المنظمات غير الحكومية NGO’s .. احدى مفردات القطاع الثالث
أول من رفع لافتة «القطاع الثالث»، في نهاية سبعينيات القرن الماضي، هو أحد منظّري النظام العالمي الجديد وأحد منظّري السياسة الخارجية الأميركية أميتاي إيتزيوني، وهو صهيوني المولد وأميركي الجنسية، عمل في مؤسسات مثل معهد بروكينغز وجامعة هارفارد، وكان مستشاراً رئاسياً عندما صاغ هذا المفهوم (1979/1980). يرى إيتزيوني أن القطاع الثالث أكثر فعّالية لخاصيته الطوعية، إذ يشعر المنخرطون فيه بأنهم يصنعون القرارات بالتوافق. وتقوم نظريته على دعم هذا القطاع كأداة هيمنة أميركية، إذ يشدّد في كتابه «من الإمبراطورية إلى المجتمع» (2015) على ضرورة إنشاء حكم عالمي بقيادة أميركا، ونظراً إلى تعذّر إنشاء حكومة بالمفهوم التقليدي، فإن البديل هو إنشاء ثلاثة أجسام فائقة الدولية. الأول معنيّ بالأمن ويلعب دور شرطي العالم. الثاني معنيّ بالتهديدات النووية خصوصاً تلك المتعلقة بالدول «المارقة»، والثالث هو المجتمع المكوَّن من منظمات إنسانية وحقوقية. ويرى أن الأخير هو السبيل الوحيد لجلب العالم طواعية تحت جلباب «الأب الأميركي الفاضل» لأن الامتثال طواعية أكثر استدامة وفعّالية وأقل كلفة، أما الامتثال بالإكراه، برأيه، فغير ممكن. ورغم ذلك، وكونه ليس رجلاً حالماً أو داعية سلام، بل استراتيجي واقعي، فإنه يؤكد على ثنائية الطواعية – الإكراه لرفع فعالية السيطرة الأميركية في النظام العالمي الجديد.