انين البيوت
كتب د قاسم قصير:
مع كل غارة على بيت او مبنى في الجنوب او البقاع او الضاحية الجنوبية او في الشمال او جبل لبنان.
اسمع انين البيوت مع صرخات الاطفال والنساء.
لكن صوت انين البيوت يختلف عن كل الاصوات.
انه صوت الحياة المدمرة التي بنيت لحظة بلحظة.
انه صوت يصدر من بين الاحجار والحديد والقنابل فياتي مؤلما قاسيا كقسوة الصمت عن هذه الجرائم في هذا العصر.
ومع انين البيوت ترى جراحات المباني التي تبقى واقفة احيانا وترفض الخضوع.
ترى الاحجار التي تحدثك عن حياة كانت هنا.
تشاهد بقايا صور او كتب او لعب اطفال منتشرة بين الردم فلا تستطيع اعادة جمعها كي ترى الحياة من جديد.
لكن الاشد ايلاما مع انين البيوت انك ترى اشلاء اجساد مزقت لاطفال او رجال او نساء ذنبهم الوحيد انهم قالوا : لا للظلم ، لا للكراهية ، لا للموت ، لا للسكوت.
رفعوا اصواتهم الى السماء كي تعم الرحمة والسكينة هذا الكون.
انين البيوت وجراحاتها تشبه انين الاطفال والنساء والرجال الذين اصبحوا جزءا من بيوتهم ولم يغادروها الا الى السماء.
من منكم يسمع انين البيوت ومن منكم يرى جراحات البيوت.
اخبروني عما تسمعون وما ترون.
ولا تقولوا لي انها مجرد غارة معادية على ضاحية ابية او بقاع جميل او جنوب رافض او جبل احتضن بقية البيوت او شمال يرفض ان يدخل في فتنة يريدونها له في هذا الزمن الجميل رغم كل شيء.