احتفلت الطوائف المسيحية في منطقة الشوف بأحد الشعانين، وعمّت القداديس والزياحات وشعائر العيد مختلف الكنائس والاديرة، حيث حمل المؤمنون الشموع وسعف النخل وأغصان الزيتون وبث التراتيل الدينية.
وفي كنيسة سيدة التلة للموارنة، في دير القمر ترأس رئيس رعية دير القمر الاب جوزيف ابي عون قداس الشعانين، بمشاركة حشد من الاهالي، والقى عون عظة ركّز فيها على رمزية العيد الذي يصادف مع ذكرى الحرب، واهمية ان “نرتقي كلبنانيين الى مسؤولية الوحدة وبناء المستقبل والعيش معا، على القواعد التي تجمعنا خاصة في منطقة الجبل. واختتم القداس بزياح الشعانين الذي لم يمنع الطقس الماطر اقامته والمشاركة الفاعلة به، حيث جاب شوارع البلدة الرئيسية.
وفي كنيسة مارالياس في البلدة للروم الكاثوليك ترأس النائب العام للمطرانية الارشمندريت نعمان قزحيا قداس العيد، حيث ركّز في عظته على معنى المناسبة واهمية الالتزام بالقواعد الايمانية وبقيم المحبة والسلام. وتبعه اقامة الزياح في باحة الكنيسة.
وشملت القداديس الاحتفالية دير مجد المعوش، وقرى الحرف، وقرى وبلدات مناطق العرقوب والودايا والشوف الاعلى والمناصف.
كما احتفلت عكار بأحد الشعانين عند الطوائف الغربية والشرقية. وعمت القداديس والصلوات والزياحات في مختلف الكنائس في القرى والبلدات. وشددت العظات على معاني العيد، ودعت الى المحبة والتلاقي والحوار، وتمنت ان يعم السلام والطمانينة في مختلف ارجاء العالم عموما ولبنان خصوصا.
وارتدى الاطفال الملابس الزاهية الالوان وحملوا الشموع واغصان الزيتون متضرعين الى الله ان يعم السلام والامان في لبنان والعالم.
وأحيت الطوائف المسيحية أحد الشعانين في البقاع، فحمل الأطفال النخيل والشموع في مسيرات جابت محيط الكنائس.
وفي بلدة برقا في دير الأحمر، ترأس راعي ابرشية بعلبك والبقاع الشمالي المطران حنا رحمة قداس الشعانين في كنيسة مار بطرس وبولس.
والقى المطران رحمة عظة أكد فيها “رفض لغة العنف”، وقال: “كان السيد المسيح يعرف بأي لغة يدخل البيوت من خلال الايمان والمحبة والتصالح. وبصلبه خلص كل البشرية، ونأمل أن تبقى قلوبنا كشموع أطفالنا وأولادنا طاهرة لنعيد الفصح والقيامة ولنكون المثل الصالح بالعقيدة والايمان”.
واحتفل قضاء الكورة بعيد الشعانين، فأقيمت للمناسبة القداديس الاحتفالية والزياحات في باحات الكنائس. ففي كنيسة القديس ساسين في بلدة عفصديق، ترأس الكاهن يعقوب حنين القداس، في حضور حشد من المؤمنين.
بعد قراءة الإنجيل المقدس، القى عظة تناول فيها معنى الشعانين موضحا لماذا يحمل المؤمنون والأطفال سعف النخل والزيتون والشموع في الزياحات، مشددا على الصلاة والايمان الذي يعطي السلام الداخلي.
كما ترأس الأب جوزيف عنداري القداس في كنيسة مارجرجس برسا- حارة الخاصة. داعيا إلى التمثل بحياة المسيح والتواضع والمحبة.
وفي الختام أقيمت الزياحات في باحات الكنائس حيث حمل الاولاد سعف النخل واغصان الزيتون والشموع وسط التراتيل “هوشعنا في الاعالي مبارك الآتي باسم الرب.
وتجسدت وحدة الكنيسة في ميناء طرابلس، في زياح موحد جمع مختلف الطوائف المسيحية، الارثوذكس والموارنة والكاثوليك والسريان الارثوذكس بمبادرة كهنوتية، ونالت بركة وموافقة المطارنة: أفرام كيرياكوس، يوسف سويف، ميخائيل شمعون، وإدوار ضاهر، الذي أكد في عظته “ضرورة ترسيخ الوحدة والألفة، والتكاتف لتحقيق آمال اللبنانيين، ودعا الى احلال الامن والاستقرار والبحبوحة ليعود لبنان الى سابق عهده وطن الرسالة والمحبة والسلام”.
