الاخبار الرئيسيةمقالات

باريس لا تحترق
كتب البير خوري:

من ذاكرة باريس القديمة والمعاصرة:
وقف السائح حزيناّ ومندهشاّ امام قبر اشهر اباطرة فرنسا نابوليون بونابرت..خاطبه الدليل السياحي قائلا”لا تندهش ولا تحزن.ليس تحت هذه الفخامة سوى كتلة رماد حققت لباريس عظمتها انما على مئات ألاف الضحايا من شباب فرنسا سقطوا خدمة لأطماعه وطموحاته.
نعم هو بطل فرنسا في حياته ومماته يبقى شاهداً على عظمة وجمال باريس وأثرها البين في الحضارة ،ثقافة وفناً وعلوماً.
احتل الجيش النازي باريس ودخلها لييمعن بها قتلاً تدميراً..لكن القائد الاِلماني ابى تلبية اوامر هتلر ااقاضية بتدمير اجمل وأرقّ عاصمة في الدنيا فأقدم على الاِنتحار.
حادثة تحولت الى شريط سينمائي حمل عنوان”باريس تحترق” من اخراج المبدع الفرنسي ألان ريسنيه ان باريس ليست عاصمة فرنسا فحسب،انما عاصمة ثورة عناوينها حرية
وعدالة ومساوات وتجسيد حي للرقي والفن والجمال.
في عام ١٩٦٢،وعقب مظاهرات صاخبة شهدتها باريس معها
عدد من كبريات المدن الفرنسية، دعا الرئيس ديغول الى استفتاء حصل على ما نسبته ٦٢%من اصوات المواطنين.
ادرك ديغول وهو بطل تحرير فرنسا من النازيين ان ٥٨$من الفرنسيين يعارضونه.وبلا ادنى تردد بادر الى خطوة جريئة تليق بكبار القادة التاربخيين مخاطباً مواطنيه بعبارة صارت مثالاً:
“لقد فهمتكم جيدا”
(je vous ai compris)
استقال ديغول.عاد الى بيته المتواضع لبتابع منه مشواره الوطني في خدمة تاريخ فرنسا العريق.
اليوم وفي ظل عهد الرئيس ايمانويل ماكرون يتكرر مشهد المظاهرات الساخنة.
عمليات تخريب من كل الأنواع تجتاح المؤسسات العامة والخاصة في باريس ومدن اخرى يقوم بها ألاف المراهقين والشذاذ العاطلين عن العمل.توسًعت دائرة المظاهرات والتعدبات حتى باتت تهدد السلم الوطني..كل ذلك لأن رصاصة طائشة اطلقها شرطي اصابت مراهقاً من اصل جزائري اردته قتيلاّ.التحقيقات مستمرة والألاف من رجال الشرطة على اتمّ استعداد للقيام بواجبهم الوطني بعدما كشفت بعض المراجع ان تظاهر المراهقين يقف خلفها من يراهن على اخراج فرنسا من رسم معالم جديدة لعالم يرهن مصيره في ايدي واسنطن وموسكو وبكين.
في جمبع الأحوال تبقى باريس عصية على المؤامرات ولديها من القبادات الوطنية ما يجعلها عصية على كل الحرائق السياسية والأمنية مهما بلغت احجامها وتحدياتها.

زر الذهاب إلى الأعلى