كتب شوقي سري الدين:
لماذا لا تطرح وتناقش مشكلة المواطنة العميقة والحقيقية في لبنان، هل هذا ممنوع أو انه احتكار للطواءف السياسية وزعماءها. اين دور ورأي المواطن اللبناني بهذا الشأن لماذ لا يعطى الحق بأن يختار بين أن يكون تابع لطائفته أو جماعته وزعيمها وبذلك حقوقه منحقوق جماعته أو أن يكون هو مصدر الحقوق والحريات .
إن العيب الأساسي في مسألة المواطنة في لبنان تكمن فى صميمها بأن الحقوق السياسية اعطية للطواءف وليس للمواطن الفرد المستقل وهذا انتقاص من حقوق وحرية الإنسان وهذا يتعارض مع مبدأ لبنان العميق بان حرية الإنسان هي القيمة الاعلى في الحياة.
إن التجربة اللبنانية منذ تأسيس دولة لبنان الكبير هي تجربة فريدة وعظيمة رغم كل التشوهات الموجودة في نظام الحكم القاءم على تحالف الطوائف المكونة للوطن اللبناني ولكن هذا ما كان متاحا وممكن للاباء المؤسسين لدولة لبنان الكبير في ذلك الزمن ولا يجب أن نضع اللوم عليهم بل على الأجيال التي اتت من بعدهم حيث لم يستطيعوا التغيير في الاتجاه الصحيح فبدل أن يذهبوا تدريجيا في نهج المواطنة جنحوا إلى التعصب والمحاصصة الطائفية.
لقد حان الوقت للخروج من هذه الصيغة بعد كل الأزمات والتجارب المريرة التي حدثت وما زالت نتيجة هذا العقد الإجتماعي البالي الذي تتجاذبه الطواءف بالمحاصصة والميثاقية والأعراف وغيرها.
إن مشكلة المواطنة في لبنان هي على عاتق المواطن فقط وليس القيمين على النظام الطائفي.
على المواطن اللبناني أن يطالب بعقد جماعي جديد يقوم على أساس ان المواطن هو مصدر الحقوق والحريات وليس الجماعة الطاءفية ليكون بذلك دستور البلاد ويعمل به ويكون قاعدة الحكم بدل قاعدة تحالف الطوائف وهذا لا ينتقص من خصوصية الجماعات ومن دون أن يكون انصهارا ثقافيا .
أن أهمية طرح هذا الخيار في الثقافة السياسية اللبنانية يكمن في انه يخلق معارضة حقيقية في وجه النظام الطائفي وكذلك ضابط لاداءه ويخلق ديناميكية جديدة في الحوار والثقافة السياسية اللبنانية.