وانطلق زياح الشعانين من مستديرة الغروبي في الميناء وجابت الشوارع وصولا الى ملعب الثانوية الوطنية للروم الارثوذكس في مارالياس، بمشاركة المطران ضاهر والايكونوموس باسيليوس دبس عن رعية الروم الارثوذكس والاب الياس رحال عن رعية سيدة البشارة للروم الملكيين الكاثوليك، الاب سمير حجار عن رعية مار افرام للسريان الارثوذكس، الاب فادي الحاج موسى عن رعية سيدة النجاة الانطونية للموارنة، اضافة الى حشد كبير من المؤمنين.
وأحيت رعية إهدن – زغرتا، أحد الشعانين بقداديس احتفالية عمت كنائسها، حيث غصّت بالمؤمنين الذين شاركوا في هذه المناسبة التي تجسّد دخول السيد المسيح إلى أورشليم وسط الأطفال وأغصان الزيتون.
وفي كنيسة مار يوحنا المعمدان – زغرتا، ترأس الخورأسقف اسطفان فرنجية القداس الاحتفالي، وشارك في خدمته جوقة الرعية، بحضور حشد من أبناء البلدة والجوار.
وبعد تلاوة الإنجيل المقدس، ألقى الخورأسقف فرنجية عظة تناول فيها معاني الشعانين، فقال: “في هذا الأحد، أحد الشعانين، نتذكر يسوع الذي دخل إلى أورشليم فأسّس عزّة له من خلال براءة الأطفال. صلاتنا اليوم على نية أطفالنا لينموا بسلام وحكمة ويعيشوا الفرح الحقيقي، الفرح النابع من قلب يسوع”.
وأضاف: “نصلي على نية العائلات المفككة، أبناؤكم وبناتكم يا أيها الآباء والأمهات بحاجة إلى تضحياتكما، إلى حبّكما، لا تعيشا الأنانية”.
وختم قائلاً: “يسوع أتى ملكاً إلهياً ومملكته مملكة الحب، صلاتنا نرفعها على نية كل أطفال العالم ليعيشوا بسلام، وعلى نية أطفالنا لينموا في بيئة صالحة بين الأهل، بالصدق والمحبة”.
بعد القداس، أقيم زياح الشعانين في باحة الكنيسة، حيث حمل الأهل أولادهم الصغار على الأكتاف، ورفعوا أغصان الزيتون وسعف النخيل وهم يرتّلون الترانيم الخاصة بالمناسبة وسط أجواء إيمانية مميزة.
وترأس رئيس اساقفة الفرزل وزحلة والبقاع للروم الملكيين الكاثوليك المطران ابراهيم مخايل ابراهيم قداس أحد الشعانين في كاتدرائية سيدة النجاة، بمشاركة النائب الأسقفي العام الأرشمندريت نقولا حكيم والأب ايلياس ابراهيم، بحضور جمهور من المؤمنين غصّت بهم الكاتدرائية التي ازدانت بسعف النخل.
بعد الإنجيل كان لابراهيم عظة تطرق فيها الى مواضيع الساعة وقال: “اليوم نحتفل بدخول المسيح إلى أورشليم، حيث استقبله الأطفال بهتافاتهم الصادقة قائلين: «هوشعنا لابن داود!» (متّى 9: 21). في هذا المشهد العظيم، يظهر الأطفال ليسوا فقط مستقبِلين للمسيح، بل مبشّرين بحضوره، وكأن الله اختارهم ليكونوا صوت الحق وسط صمت الكبار. يقول الرب: «دعوا الأطفال يأتون إليّ ولا تمنعوهم، لأن لمثل هؤلاء ملكوت السماوات» (متّى 14: 19). لم يكن هذا مجرد قول، بل إعلانٌ عن قيمة الطفولة في قلب الإيمان. الأطفال بطهارتهم، ببراءتهم، وببساطة إيمانهم، يعكسون صورة الملكوت. ففي لحظة دخوله الانتصاري، لم يكن هناك ملوك أو قادة يحتفون به، بل كانت أصوات الصغار هي التي ارتفعت إعلانًا لمجيء المخلّص.”
