المرتزقة في قبضة اللواء ………. كتب مبارك بيضون
في لبنان المهترئ سياسيًّا واقتصاديًّا وماليًّا وقضائيًّا، وإلى حد ما أمنيًّا، من البديهي أن تعم الفوضى وتكثر الإشاعات والأكاذيب، وخصوصًا بحق من تبقى من “مسؤولين أوادم” يصرون على تنفيذ مهامهم بوعي وحكمة وضمير، على الرغم من الظروف الصعبة والتهديدات العلنية والمبطنة التي تضع حياتهم على كف عفريت، وبالرغم أيضًا من إنجازاتهم التي ساهمت بطريقة أو بأخرى بإمداد الوطن والمواطنين بما يكفي من أوكسيجين الحياة والاستمرار.
من بين هؤلاء يبرز اللواء عباس إبراهيم المدير العام للأمن العام الذي تعرض ويتعرض لسلسلة حملات مغرضة.. حملات تناولت دوره ومسؤوليته في تفجير مرفأ بيروت في الرابع من آب ٢٠٢١ تتجاوز استهداف شخصه للنيل من دوره الوطني في الداخل، وتشويه سمعته في الخارج.. والحملة الأخيرة الشرسة كما أرادها أصحاب النيات المبيتة والمآرب السياسية والمالية حربًا مفتوحة، هي بالتأكيد لن تكون الأخيرة، طالما بقي اللواء في تألقه الحالي وفي ما يحققه من إنجازات أمنية ودبلوماسية، وحتى سياسية.
لن ندخل في تفاصيل المؤامرة بما تضمنته من إشاعات وأكاذيب تطلقها أقلام الصحافة الصفراء أو من خلال زعيق إعلامي صادر من مرتزقة على وسائل التواصل الاجتماعي، متناسية عن جهل أو قصد أن اللواء المحمي بالقانون وبشرفه العسكري، يخفي خلف هدوئه وصبره الطويل على مدى سنوات تلقى في خلالها سهام الغدر، ما يمكنه من تفنيد الإشاعات والأكاذيب ورد الصاع صاعين لأصحابها، وأن صوته، حين يرتفع في المحكمة سيهز عروشًا وكراسي ومناصب ومواقع…
وحتى لا ندخل في الأزقة السياسية، على ما هي عليه من اعوجاج وشلل، نترك للقضاء أن يقول كلمة الفصل. وقد جاءت البداية على يد المحقق العدلي طارق بيطار الذي طلب من النيابة العامة التمييزية الادعاء على اللواء إبراهيم لمسؤوليته في تفجير مرفأ بيروت، لكن النيابة العامة التمييزية بشخص القاضي غسان خوري أعادت الملف إلى بيطار دون الادعاء عليه. ولأن اللواء يكره بطبيعته اللون الرمادي وكذلك المماطلة والتأجيل في البت بالدعوى المطروحة ضده، أصر على متابعة القضية حتى النهاية. ولهذه الغاية طلب من محاميه التقدم بدعوى ضد كل من روج وأشاع الأكاذيب عليه حتى انكشاف الحقيقة كاملة للرأي العام، وبالتالي سوق المأجورين أمام القضاء المختص.
في المحصلة، يدرك جيدًا من يعرف اللواء إبراهيم، من قرب أو من بعد، أنه أكبر من أن يدخل في ألاعيب المرتزقة، وأنه لا يساوم بشرفه العسكري والمدني، ولا يترك إنجازاته في الداخل والخارج عرضة للابتزاز مهما بلغت التحديات.
لن نعدد هذه الإنجازات.. فاللائحة تطول.. وهي شهادة على قول الشاعر العربي الكبير المتنبي:
وإذا أتتْكَ مذمَّتي من ناقصٍ
فهي الشهادةُ لي بأنّي كاملُ