أخبار خاصةالاخبار الرئيسيةمقالات

المهم أن تبقى سوريا وشعبها

المهم أن تبقى سوريا وشعبها

كتب: محمد جابر:

تقلبات غريبة عجيبة شهدها المشهد السوري، بدت وكأنها دراما لما يشبه مسلسل كـ “باب الحارة” وغيرها، فنمنا على تطور واستيقظنا على تطور آخر.

في منطق حياة الشعوب، دوما الأشخاص إلى زوال، فتاريخ سوريا القديم والحديث، أكبر بكثير من أن يختصره أشخاص أو أنظمة، هو تاريخ من البطولات والثورات والمواجهات على مدى مئات الأعوام، مات زعماء وقادة وولد جدد، وسوريا استمرت، لأنها أرض خصبة للبطولات.

كل الأنظار ستتجه إلى ما يريده الشعب السوري، والخطر الأكبر على سوريا هو التطرف الديني الذي لا يتناسب مع طبيعة المجتمع السوري المتنوع، لذا فلنراقب ما سيحصل في الأيام والأشهر القادمة، هل سينجح السوريون في الإتفاق على نظام جديد يشبه سوريا بتنوعها.

ما يخشى منه أن تتحقق نظرية أحد زعماء لبنان، الذي قال يوما “فليحكم الأخوان”، وهنا مكمن الخطر على لبنان، فوجود نظام متطرف على حدودنا، يعني ولادة “اسرائيل” أخرى ولكن غير يهودية على حدودنا، مع ما يؤدي اليه من تداعيات خطيرة سيدفع لبنان ثمنها قبل سوريا.

فإذا كان البعض يعتبر أن النظام السابق لم يكن ميثاليا، وله ما له وعليه ما عليه، فإن ما هو ظاهر حاليا أن الأكثر أرجحية للوصول هو “أبو محمد الجولاني”، ذاك الرجل الذي بايع “القاعدة” واتخذ طريق العنف، والسؤال الذي يطرح نفسه، هل هذا حقا ما تريده سوريا؟

وفي النهاية فإن تداعيات “المسلسل السوري الحالي” قد تتوالى فصولا في ظل التعقيدات الإقليمية في كل مكان في هذا العالم، وهي تؤشر إلى أن الشرق الأوسط الجديد في طريقه الينا، وفي كل ذلك المهم أن تكون سوريا مستقرة وقادرة على اعادة بناء نفسها وأن تقدم نموذجا جديدا يستطيع أن يضع لنفسه مكانا على خارطة العالم الجديد.

الشام عودتنا أن تكون هي الحدث، وبإنتظار أن تنجلي الأمور الأمل أن يقرر السوريين فعلا مصير بلادهم، لا أن تتقاسمهم لعبة الأمم.

زر الذهاب إلى الأعلى