أضاف: “اليوم، وفي ظل الأزمات التي نعيشها، أطفالنا في خطر: التعليم يتراجع، الفقر يزداد، والاستغلال يهدّد مستقبلهم. كيف يمكن أن يكون لنا مستقبل إذا أهملنا أطفالنا؟ الكنيسة، التي احتضنت الضعفاء عبر التاريخ، مدعوّة اليوم لتكون صوتًا صارخًا من أجل الطفولة. ولكنّ الأمر لا يتوقّف عند الكنيسة وحدها، بل هو مسؤولية الدولة والمجتمع بأسره. من هنا، يصبح ضروريًا في لبنان التفكير بإنشاء وزارة أو دائرة رسمية تُعنى بشؤون الأطفال، تحمي حقوقهم، وتؤمّن لهم التعليم، والرعاية الصحية، والحياة الكريمة. كثير من الدول المتقدّمة تمتلك وزارات خاصة بالأطفال، تدير السياسات التي تضمن لهم حياة كريمة. في لبنان، رغم كثرة الوزارات، لا نجد مؤسسة واحدة تُعنى حصريًا بشؤون الطفولة! وكأن هذا الوطن يريد أن يُطفئ النور الذي يضيء مستقبله.”
وتابع: “أما عندنا في زَحْلَةُ، فعَروسُ الشرق، تَفْتَحُ ذِراعَيْها، اليَومَ، لِلِقاءِ الحَبيبِ؛ لٰكِنَّها، بَدَلَ أَغْصانِ النَّخيلِ، تَحْمِلُ في يَدَيْها الآمالَ وَالآلامَ وأنا أشاطر أهلها القلق. فإذ نَرى مُدُنَ لُبنانَ الكُبْرى، وقَدِ ائْتَلَفَ شَمْلُها، يَحولُ التَّشددُ في المَواقِفِ عندنا، دُونَ الوُصولِ إِلى كَلِمَةٍ سَواءٍ، تَجْمَعُ أَبْناءَ المَدينَةِ، صَفًّا واحِدًا، حَوْلَ حَلٍّ زَحْلِيٍّ توافقي. حَلٌّ زحلي، يَجْمَعُ الجَميعَ، عَلى مَداخِلِ زَحْلَةَ، يَسْتَقْبِلونَ المَلِكَ الآتي عَلى ابْنِ أَتانٍ، حامِلِينَ القُلوبَ النَّقِيَّةَ، الطّاهِرَةَ، فَتُعانِقُ زَحْلَةُ العَروسُ عَريسَها، وَقد غَمَرَها الفَرَحُ وَالطُّمَأنينَةُ. وَهِيَ عاصِمَةُ الكَثْلَكَةِ، وَمَن أَجْدَرُ مِنْها، بِاسْتِقْبالٍ، يُخَفِّفُ مِنْ آلامِ الصّلْبِ الآتي، بَدَلَ أَنْ يُضيفَ أَكْوامًا مِنَ الأَشْواكِ، عَلى رَأْسِ الحَبيبِ.”
وختم: “في أحد الشعانين، رفع الأطفال أصواتهم، وهتفوا بحبّ وفرح. فهل سنرفع نحن أصواتنا اليوم من أجلهم؟ هل سنكون صوتًا يطالب بحقوقهم كما كانوا هم صوتًا يمجّد المسيح؟ ليكن هذا العيد دعوة لنا جميعًا لنحمل مسؤولية الطفولة، في الكنيسة والمجتمع والدولة، حتى لا يُحرم أي طفل من الفرح الذي باركه المسيح يوم دخوله إلى أورشليم. المجد لمن جعل الأطفال شهودًا لملكوته، وليكن لهم في حياتنا مكان كما كان لهم في قلب الرب.”
وفي نهاية القداس بارك ابراهيم اغصان الزيتون، واقيم زياح الشعانين في الساحة الخارجية للمطرانية.
احتفلت الطوائف المسيحية التي تتبع التقويم الغربي والشرقي في صور بأحد الشعانين، واقيمت للمناسبة القداديس والصلوات وزياح جامع بين الطوائف لاول مرة بمشاركة قيادة القطاع الغربي لليونيفيل الجنرال نيقولا مندوليسي. حيث رفع الاطفال على الاكف، وطافوا في ازقة المدينة القديمة واحيائها القديمة يرفعون الشموع واغصان الزيتون وسعف النخيل. وسط اجواء من الفرح والتراتيل الدينية .
