اليوم الأول للاستشارات غير الملزمة: غياب بري.. ومقاطعة كتلتي «الثنائي الشيعي»
شبه إجماع على تسهيل مهمة تأليف الحكومة ورفض إقصاء أي مكوّن سياسي
كتب حسين زلغوط في “اللواء”:
على الرغم من أهمية الاستشارات النيابية غير الملزمة، إلّا ان الحدث كان في ساحة النجمة عدم نزول الرئيس نبيه بري الى المجلس للقاء الرئيس المكلف نواف سلام، ومقاطعة كتلتي «الوفاء للمقاومة»، و«التنمية والتحرير» هذه الاستشارات على الرغم من المحاولات الكثيرة التي شارك فيها أكثر من طرف لثني «الثنائي الشيعي» عن هذه المقاطعة.
وإذا كان الرئيس المكلف سيزور عين التينة يوم غد الجمعة، فان مصادر نيابية أكدت ان مقاطعة الاستشارات غير الملزمة شيء، والمشاركة في الحكومة شيء آخر، في إشارة واضحة على ان الجهد سينصب لتجنّب وقوع عملية التأليف في مطب «الميثاقية» في حال بقي المكوّن الشيعي خارج التوليفة الحكومية.
في المقابل كان هناك شبه إجماع من الكتل النيابية لتسهيل مهمة التأليف ولم تفرض غالبيتها شروطا أو طالبت بحقائب، كما كان هناك إجماع على رفض إقصاء أي مكوّن، وعلى عدم تفسير «الميثاقية» بغير معناها الحقيقي، وعلى أولوية الإصلاح وتطبيق اتفاق وقف النار.
فقد أنهى الرئيس المكلف تشكيل الحكومة القاضي نواف سلام، اليوم الأول من استشاراته النيابية غير الملزمة، التي جرت في مجلس النواب، وسيستكمل استشاراته اليوم مع بقية الكتل والنواب.
الجولة الأولى
استهلت الجولة الأولى من الاستشارات بلقاء الرئيس سلام مع نائب رئيس المجلس النيابي إلياس بو صعب، الذي قال: «أعرف ان الرئيس المكلف سيكون أدائه غير تقليدي. وهذا ما نأمله وموقفي انه ليس لدينا أي مطلب. الموضوع يتعلق بأدائه لتشكيل حكومة والحديث بدأ ان هناك ضرورة لتتوضح أمور عدة. حكي كلام كثير ولنعطِ فرصة والرئيس المكلف لديه أفكار وهو منفتح للتواصل مع الجميع، ولا نيّة لإقصاء أحد والتواصل دائم بين الرئيس بري والرئيس المكلف نواف سلام. وسيستكمل هذا الموضوع، لان هناك توازنا يجب أن يكون موجودا ولننطلق العجلة. وآمل أن نصل إلى حل وتشكّل حكومة ولنعطِ فرصة».
تحالف التغيير
ثم التقى سلام وفد تحالف التغيير، الذي يضم: وضاح الصادق، ميشال الدويهي ومارك ضو الذي تحدث باسم التحالف: «كان النقاش حول شكل الحكومة ومضمونها. ونحن دخلنا مرحلة جديدة. وتمنينا أن تكون الحكومة في أصغر حجم ممكن وألا تضم حزبيين وأن تضم عددا من النساء وألا يكون هناك محاصصة حزبية وأن يكون التركيز على المهام المطلوبة وأن يتم تسليم كل السلاح. كما طالبناه أن يكون لدى الحكومة صلاحيات تشريعية بمواضيع تتعلق بالصلاحيات واللامركزية الإدارية».
«اللقاء الديموقراطي»
والتقى سلام كتلة نواب «اللقاء الديموقراطي» برئاسة النائب تيمور جنبلاط، وتضم النواب: مروان حماده، راجي السعد، أكرم شهيب، بلال عبدلله ، هادي أبو الحسن، وائل أبو فاعور وفيصل الصايغ.
وبعد اللقاء، قال النائب جنبلاط: «نحن أمام مرحلة تاريخية في لبنان، ولدينا فرصة لبناء دولة وبلد المستقبل، وهذا ما أكدناه مع الرئيس نواف سلام بعد أن تمنينا له كل النجاح والتوفيق في مهمته الجديدة والصعبة».
أضاف جنبلاط: «من أجل بناء دولة في هكذا ظروف صعبة علينا التواصل مع الجميع»، مؤكدا انه «لا يمكن لأحد أن يلغي الآخر»، متمنيا «من كل الأحزاب السياسية، وكتلة اللقاء الديموقراطي من ضمنهم تخفيف الضغوط والمطالب لتشكيل حكومة».
اللقاء التشاوري المستقل
والتقى سلام «اللقاء التشاوري المستقل»، ويضم النواب: إلياس بو صعب، إبراهيم كنعان، سيمون أبي رميا، آلان عون.
وبعد اللقاء قال كنعان: «ما سمعناه يبشّر بالخير. فقد وجدنا أنفسنا أمام شخص منفتح ومستمع. وفي سياق ما يُحكى عن شكل الحكومة، سياسية أو برلمانية تكنوقراط، فالأهم هو وجود إرادة سياسية وراء من سيقترح الوزراء بالتسهيل وإنجاح العهد بخطاب القسم والحكومة بعيداً عن المصالح الخاصة التي أرهقت الدولة».
وأكد ان «لدى الرئيس المكلف الرغبة بالتواصل مع الجميع، ولدينا تمنّي كلقاء، على ثنائي أمل وحزب لله ، الذي لديه مسؤولية كبيرة مع سائر الكتل في المشاركة في تحدّيات المرحلة المقبلة، فالمطلوب أن نضع يدنا بيد بعض ونضع الحسابات السياسية جانباً، وأن نتشارك جميعاً في إنقاذ البلد الذي هو الأساس والإرادة للإصلاح هي الموقف الاستراتيجي الذي يجب أن نتخذه، وأمام ذلك تسقط كل المعوقات، على الرغم من أن بعض الهواجس محقة والرئيس المكلف مستعد للاستماع إليها للخروج من النفق المظلم».
الاعتدال الوطني
بعدها التقى سلام، كتلة «الاعتدال الوطني» وتضم: سجيع عطية، أحمد الخير، محمد سليمان، وليد البعريني، عبد العزيز الصمد، أحمد رستم.
وقال النائب سجيع عطية: «أشرنا إلى ان الحكومة يجب أن تكون ممثلة لكل مكونات البلد وبمستوى بناء البلد لكي تكون فعّالة وناجحة. كما تطرقنا إلى مسألة الإنماء فلدينا في عكار مرافق عدة وهي مهملة. فهناك فرن العبدة ومرفأ طرابلس ولمسنا ان لديه النفس الإنمائي. وأكدنا على الإنماء المتوازن. وان شاء لله ينعكس هذا النفس على خدمة البلد وأن تشكّل الحكومة بشكل سريع».
تكتل لبنان القوي
واستقبل سلام تكتل «لبنان القوي» برئاسة النائب جبران باسيل، ويضم النواب: نقولا صحناوي، إدكار طرابلسي، جورج عطلله ، سليم عون، سيزار أبي خليل، أسعد درغام، شربل مارون، سامر التوم، ندى البستاني، فريد البستاني، غسان عطلله ، جيمي جبور.
وأشار باسيل في كلمة بعد انتهاء اللقاء «أبلغنا رئيس الحكومة المكلف نواف سلام أننا نرى أن هناك فرصة كبيرة للبلد بوصوله الى رئاسة الحكومة. ولذا جميعنا يجب أن نلتف حوله كما حول رئيس الجمهورية بخطاب القسم الذي ألقاه الرئيس جوزاف عون وبالكلمة التي ألقاها رئيس الحكومة نواف سلام والتي تعبّر عن تطلّعاتنا وتطلّعات الكثير من اللبنانيين ونجد أنها مكملة لخطاب القسم».
وأضاف أن «هناك فرصة لتوازن جديد في البلد ولشراكة فعلية بين اللبنانيين ولإصلاح ما يجب إصلاحه بالدولة، وما حصل بتسميته ليس هزيمة لأحد أبدا بل هو انتصار لفكرة الإصلاح على السياسة المعتمدة من المنظومة ولو ان البعض التحق بعملية التصويت إنما هذا أمر يجب أن يحصل ويجب جميعنا أن نلتحق به بالممارسة التي يجب أن تحصل».
وأكد باسيل أننا «لا نقبل أي إقصاء ولا تهميش أحد ولا أحد يستطيع أن يقصي أحدا، لذا يجب ألا تكون هذه الفكرة موجودة لدى أي أحد ولا المحاولة، ولكن بالمقابل لا يجب أن يكون هناك تمييز لأحد على أحد لا بالتعالي على الآخرين ولا بالشعور «بالدونية» تجاه الآخرين».
ولفت باسيل الى أننا «تحدثنا عن البيان الوزاري ونرى أنه يجب تنفيذ 1701 واتفاق وقف إطلاق النار وترجمتها باتفاق الطائف هو بسط سلطة الدولة على كامل الأراضي اللبنانية بقواها الذاتية فإذا لا لزوم لذلك لنبحث عن صيغ أخرى ويجب أن نتمكن من أن نلتقي عليها».
وقال: «أن هناك موضوع النازحين السوريين والعلاقة مع سوريا والعودة السريعة لهم من جهة لأنه لا وجود لسبب لبقائهم ومن جهة أخرى العلاقة النديّة بين لبنان وسوريا والمؤسساتية التي تحترم سيادة واستقلال البلدين حتى لا نرى مظاهر خارجة عن سياق الدولة».
وشدّد باسيل على أننا «في الموضوع الحكومي لم نطالب رئيس الحكومة المكلف بأي أمر لا بوزارة ولا بعدد ونحن مستعدون للمساعدة إذا كان هذا الأمر متوافرا، ولكن برأينا وليكون هناك حكومة فعّالة يجب أن يكون فيها وزراء ممثلون للقوى البرلمانية ولكن إختصاصيين ليجمعوا بين السياسة وبين القدرة على العمل والإنتاج والإصلاح».
الجمهورية القوية
بعد ذلك، التقى سلام كتلة «الجمهورية القوية» وتضم: جورج عدوان، شوقي الدكاش، زياد الحواط، جورج عقيص، أنطوان حبشي، ستريدا طوق، بيار بو عاصي، إلياس اسطفان، غسان حاصباني، فادي كرم، غياث يزبك، ملحم رياشي، رازي الحاج، جهاد بقرادوني، نزيه متى، غادة أيوب، سعيد الأسمر، كميل شمعون وإلياس الخوري.
وقال النائب جورج عدوان باسم الكتلة: «نريد أن نبدأ بالجمهورية الثالثة التي تحترم قواعد الدستور والقانون وألا تكون مشابهة للجمهوريات السابقة ومطلبنا الأساسي قبل الأحجام والحصص أن تكون خطة الحكومة خطاب القسم ولا نريد أن نعود إلى أي معادلات سابقة منها «جيش وشعب ومقاومة».
ودعا الى «أن يكون خطاب القسم خطة الحكومة ويجب بسط سلطة الدولة على كامل أراضيها ويجب أن ننتهي من حكومات الوفاق الوطني».
أضاف عدوان: «نحن مع تسهيل عمل رئيس الجمهورية والرئيس المكلف لإنجاح حكومة العهد الأولى ويجب أن نتخلص من حكومات الوفاق الوطني ونحن نسهّل بشكل كلي إنما بموازين وقواعد واضحة وعلى الحكومة أن تعكس التمثيل الصحيح للبنانيين».
التكتل الوطني المستقل
وفي نهاية الجولة الأولى، التقى سلام أعضاء «التكتل الوطني المستقل» النواب: فريد هيكل الخازن، جورج بوشكيان، وليم طوق وطوني فرنجية.
وبعد اللقاء قال فرنجية: «تمنينا التوفيق للرئيس سلام وأمنيتنا تشكيل حكومة مبنية على الكفاءات وتكون على قدر تطلّعات المرحلة».
وأضاف: «كتكتل نقف إلى جانب العهد والرئيس المكلف وهناك موجة من الأمل لا بد من استثمارها والابتعاد عن قاعدة إضاعة الفرص التي عرفها لبنان».
وردّا على سؤال، اعتبر النائب فرنجية أن «الرئيس جوزاف عون يمتلك نبض الشباب ولبنان بحاجة إلى طاقات شبابه حتى نتمكن من النهوض به».
الجولة الثانية
وفي الثالثة والنصف عصراً، استأنف الرئيس المكلف الجولة الثانية من الاستشارت النيابية غير الملزمة.
الكتائب
وتمنى رئيس حزب «الكتائب اللبنانية» النائب سامي الجميل، في تصريح بعد لقائه الرئيس المكلف نواف سلام: «أن تكون هذه الحكومة حكومة كفاءات وشكل الحكومة نتركه للرئيس عون والرئيس المكلف سلام».
ورأى ان «هناك ورشة عمل كبيرة ووزارات مهمة تسهل الاستثمارات ومواكبة لبنان للتطور ولدى «الكتائب» رؤية لكل القطاعات وسنضعها بتصرف رئيس الحكومة المكلف».
ولفت الى ان «الإقصاء هو عدم تقصّد الإقصاء وما نراه اليوم بعيدا كل البُعد عن أي منطق إقصائي و«يا ريت» ما عشناه نحن في السابق من إقصاء يشبه ما يتحدثون عنه اليوم»، وقال ما يهمّنا هو انطلاقة جديدة للبنان».
النواب الأرمن
بدوره، دعا النائب آغوب بقرادونيان، بعد لقاء كتلة نواب الأرمن، الرئيس المكلف القاضي نواف سلام، إلى «تشكيل حكومة جامعة مع ضرورة مراعاة الدستور واتفاق الطائف في التمثيل ولدينا كل الاستعداد للمشاركة في الحكومة». وقال: «نحن كتلة، ولكن هناك تمثيل طائفي ودولة الرئيس يعرف الدستور أكثر من الجميع والطائفة الأرمنية ستمثل في الحكومة».
التوافق الوطني
كما إلتقي الرئيس المكلف كتلة «التوافق الوطني» وتضم: فيصل كرامي، عدنان طرابلسي، طه ناجي، محمد يحيى. ولم يحضر النائب حسن مراد بداعي السفر.
وقال النائب فيصل كرامي بعد انتهاء اللقاء: «نواف سلام هو رجل مشهود له بالكفاءة والنزاهة ونظافة الكف وليس هناك «قلبة أو شي» إنما عمل ديموقراطي».
أما عضو التكتل، النائب عدنان طرابلسي، فدعا الى «الإسراع من غير تسرّع بتشكيل حكومة جامعة ونراهن على أن اتفاق الطائف هو الخلاص والوسيلة التي تحلّ أي مشكلة تحصل في البلد».
«تجدد»
بعدها التقى الرئيس المكلف كتلة «التجدد»، وتضم: ميشال معوض، أشرف ريفي وفؤاد مخزومي.
ودعا النائب مشيال معوض، بعد انتهاء اللقاء الى «طي الصفحة الماضية بكل ما فيها من دمار وفساد وإنهيارات مالية وانحلال للدولة وعدم المحاسبة وكنا بحاجة إلى إعادة بناء السلطة بدءا من رئاسة الجمهورية وصولا إلى رئاسة الحكومة».
وقال النائب فؤاد مخزومي، بعد اللقاء: «أشكر المعارضة التي سمّتني وخياري اتخذته بكل ضمير مرتاح ورأينا أن مصلحة لبنان تقتضي إغلاق صفحة الماضي وأن نبدأ مع خطاب القسم مرحلة جديدة بوجه جديد في رئاسة الحكومة».
الرئيس سلام ارجأ استقبال كتلة «مشروع وطن الإنسان» وتضم النائبين: نعمة افرام وجميل عبود. ونائب «الجماعة الإسلامية» الدكتور عماد الحوت الى اليوم بناء لطلبهم ليكونوا ضمن كتلة واحدة.