النواب الأربعة يزورون الراعي ولن يطرحوا خروجهم من ” لبنان القوي”
مصادرهم: إنشاء كتلة نيابيّة مطروح.. وسنكون مستقلين ونمارس قناعاتنا
كتب كمال ذبيان في “الديار”:
يعيش “التيار الوطني الحر” ازمة داخلية منذ نحو اكثر من عشر سنوات، بعد ان قرر مؤسسه الرئيس العماد ميشال عون توريث جبران باسيل التيار، الذي جرى صياغة نظام داخلي له وتحويله الى مؤسسة حزبية، وهذا ما كان يأمله العونيون الذين تجمهروا حول قائد الجيش ورئيس الحكومة العسكرية العماد ميشال عون في نهاية ثمانينات القرن الماضي، والذي رفع شعار “تحرير لبنان من الاحتلال السوري”، وخاض حربا مدمرة ضد الجيش السوري في بعض المناطق وسماها “حرب التحرير”، لينطلق بعد ذلك الى “حرب الالغاء” ضد نفوذ “القوات اللبنانية”، التي كانت تقيم “دويلة” في ما سمي “المناطق الشرقية”، كما “الادارة المدنية” في الجبل برئاسة وليد جنبلاط رئيس الحزب “التقدمي الاشتراكي”.
هذا الشعار جذب اليه مؤيدون، فزحفوا الى القصر الجمهوري في بعبدا الذي سمي “قصر الشعب”، الذي لم يصله عون رئيسا للجمهورية كما كان يطمح الا عام 2016 ، بعد معركة اقتلاعه منه عام 1990 وانهاء تمرده على الشرعية، التي انبثقت عن “اتفاق الطائف” الذي انهى الحرب الاهلية، واعاد العمل الى المؤسسات الدستورية بانتخاب رئيس للجمهورية ، فكان مصير عون النفي الى فرنسا وبقي تياره معه. لكن بعد عودته في العام 2005 بدأت الاوضاع تتغير مع دخول “التيار العوني” الى مجلس النواب ثم الحكومة فرئاسة الجمهورية، اذ فتح كل ذلك امام من تولوا مراكز المسؤولية سواء في “الوطني الحر” او المواقع الرسمية، شهوة السلطة ومغانمها ومكاسبها، فبدأ الصراع عليها وتزامن مع تسمية العماد عون لصهره باسيل خليفته في رئاسة التيار، دون اجراء انتخابات فيه.
فبدأ التململ داخل التيار وخرجت مجموعة منه كان من ابرزها نعيم عون، رمزي كنج، انطوان نصرالله وزياد عبس، ولم يتمكن هؤلاء من احداث التغيير من الداخل، واقناع العماد عون الخروج من “العائلية” التي تضر بالتيار وتضعفه امام محازبيه، كما يقول معارضون كانوا في التيار وخرجوا منه، لان مؤسسه تشبث بباسيل وقدمه على الآخرين والذين يتساوون معه، لا بل ان بعضهم اكثر نضالا وتحركا منه يقول معارضون، الذين اسسوا لهم حالة كانت تؤثر داخل التيار، الذي تسرب منه عشرات الناشطين فيه، لا بل المئات ومنهم نواب ووزراء ومسؤولين في التيار، الذي تراجعت شعبيته وانعكست على حجمه النيابي في 27 نائبا في العام 2005 الى 17 نائبا في الدورة الاخيرة.
واليوم يخوض باسيل معركته مع مَن تمّ فصلهم من نواب او استقالوا، وهم الياس بو صعب وآلان عون وسيمون ابي رميا وابراهيم كنعان، تحت عنوان “الالتزام” بقرارات التيار، لكنه لم يوفق في اكثر من محطة لا سيما الانتخابات الرئاسية، التي كان لنواب في تكتل “لبنان القوي” رأي مخالف لباسيل، الذي كان يرفض مناقشته في موقعه، سواء الرافض لترشيح سليمان فرنجيه او ذهابه الى المعارضة والالتقاء معها على المرشح جهاد ازعور، الذي لم يصوت له نواب من التكتل حيث اقترع بو صعب لزياد بارود، فظهر التشرذم داخل تكتل ” لبنان القوي”، وقرر باسيل اخراج “المتمردين” عليه ، فبدأ بنائب رئيس مجلس النواب بو صعب الذي كان يغرد خارج سرب التيار وحصلت القطيعة معه، وظن بو صعب بانه يمكن حل الاشكال مع باسيل من خلال العماد عون كونه “الاب الروحي” للتيار، لكنه لم يلق التجاوب وفق مصدر نيابي اصابته سهام باسيل، الذي يتهمه خصومه بالتعالي و”العجرفة”، وان رأيه هو الذي سيسمع، وهذا ما يقوله عنه علنا وعبر وسائل الاعلام من خرجوا او اخرجوا من التيار وابرزهم النائب السابق زياد اسود.
وبعد عملية الفصل والاستقالة لنواب اربعة من تكتل “لبنان القوي” ، الى اين سيتجهون وهل سيشكلون تكتلا نيابيا ينضم اليه نواب آخرون؟ من المبكر الحديث عن ذلك، وهذا لا يعني بانه غير مطروح ولم يتداول به النواب الاربعة تقول مصادرهم، بل هو قيد البحث والدرس وسيعلن عنه في وقته وليس بالتسرع بل بالتدريج، ولن يكونوا الا مستقلين يمارسون قناعاتهم التي كانوا يعلنوها في “تكتل لبنان القوي”، ولم يتسن لهم التعبير عنها، فانكفأوا لان “الديكتاتورية” هي التي تسود.
وزيارة النواب الاربعة الى الديمان غدا الخميس ليست مرتبطة بما جرى معهم في “التيار الحر”، ولن يكون هذا موضوع البحث مع البطريرك الراعي تقول المصادر، بل مناقشة الوضع السياسي العام والتطلع نحو المستقبل، وكيفية الخروج من المأزق الداخلي لا سيما رئاسة الجمهورية، التي من دونها ستبقى الازمة قائمة.
ولن يعلن عن انشاء تكتل او كتلة نيابية من النواب الاربعة من مقر البطريركية، تقول المصادر، فالزيارة استطلاعية وتقع في الاطار السياسي فقط ، وليس بما جرى ويدور في التيار الذي زار وفد منه البطريرك الراعي ووضعه في تحرك باسيل السياسي والشعبي، وما حصل مع النواب الاربعة الذي واحد منهم وهو كنعان، وضع اسمه البطريرك الماروني كأحد الاسماء لرئاسة الجمهورية، وهذا ما اغضب باسيل الذي فتح المعركة مع كنعان ودوره في الازمة المالية، فرد عليه نائب المتن برفع كتيب “الابراء المستحيل” وعدد من القوانين التي تقدم بها واقرت، وكلها تحارب الفساد وتطرح السؤال من اين لك هذا؟
فمع خروج اربعة نواب من “تكتل لبنان القوي” يخسر باسيل ورقة قوة ستكون لصالح النواب الاربعة اذا انشأوا كتلتهم النيابية ويصبحون “بيضة القبان” في المعركة الرئاسية.