المقـ.ـاومة تصنع التاريخ ودونها: أقم للعروبة مأتما
كتب مفيد سرحال في “الأفضل نيوز”:
مقيتة جدا” ما اعتملت به الطوايا والنوايا من نوازع الشماتة والتشفي والتهليل للمحنة التي أججها أبناء يهوه وأضرموا نيرانها في شعب الجنوب والبيئة الجسد لروح المقاومة، هؤولاء أهل ضلالة أغبياء بحمقهم وجهلهم عندما يشحذون مدية الزمرة الأجلاف القساة الطغاة بألسنتهم وسحنتهم المكفهرة فرحا .
آمل ألا يكون حدسي ما يرى صحيحا” وياليت الوقائع تنقذني من عالم الأوهام والظلال .
أما السؤال في ظل أناقة الأجوبة الشريرة الفاجرة يتمحور حول ما يلي: ماذا لو هُزمت المقاومة -لا قدر الله -ولعلها فكرة وهم وخيال ؟… ماذا لو؟؟صدق حدس الواهمين.
أي وجه للبنان وقتذاك يلوح في الطريق وأي عوالم وعوامل مسمومة تجتاح حواضر الحرية والوحدة والاستقلال.
لهفي حين ذاك على وطن يتدلى من مشنقة التشتت والضياع مزقا وأطيافا تطوف هائمة على شط الزوال.
جوابا على السؤال: إذا سقطت المقاومة ياويح هذي العروبة من اضطراب الحدود وتَقَعُّر الجماعات فتشرئب سدود وتتكسر أضلاع الوحدة.
إذا هُزمت المقاومة تهشمت العروبة وتمذهبت الأمة وغيَّب الديجور شمسها ولن نرى للصبح بعد من انبلاج.
هناك عند الحافة والتخوم في العديسة وكفر كلا ومارون الراس والضهيرة وعيتا الشعب واللبونة يسطر الدم دوحة التاريخ.. رجال الله في الساح يحطمون أنياب التنين، يتسربلون بالعمامة السوداء كأنها جيش الدهر، وبندقية تتقمص سيف علي، ويلتحفون عباءة الحسين درعا.
إنهم عجائب العصر وبشائر النصر ، تنداح الرياح بين أيديهم عصفا وقصفا.. وما رميت إن رميت.. ولا يجف النسغ بين صخر وانبثاق جرح لاهب.
بعيدا عن السؤال دعونا نستجلي الدروس تحت الضوء، إن مقاومة تلقت الطعنات والضربات واغتيل رمزها وملهمها سماحة الشهيد الأسمى والأغلى السيد حسن نصرالله، وارتقى قادتها الميدانيين ورجالها الميامين غيلة وغدرا وتَجرَّح جسدها الخضيب والله إنه الإعجاز بعينه..أسطورة تفوق التصور..
حَيَّاكِ مقاومة شدت ذراعها وراحت تفل باع الاعتداء ببأس شديد ومراس عنيد وتمطر العدو بالصليات وتنشر الموات في صفوف صهيون جيشا ومستوطنين.
إن تجربةً -محنة كهذه- تهتز تحت حملها الجبال وتتزعزع الرواسي وتتداعى نجوم و نيازك”.
أما بعد فإن انتصار المقاومة يعني فيما يعني انتصارًا لوحدة لبنان أولا وانتصارًا للعروبة كرابطة قومية بين شعوب المنطقة لأنها صراع من أجل حرية الأرض والإنسان. أما عباقرة الشماتة الأفذاذ من محللين ومهللين وساسة سوس قمحنا البلدي الذين ينتظرون بلهفة على ضفة النهر، أسارع للقول: لا تستملحوا دمارا وهلاكا لعمران وبشر واقتصاد بيئة المقاومة لأن الفناء سيدرككم بالمعنى المعنوي من خلال جملة متغيرات حادة وكل وهم لاستحواذ سلطوي عبر قلب موازين قوى الداخل لا يوصف إلا كذرة هباء وهُراء وبلاهة عمياء ..
لقد قال نتنياهو: (أجهزنا على العروبة وسنكمل على إيران) والمقصود أجهزنا على روح الوحدة في الأمة وبالتالي وضعت الأمة على لوحة التشليع والتمزيق ولن ينجو أحد من هذا المصير فتتقلص الجغرافيا وتتلعثم الديمغرافيا بالخلائط والخرائط بين الكيانات الهزيلة ويتحول العرب إلى عدم بل إلى خدم للكنيس اليهودي والحاخامات وسيشتعل الحطب في العالم من عباءة العصملي إلى حضن قيصر روسيا وحديقته الخلفية فيحاصر اللهب الجمهوريات المتجمهرة حول موسكو أما أصحاب العيون المذبوحة فسيغدو الحرير عفن والطريق كفنًا وستبكي بكين على أحجار السور العظيم .
هل نسينا كيف استهدفوا سوريا وجيشها القومي عقدا من الزمن وأكثر لأنها واسطة العقد المقاوم لأن قائدها الرمح اليعربي بشار الأسد ما انحنى و قال “لا” مدوية في وجه أميركا. فاستجلبوا لها كل سكاكين الأرض لتجريح الدولة الوطنية السورية ونسيجها الاجتماعي ولا زالوا يحاصرونها بقيصر وكل قياصرة الاستبداد العالمي وبقيت سوريا المدد والسند للمقاومة رغم جراحها النازفة واقتصادها المتآكل…
حياكم رجال الله إذ تواجهون صهيون وما خلف خلف صهيون من عالم مشحون باللاهوت التوراتي وترسمون بدمكم خارطة أمة أرادوها بقايا أمة وتعيدون للعروبة الإنسانية الحضارية ألقها ومجدها الغابر وعزها القومي…
إنها آخر معارك العرب وأول انتصاراتهم المجلجلة لأنها انتصار الذات العربية الموحدة على الذاتيات المتقوقعة حول “الأنا ” ( فئة وجماعة وعشيرة وطائفة ومذهبا وعرقا واثنية) …مجرورة بسلك التتبيع والاستلحاق الذليل.
قدر هؤولاء الرجال عند الحافة الأمامية أنهم يتنكبون هم أمة بيمينهم الإلهام والابداع والأسرار والعزم والإصرار والنُّذُر ولبنان جزء من تلك الكارثة التي ستعم وتتفشى.. لذا إسناد رجال الله في الميدان في غزة العزة وجنين وطولكرم وسوح الجنوب الملتهبة يعني فيما يعني انتصار الوحدة القومية على التشرذم ويعني فيما يعني بقاء لبنان وبقاء أمة العرب لا بل بلورة عالم العدل والتعددية.
إن السير عكس هذا المنحى النضالي التحرري تسليم للبنان بالكامل للمشروع الصهيوني المعد للمنطقة تحت عنوان إسرائيل الكبرى فالخيارات محدودة وضوء الشمس واحد!!!