كتب محمد علوش في “الديار”:
روايتان حول استهداف العدو الاسرائيلي للمنزل في النبطية منذ أيام قليلة، رواية أولى تقول أن المنزل المستهدف كان يضمّ اجتماعاً رفيع المستوى لحزب الله كان يحضره أحد المسؤولين السياسيين وبالتالي أرادت اسرائيل توجيه رسالة بأنها قادرة وغير راغبة باستهداف مسؤولين سياسيين، ورواية ثانية منطقية أكثر، تقول بأن المنزل المستهدف فيه مركز أساسي لحزب الله في منطقة النبطية وتم اخلاؤه منذ أربعة أشهر، واستهدافه بهذه الطريقة كان رسالة تهديد اسرائيلية من حيث الشكل حيث كان الاستهداف عنيفاً وخّلف أضراراً في المحيط طالت ما يزيد عن 20 سيارة و40 شقة سكنية.
بغض النظر عن الرواية الدقيقة فإن تبادل الرسائل بين حزب الله والعدو الإسرائيلي لم يتوقف يوماً منذ 8 تشرين الأول العام الماضي، فتارة تكون الرسائل مباشرة بالنار، وتارة أخرى تكون غير مباشرة عبر وسطاء، كتلك التي أرسلت مؤخراً من قبل حزب الله الى الأميركيين وتقول بأن تفكير العدو الاسرائيلي بتنفيذ حزام من نار على الحدود بعمق 5 كيلومترات قد تراه المقاومة بمثابة إعلان حرب.
عندما زار الوزير الاسرائيلي غالانت الولايات المتحدة الأميركية حصل نقاش أساسي حول ملف الجبهة الشمالية لفلسطين المحتلة، وكان أصل النقاش حول ماذا يمكن أن تفعل اسرائيل لمعالجة الأزمة القائمة وكان هناك اقتراحات على سبيل المثال الحزام الناري أو المنطقة المحروقة بعمق 5 كيلومترات، لذلك كان رد المقاومة الى الاميركيين أنفسهم بطريقة غير مباشرة بأن المقاومة قد لا تتعاطي مع أي تصعيد اسرائيلي بمثله فقط، فهي بلحظة معينة قد تعتبر التصعيد كإعلان حرب وتتصرف معه على هذا الأساس.
تبدلت نبرة الاسرائيليين ما بعد زيارة غالانت الى أميركا، ولكن بالنسبة الى المقاومة فإن الخطاب لا يعني شيئاً، واحتمالات تبدل المشهد خلال شهر تموز لا تزال قائمة وحقيقية ولو استمر الاعتقاد بأن الحرب الواسعة هي أبعد الاحتمالات، إنما للأسابيع المقبلة أهميتها بحسب مصادر مطلعة على أجواء الحرب جنوباً.
ترى المصادر أن حزب الله سيتعامل مع تموز والأسابيع القليلة المبلة بحذر كبير، لاعتقاده أن الأميركيين ومن خلفهم الاسرائيليين أصبحوا في مكان بحاجة فيه الى تغيير شيء ما في المنطقة بعد اقتراب زمن الانتخابات الاميركية وانتهاء المناظرة الرئاسية الأولى والنتائج التي أفرزتها، لذلك فإن كل الاحتمالات مفتوحة وربما لا يجد الاسرائيلي شيئاً أمامه سوى توسيع الحرب، بقرار أميركي طبعاً، لذلك تكشف المصادر أن المقاومة اتخذت بعض التدابير الوقائية والتحضيرية وبدلت بعض التفاصيل المتعلقة بالعمل على الجبهة وآلية العمل، حتى عمق جنوبي ترى أنه قد يدخل نطاق التوسيع بحال قرر الاسرائيلي الهروب الى الأمام.
لا تسعى المصادر لنشر القلق، فاحتمالات التهدئة تساوي احتمالات التصعيد، والقرار كما في كل مرة بيد اميركا واسرائيل، وتُشير الى أن ما هو أكيد هو أن الإدارة الاميركية لا تريد حرباً واسعة تتحول الى حرب إقليمية، ولكنها بكل تأكيد ليست مع استمرار الوضع كما هو ولا مع هزيمة اسرائيل الاستراتيجية، لذلك فكل الاحتمالات واردة والمقاومة تعلم ذلك وتعمل على أساسه.