المجموعة تضم الاتحاد الإفريقي إلى صفوفها وتدعو للحد من إنتاج الطاقة بالفحم
اتفق قادة مجموعة العشرين المجتمعون في الهند أمس على انضمام الاتحاد الإفريقي إلى تكتلهم. ورحبت مجموعة العشرين رسميا السبت بانضمام الاتحاد الإفريقي إلى صفوفها، في خطوة تعد انتصارا دبلوماسيا للهند، التي تستضيف القمة هذا العام وتظهر كزعيمة لدول الجنوب.
وأعلن ناريندرا مودي رئيس الوزراء الهندي توصل المجموعة إلى توافق حول الإعلان الختامي للاجتماع، بحسب “الفرنسية”.
وأقر قادة دول مجموعة العشرين، وفقا لتوصيات خبراء المناخ في الأمم المتحدة، بأن هدف حصر الاحترار المناخي في حدود 1.5 درجة مئوية “يتطلب خفضا سريعا وكبيرا ومستداما للانبعاثات بنسبة 43 في المائة بحلول 2030 مقارنة بمستواها في 2019”. ودعوا إلى “تسريع الجهود الرامية إلى الحد من إنتاج الطاقة بالفحم” دون أن تكون مصحوبة بأجهزة احتجاز الكربون أو تخزينه.
صوت “من أجل إفريقيا»
تعد البلدان النامية الأكثر تضررا بالظواهر الجوية القصوى المرتبطة بتغير المناخ، إضافة إلى معاناتها انعدام الأمن الغذائي الذي غذته الحرب في أوكرانيا من خلال التأثير في أسعار الحبوب.
وذكر لويس إيناسيو لولا دا سيلفا الرئيس البرازيلي أمس أمام قادة مجموعة العشرين أن العالم يواجه “حالة طوارئ مناخية غير مسبوقة”. وأكد لولا خلال القمة أن “غياب الالتزام بالبيئة دفعنا إلى حالة طوارئ مناخية غير مسبوقة”.
لكن قادة دول مجموعة العشرين أعلنوا أنهم سيدعمون الجهود المبذولة لزيادة القدرة العالمية للطاقة المتجددة ثلاث مرات بحلول عام 2030. كما حذروا من أن الاستثمارات المخصصة لمكافحة تغير المناخ يجب أن “تزيد بشكل كبير” لمساعدة البلدان النامية على تحقيق التحول إلى الطاقة النظيفة.
وعد مصدر دبلوماسي فرنسي أن اللغة المستخدمة في البيان الختامي “مرضية جدا، توحي بما يجب أن يكون سلاما عادلا ودائما عند انتهاء الحرب في أوكرانيا”.
من جهته، رأى جايك ساليفان مستشار الأمن القومي الأمريكي أن صياغة النص، خصوصا فيما يتعلق بأوكرانيا، تنم “عن عمل جيد جدا”.
ويضم الاتحاد الإفريقي الذي أسس في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا 55 دولة عضوا “بما فيها ست معلقة عضويتها”، ويبلغ مجموع ناتجه المحلي الإجمالي ثلاثة تريليونات دولار. وكانت القارة حتى الآن ممثلة في مجموعة العشرين بدولة واحدة هي جنوب إفريقيا.
وقال الرئيس الكيني وليام روتو أمس “إن انضمام الاتحاد الإفريقي إلى مجموعة العشرين سيوفر (صوتا ورؤية) لإفريقيا، القارة الأسرع نموا في الوقت الحالي”.
ورحبت الرئاسة النيجيرية المدعوة أيضا إلى حضور قمة نيودلهي بالعضوية الجديدة، كاتبة على منصة “إكس”، “كقارة، يسرنا مواصلة تعزيز تطلعاتنا على الساحة العالمية عبر منصة مجموعة العشرين”.
من جهته، رأى شارل ميشال رئيس المجلس الأوروبي، أن انضمام القارة السمراء “رمز مهم للشمول وخطوة كبيرة لمجموعة العشرين ولإفريقيا، لكنها لن تكون الأخيرة”. وعلت الأصوات المطالبة بتعزيز تمثيل القارة الإفريقية في هيئات دولية رئيسة أخرى، مثل مجلس الأمن الدولي.
ورحبت سفنيا شولتسه وزيرة التنمية الألمانية بانضمام الاتحاد الإفريقي إلى مجموعة العشرين التي تضم أهم الاقتصادات المتقدمة والصاعدة.
ونقل بيان صدر أمس عن الوزيرة، المنتمية إلى حزب المستشار أولاف شولتس الاشتراكي الديمقراطي، قولها “إن هذه الخطوة توضح أن الوزن المتزايد لإفريقيا في السياسة العالمية تم أخذه في الحسبان أخيرا”. وأضافت شولتسه “يعيش في إفريقيا أكثر من خمس سكان العالم ورغم ذلك فإن القارة لم تكن ممثلة في مجموعة العشرين إلا من خلال مقعد واحد فقط هو مقعد جنوب إفريقيا”.
وفي سياق متصل، أعلنت منظمة أوكسفام التنموية أنها تعد خطوة ضم الاتحاد الإفريقي إلى مجموعة العشرين أمرا صائبا ومهما. وقالت فاتي نزي حسن مديرة الفرع الإقليمي للمنظمة في إفريقيا، أمس “إنه لو كانت إفريقيا دولة واحدة لكانت سابع أكبر اقتصاد في العالم بعد بريطانيا وقبل فرنسا”.