الاخبار الرئيسيةمقالات

اوتستراد الأسد.. ؟؟؟

اوتستراد الأسد.. ؟؟؟

كتبت فاطمة عصام العيتاوي:

لطالما عرفنا هذه الطريق صلة وصل بين بيروت وضواحيها..بين البلد ونبضه..لكن ما هذا السواد الذي حلّ بها…تمر هناك تكاد تشم رائحة الموت عابق في أرجائها..تكاد تسمع هتافات التلبية لقائدنا الأعظم..ترى الأعلام ترفرف بعزٍ عهدناه تحاكي صمود شعب لم ولن ينكسر..

صورك سيدي مرفوعة كما رؤوسنا نحو السماء،كيف لا،ونحن أبناؤك..

صورةٌ هنا تنظر فيها للأعلى ناحية السماء بعيون لامعة من نشوة اللقاء بمن سبقك من الشهداء..وصورةٌ هناك تشبك بها يديك معاً لتقول لنا أنك ستبقى معنا، ورأسك مائل ناحيتنا بإبتسامتك الأبوية المعهودة لتطمئننا أنك لم ولن تتركنا..لتعطينا الأمل والقوة والثبات والصبر لتفخر بنا كما دوماً..تسير على أوتستراد الأسد وتشعر أنك تأبى الوصول للمدينة الرياضية.. حيث سنلتقي بك أبانا للمرة الأخيرة بيننا بعد أن كنا ننتظر خطابك ونتمنى أن يطول كي نستمد منك قوة وإلهاماً..

وتطالعك لوحة اعلان عملاقة كبيرة وأصغر بكثير من حجم المصاب..عليها تاريخ نصلي أن تُخسف الأرض بنا قبل حلوله..إنه الثالث والعشرون من شباط..كيف لرقم كهذا أن يقتلنا كل مرةٍ نسمعه حتى بات شؤماً وكرباً علينا…تسير السيارة وتكاد ترى الحشود والأعلام والسواد يلف المكان..لكن كل هذا لا يكفِ لنترجم الأسى والحزن الذي سيغمرنا إلى الأبد بعدك يا أبانا..تطل عليك جدران المدينة الرياضية فتشعر بقبضةٍ في قلبك ووخزةٍ في روحك..هل حقاً ما سيحدث حقيقي…

وتمُر ببالك صور نعشٍ! أيّ نعشٍ سيحتضنك يا وطننا..ألا ليتنا نذرّى قبل أن يضمك ترابٌ بذلت حياتك الشريفة فداءً له..يا أبانا وعزّنا وعزيزنا ومعزّنا..يا سيدنا وقائدنا.. يا أيها المؤتمن على أرواحنا هلّا أخذت الأمانة وضممتنا في ثراك..فلا طيّب الله العيش بعدك سيدي..

عجباً كيف تحول اوتستراد الأسد من طريق وصلٍ إلى تابوتٍ ضيقٍ سيحرق أرواحنا حزناً كأنها تصعّد في السماء…
💔إن كنت حياً فأدركنا…وإن لا..فأمرنا وأمرك إلى الله💔

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى