قال اللواء عباس ابراهيم بأن” ما يحصل بين “حزب الله” واسرائيل لا يجوز توصيفه بالسجال، بل هنالك معركة اسناد تقوم بها المقاومة في لبنان للجبهة المفتوحة على المدنيين بداية في غزة، ومحاولة سحق إرادة هؤلاء”. وقال اللواء ابراهيم في تصريحات صحافية بأن:” ما تقوم به المقاومة في لبنان هو اسناد لهؤلاء المدنيين ووقوف إلى جانب الحق. من جهتها، تقوم اسرائيل بالتصعيد بطبيعة الحال في محاولة لإسكات هذه الجبهة، ولمنع أي جهة في هذا العالم من اسناد هذا الشعب المظلوم والمقتول عنوة”. ولفت الى أن “هذا التصعيد هو محاولة لاسكات الجبهة اللبنانية لما لها من تأثير كبير على القدرات الإسرائيلية، إذ تقوم بمهمة إشغال لجزء كبير من القوى العسكرية الإسرائيلية” وخلص الى القول بأن “هذا التصعيد المفاجئ اليوم وبالأمس، فقد يكون مرتبطًا بتصميم إسرائيل على فتح جبهة الضفة الغربية ومحاولة زج قوات لها باتجاهها”.
وسئل عن تصريحات وزير الدفاع الاسرائيلي حول الجبهة الشمالية، فقال اللواء ابراهيم:
“لقد حاولت اسرائيل على مدى 11 شهرا سابقة أن تهدد بالمباشر او بواسطة رسائل مباشرة او غير مباشرة لبنان، وأن تستخدم الكثير من الأدوات في محاولة للضغط على المقاومة اللبنانية وثنيها عن الاستمرار في مهامها في اسناد جبهة غزّة، ولكن كل هذه الضغوط لم تنفع ولم تجعل المقاومة في موقع المتفرّج الذي تريده اسرائيل على قتل الفلسطينيين في غزّة وفي غير غزة. الآن، يقوم الاسرائيلي بالمهمة بنفسه، نحن كمراقبين لم نلحظ أي تغيير على الجبهة الشمالية من زجّ للقوات وحشد لها للقيام بأية عملية هجومية، هذا يعني بأن اسرائيل سوف تستمر بالنمط ذاته في الاعتداء على لبنان والتصعيد من دون القدرة على القيام بأي عمل في اتجاه البرّ يحمل طابع الاجتياح للأراضي اللبنانية. للحقيقة. تريد اسرائيل وتنوي أن تنفذ التهديدات التي تطلقها من حين الى آخر في اتجاه لبنان ولكنها عسكريا أعجز من أن تصل الى هذه الدرجة من التصعيد”.
أضاف اللواء ابراهيم:” لاسرائيل قدرات محدودة بالرغم من كل الدعم الغربي والأميركي، ولكن هذه القدرات لن تسمح لها باجتياح الأراضي اللبنانية وإن اجتاحتها في لحظة تخلي إن صحّ التعبير فسوف تعود بعد فترة قصيرة الى قراءة فعل الندامة، اسرائيل غير قادرة على تنفيذ رغبتها وهذا هو العامل الوحيد الذي يمنعها من الاجتياح”.
وتطرق اللواء ابراهيم الى القرار 1701 قائلا:” ان الحكومة اللبنانية ومنذ اليوم الأول للاعتداءات الاسرائيلية على لبنان تنادي بالعودة الى القرارات الدولية، إن الحكومة اللبنانية متمسكة بتنفيذ القرار_1701 بمندرجاته كلها، ولكن الحكومة اللبنانية لم تعد ترضى بأن يطبّق هذا القرار على اللبنانيين وعلى الأراضي اللبنانية فحسب، ولا على القسم المتعلق بالواجبات اللبنانية فقط تجاه هذا القرار. إن هذا القرار متوازن ومتوازي، ويجب تنفيذه من قبل الطرفين، أي من قبل لبنان ومن قبل العدو الاسرائيلي. منذ ولادة هذا القرار في العام 2006 لم تلتزم اسرائيل بحرفيته، كل ما يسمح لاسرائيل بالاعتداء على لبنان وباستخدام الاراضي اللبنانية حتى للاعتداء على سوريا – وهذا ما شهدناه أخيرا – قامت به اسرائيل. خرقت اسرائيل الحدود اللبنانية لأكثر من 30 ألف مرة منذ العام 2006 ولغاية الآن، وهذا كله موثق في الامم المتحدة. إن كل ما ينادي به لبنان وكل الاتصالات الدولية التي يقوم بها هو لتنفيذ القرار 1701 والزام اسرائيل بتنفيذه، لأنه من دون تنفيذه على جانبي الحدود ومن قبل الطرفين لن يكون هنالك استقرار ولن تكون هنالك عودة للمستوطنين الى مستوطناتهم ولا للبنانيين الى قراهم”.