كتب حسين زلغوط في “اللواء”:
يفترض أن يتبلور المشهد الحكومي لناحية التأليف في غضون الـ48 ساعة المقبلة وسط استمرار الاتصالات الهادفة الى تذليل عقبات التشكيل وانضاج الطبخة الحكومية ، بعد أن فتحت شهية كل الكتل السياسية للحصول على حصة من «النعمة» الحكومية ، وهو ما حوّل مساعي الرئيس المكلف نواف سلام الى نقمة وحال دون بلوغ هدفه الرامي الى ان تبصر النور هذا الأسبوع.
وما عزز الاعتقاد بأن قطار التأليف ما زال يمشي ببطء ، وبأن التوليفة الحكومية لم تصبح بعد في قبضة الرئيس المكلف ، هو ما كتبه الرئيس سلام على منصة «أكس» حيث أكد ان كل ما يتردد عن قرب ولادة الحكومة عارٍ عن الصحة وفيه الكثير من الشائعات والتكهنات يهدف بعضها الى اثارة البلبلة، فلا أسماء ولا حقائب نهائية. اما بالنسبة الى موعد اعلان التشكيلة فإنني اعمل بشكل متواصل لإنجازها.
هذا الموقف للرئيس المكلف أوحى لمراقبي مسار الاتصالات بأن مجموعة من العقد ما تزال تعترض طريق الرئيس سلام، مشيرين الى ان ما يحصل انه في كل مرة يظن فيها الرئيس المكلف بأنه نجح في فكفكة عقدة ما تبرز امامه عقد في أمكنة مختلفة وهو ما جعله يحتار في أمره ويمتنع عن تحديد موعد محدد للصعود الى القصر والتشاور مع رئيس الجمهورية بلائحة أسماء يمكن ان تتشكل منهم الحكومة العتيدة.
وفي الوقت الذي أكدت فيه المعلومات ان رئيس مجلس النواب نبيه بري اجتمع بالرئيس سلام بعيدا عن الأضواء في عين التينة وأن الحصة الشيعية اتفق عليها وخصوصا حقيبة «المالية» التي حسمت لصالح النائب السابق ياسين جابر، فانها لفتت الى ان الرئيس بري يحرص امام زواره على التشديد ان لا مشكلة مع الرئيس سلام، وانه لا يتوقع أن يتأخر التأليف، متوقعا حصول ذلك هذا الاسبوع أو الاسبوع المقبل على أبعد تقدير.
في المقابل تؤكد المعلومات بأن العقدة الموجودة على خط «الثنائي المسيحي» ما تزال تقف سداً منيعا امام التشكيل ، لافتة الى ان رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل أبلغ الرئيس سلام انه في حال كانت القوات ستطلب 4 حقائب فأنا أريد 5، وعندما قيل له ان هناك نوابا خرجوا من تكتل «لبنان القوي» قال صحيح لكن هؤلاء اصبحوا نوابا بفضل اصوات المؤيدين للتيار الوطني الحر الذي ما زال الأكثر حضورا على الساحة المسيحية.
وفهم ان رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون الذي يستعجل تأليف الحكومة، ونيلها الثقة من البرلمان للإنصراف الى ورشة اعادة الاعمار، والشروع في عملية الاصلاحات التي يريد تحقيقها المجتمع الدولي لمساعدة لبنان، لا يُخفي استياءه من الطريقة التي تتعاطى فيها القوى السياسية مع تأليف الحكومة، مما يؤدي الى التأخر في ولادتها، معتبرا ان كل يوم يمر من دون حكومة مكتملة الأوصاف لا يصب في مصلحة لبنان على الإطلاق.
غير أن مصدر نيابي تحدث عن «نقزة» دولية عبرت عنها أكثر من دولة حيال ما جرى في اليومين الماضيين في الجنوب، حيث كان يفترض بالأهالي عدم استباق الأمور وانتظار دخول الجيش الى قراهم تزامنا مع انتهاء المهلة المعطاة قبل دخول قرار وقف النار والانسحاب الاسرائيلي من المناطق التي يحتلها حيز التنفيذ، من دون ان يستبعد ان تلجأ بعض الدول المعنية بالملف اللبناني الى ممارسة المزيد من الضغط على «حزب االله»، الذي رد على مثل هكذا سيناريو بأنه يتوقع من بعض الدول كل شيء، لكنه سيتصرف على قاعدة أن لا شيء بعد يخسره، وهذه رسالة يجب ان تكون مفهومة من الجميع.
وجزم المصدر في معرض حديثه عن شكل حكومة العهد الأولى بأن هناك رغبة من الرئيسين عون وسلام، اضافة الى تشجيع دولي بأن تكون الشخصيات التي ستؤلف منهم الحكومة من اصحاب الإختصاص ، وهم لن يكونوا حزبيين على الاطلاق وإن أسمتهم الأحزاب ، وحكما سيكون للمرأة حصة في التشكيلة من دون أن يخوض في الأسماء التي في رأيها تبقى خاضعة للتبديل حتى الربع الساعة الأخير من تأبط الرئيس المكلف المظروف الذي يحوي لائحة التشكيلة وزيارة قصر بعبدا واعلان مراسم التأليف من هناك.