبال الاهالي واحتضانهم في اماكن انتشاره مع التوقف عند مسألة ان اجواء تموز 2006 تختلف عن اليوم.
على خط المبادرات الرئاسية التي لم تكن على مستوى طموحات اصحابها زائد تعثر جهود المجموعة “الخماسية” لم يكن حراك نواب “التيار” على مستوى ما أراده من تقريب المسافات بين الكتل ولم تحقق محاولة نواب المعارضة الـ 31 ما رسمته للتوصل الى جلسة انتخاب رئيس الجمهورية وكان اصحابها يعرفون انهم سيصلون الى هذه النتيجة حتى ان نوابا من ” التغييريين” لم يلتقوا معها. وكان التطور اللافت في الشهرين الاخيرين حصول التلاقي بين باسيل والرئيس نبيه بري حيث توصلا الى جملة من القواسم في شأن انتخاب الرئاسة ولو حافظ كل منهما على الاسم الذي يراه الانسب. ويبدو ان الرجلين سلما بعد سلسلة من الازمات والمناكفات بينهما بـ “الامر الواقع” والحد من خلافاتهما ولم يعترض “التيار” على طاولة الحوار او التشاور.
وقام تكتله بجملة من اللقاءات مع الكتل. ويقول انه وصل الى اعلان اكثر من كتلة ونائب بتأمين نصاب الثلثين على ان يسبق هذا الامر طاولة تشاورية كان يأمل “التيار” اقدام بري على الدعوة اليها الا ان هذا الامر اصطدم برفض رئيس المجلس التئام طاولة من هذا النوع من دون مشاركة “القوات اللبنانية”. وتسير عملية تواصل بري وباسيل بنجاح على اكثر من مستوى. ولم يقدم الاول على الطلب من رئيس “التيار” مراجعة موقفه في رفض ترشيح سليمان فرنجية ولم يطرحا اسماء للتلاقي عليها ولو ان باسيل لا يعارض هذا الامر. وسبق له منذ ما قبل انتهاء ولاية الرئيس ميشال عون ابلاغه كل المعنيين وفي مقدمهم المسؤولين الفرنسيين ان فرنجية لا يلبي طموحاته في الاصل بل ان ثمة معوقات تمنع انتخابه ولو ان باريس كانت تعول على اقناع السعودية ودفع الاخيرة النواب السنة لانتخاب فرنجية الى ان تراجعت عن هذا الخيار وتوجهت نحو الخيار الثالث علما ان ” التيار” لم يتخل عن ترشيح جهاد أزعور تلك النقطة الوحيدة التي يتلاقى عليها مع “القوات”.
وفي موازة الملف الرئاسي لا يزال باسيل على ملاحظاته وسيل انتقاداته للمقاربة التي تقوم بها الحكومة في تعاطيها مع اكثر من ملف. واذا جرت تسوية ملف تلامذة الضباط في الكلية الحربية فان “التيار” على موقفه منذ اليوم الاول حيال رفضه تخطي موقع وزير الدفاع موريس سليم في مسألة تعيين رئيس الاركان حيث لن يتساهل باسيل بهذا الامر ويقول على كل من يخالف القانون وقواعد الدستور تحمل مسؤولياتهم ولا يريد الاستفاضة في الحديث في هذا الموضوع ، ولا سيما مع تصاعد الحديث عن تفادي ازمة التمديد لقائد الجيش العماد #جوزف عون الذي ينتهي التمديد له في كانون الثاني المقبل.
ويقول لسان حال باسيل هنا انه على الذين مددوا لعون تحمل مسؤولياتهم وكأنه يقول “للذين ساروا بقطار التمديد ان ينفذوا مرة ثانية تعليمات ديبلوماسية من الخارج وان على هؤلاء تحمل مسؤولياتهم حيث يجري تغليب مصلحة شخص على المؤسسة العسكرية”.
وتخرج اصوات في “التيار” الى القول انها لن تغطي تخطي الدستور في تعيين رئيس الاركان تحت حجة ان من الافضل لباسيل التسليم والقبول بوجود اللواء #حسان عودة لتمرير مرسومه ليتسلم قيادة المؤسسة عند انتهاء الولاية الممدة لقائد الجيش. وثمة من ذهب الى القول”من يتحمل وجود ضابط درزي على رأس المؤسسة ليس انتقاصا من طائفته بل من زاوية ما وصلت اليه مواقع الموارنة في الدولة”. ويحذر باسيل من خطورة “التطبيع مع الفراغ” الامر الذي ينعكس سلبا على لبنان النموذج وليس على المسيحيين فحسب.
ومن هنا سيبقى الوزراء المحسوبون على “التيار” في تعاطيهم القائم مع رئيس الحكومة ولا صحة ان تقارباً سيحصل بين الطرفين في الايام المقبلة. واذا كانت انتخابات الرئاسة لم تنضج بعد فان باسيل ليس مع اجراء انتخابات نيابية مبكرة لان ظروفها غير متوفرة لكنه يرفض بالتأكيد التمديد للمجلس . ويبقى الامر الذي لا يكشف عنه “التيار” و”القوات” انها باشرا بالفعل التحضير للانتخابات النيابية المقبلة ولا يدخل باسيل في خريطة تحالفاته بدءا من اليوم لكن الامور في اجندته تبقى مفتوحة سواء دخل في تحالف انتخابي مع “حزب الله” او اذا قرر عدم التعاون معه.
ولا يدخل رئيس ” التيار” في كل ما يدور عند تبديل وجوه نيابية في تكتله. ويرفض الحديث عن وجود مشكلة في التيار” جراء تداعيات خلافات مع مجموعة من النواب. ويرى ان لا مشكلة في ” التيار” بل في مخالفة قراراته لا أكثر.