كتب نقيب المحامين السابق ناضر كسبار:
كلما حل عدوان او كارثة او فاجعة او عملية تهجير ونزوج، تنشط الجمعيات المسماة خيرية إلى طلب المساعدات المالية النقدية والعينية. فيصدقها اصحاب النخوة والعطاء والمنظمات الدولية. ولا يصل منها الى النازحين إلا القليل القليل وخصوصاً من مواد التنظيف والمحارم وغيرها. فيما تذهب نسبة كبيرة جداً الى جيوب تلك الجمعيات التي جمعت ثروات طائلة على مر السنين. فيما نرى جمعيات اخرى تعمل على قدر طاقتها، وكما يقال “باللحم الحي”، خصوصاً وان لا اتصالات لديها بدول او بمنظمات عالمية او بأثرياء ومتبرعين.
البارحة اخبرني احد الاصدقاء عن اتصالات يجريها عدد من المنضمين الى بعض الجمعيات التي جمعت الثروات الطائلة من وراء العدوان او الكوارث التي تحصل، ومنها انفجار المرفأ. معظمهم تأتيهم الفرص للمتاجرة بملف النازحين.
فلماذا يُعطى المجال لمثل هذه الامور؟
وبمحبة، كلنا نعرف ان الحزب والحركة يملكان الاموال اللازمة لمساعدة الإخوة الذين اضطروا لترك منازلهم وبيوتهم قسراً. وهم ابناء عزة وكرامة وشهامة. وهناك رجال اعمال من كبار الاثرياء، وخصوصاً في افريقيا، والذين يملكون المليارات. فلماذا لا يطلب منهم تقديم المساعدات اللازمة للاخوة النازحين؟ وكيف يُسمح باستغلال بعض الجمعيات وغير الجمعيات باستغلال هذا الموضوع من جهة، وبالكتابة على صفحات الفايسبوك والمجموعات كتابات تمس بالكرامة – نعم تمس بالكرامة – حول طلب فرش ومخدات ومواد تنظيف وغيرها. فكم هي كلفتها؟ وكم هي كلفة 10 حرامات حتى يتبادلها العشرات على المجموعات ويطلبونها؟. ولماذا لا يتم تقديمها من قبل الحزب والحركة والدولة اللبنانية والمتبرعين مباشرة من دون ضجة او دعاية او شعبوية وعدم الموافقة على قبول قنينة مياه من اي احد آخر كائنا من كان. هذا بالاضافة الى اننا نقرأ يومياً عن مساعدات تارة بماية مليون دولاراً اميركياً، وتارة اخرى بعشرة ملايين اورو من الخارج. فإذا كان هذا الامر صحيحاً فإنني اقترح تأليف لجنة مشرفة مؤلفة من الوزراء عباس الحلبي، هنري خوري، علي حمية، وناصر ياسين. ومن نقباء المهن الحرة للمحامين والمهندسين والاطباء والصيادلة فادي المصري، سامي الحسن، فادي حنا، وجو سلوم، وكل واحد منهم ينتدب عضوين من وزرائه ومن نقابته للاشراف مباشرة على هذا الموضوع، مع حق الاستعانة بمن يشاؤون، ونزع هذا الملف من الهيئة العليا للاغاثة – مع احترامنا للقيمين عليها – وتوزيع المساعدات بأمانة وصدق وجدية وفعالية وسرعة.
هذه الكلمات، وهذه النصائح تأتي من القلب، بعيداً عن الاستغلال والشعبوية التي يعتمدها البعض بحق احب الناس الى قلبنا، ابناء واحفاد الإمام السيد موسى الصدر.