ففي كنيسة مار توما للروم الملكيين الكاثوليك في صور ترأس راعي الابرشية المتروبوليت جورج اسكندر قداس العيد عاونه الايكونوموس بشارة كتورة والأب ريشار فرعون المخلصي، وسط جموع غفيرة من الاهالي واطفالهم. والقى اسكندر عظة قال فيها: ” هوشعنا، موكب رجاء يجمع القلوب في صور في صباحٍ ربيعيّ مشبعٍ بالأمل، تحوّلت أرجاء كاتدرائية القديس توما الرسول للروم الملكيين الكاثوليك في صور إلى باحة فرحٍ وموكبٍ من الرجاء، حيث اجتمع المؤمنون من أبناء الرعية، كبارًا وصغارًا، حاملين سَعَف النخل والشموع المضاءة، مردّدين “هوشعنا! مبارك الآتي باسم الرب!”، في احتفال شعانينيّ طغت عليه مشاعر الفرح والرهبة، امتزجت فيها أصوات التراتيل بأهازيج الأطفال، الذين دخلوا الكنيسة بعيون لامعة وقلوب مليئة بالابتهاج”.
وتوقّف عند ثلاث محطات روحية غنيّة بالدلالات: بيت عنيا، التي تحوّلت من مكان للحزن إلى مكان حياة وفرح بعد دخول يسوع إليها؛ مريم، التي سكبت رطل الطيب على قدمي المعلّم، رمزًا لمحبة لا تُقاس بالمال ولا بالعقل، بل بعطاء القلب؛ وأخيرًا، صرخة “هوشعنا!” التي سرعان ما تبدّلت لاحقًا إلى “اصلبوه”، حين لم يفهم الناس أن المسيح لا يأتي بحسب مقاييسهم، بل بحسب مشروع الله الخلاصي.
اما في كنيسة سيدة البحار فترأس أمين سر ورئيس ديوان مطرانية صور المارونية الاب يعقوب صعب قداس الشعانين بحضور حشد من ابناء الرعية، وبعد القداس القى عظة تناول فيها معاني عيد الشعانين، داعياً الى روح المحبة والتسامح.
و في كنيسة توما الرسول للروم الأرثوذكس ترأس راعي ابرشية صور وصيدا ومرجعيون المطران إلياس كفوري القداس عاونه الاب نقولا باسيلا وبحضور قائد القطاع الغربي لليونيفيل الجنرال الايطالي نقولا ماندوليسي وكبار الضباط الايطاليين وحشد من المؤمنين. وبعد القداس القى عظة تناول فيها معاني المناسبة، مؤكدا عظمة السيد المسيح وحبه للأطفال .
وفي مشهد مؤثّر تجسّدت فيه وحدة العائلة المسيحية في صور، انطلقت مسيرة الشعانين من كاتدرائية القديس توما للروم الملكيين الكاثوليك، بمشاركة رعيتي سيدة البحار المارونية بمعية كاهن الرعية الاب يعقوب صعب، ورعية القديس أنطونيوس البادواني اللاتينية بمعية كاهنها الاب توفيق أبو مرعي، وصولًا إلى ساحة البلدية، حيث انضمّ المتروبوليت إلياس كفوري، والأب نقولا باسيلا مع أبناء رعية القديس توما الرسول للروم الأرثوذكس إلى الموكب. وبمشاركة مميّزة من ماندوليسي، ورئيس بلدية صور حسن دبوق والضباط الإيطاليين وحشد كبير من ابناء المدينة حيث تابع الجميع المسير في الزياح باتجاه مرفأ الصيادين، وتُلي الإنجيل باللغتين العربية والإيطالية، في مشهدٍ يُجسّد الرجاء الحيّ الذي لا يعرف حدودًا ولا طوائف.
الختام كان بمثابة دعوة من قبل المتروبوليت اسكندر لكل قلب متعب، بأن “نحافظ على الوحدة المسيحية للنطلق منها إلى الوحدة اللبنانية التي تتميز بها مدينة صور”.
بدوره لفت المتروبوليت كفوري الى “اننا نحتفل اليوم باحد الشعانين، هذه المناسبة العزيزة على قلوبنا مؤكدين على المحبة والسلام الذي هو عنوانه السيد المسيح، وعلينا ان نكون دائما إلى جانب لبنان”.