“اللواء ابراهيم” رجل الوطنية بامتياز..والشيب عمرٌ في خدمة الوطن
كتبت ريم عبيد
ريم عبيد
غزا الشيب مِفرقي، وماذا يعني ذلك؟ فأنا الرجل الذي تشرئب في حضرته الأعناق، وتشخص لرؤيته الأنظار، وأنا الذي أقول وقوليَ صدقٌ، وأفعل وفعليَ يشهَد به المبغض قبل المحب..وأنا الرجل في الزمن الذي فيه الرجال قليل…أنا اللواء عباس كاظم ابراهيم.
أظُنُّهُ حين يركن إلى نفسه بعيدا عن ضوضاء العمل وتعقيداته، يقول هذه الكلمات، وقد أكون مخطئة، ولكن لا أشك بأن كل من يعرفه يعترف بها جهارا وحتى في المجالس المغلقة.
غطيتُ عددا من الفعاليات حيث كان يَرعى أو يُدعى..وإن لم يكن هو الحدث فحضوره كان يجعله الحدث ..
ينتظره الجميع بفارغ الصبر.
يترقبون ما قد يقوله، وأحيانا إن لم يقل يرتقبون ابتسامَهُ، ففي الابتسام معان ومعان..
هو يشغل منصبا منذ تموز العام 2011 ، لا يقوى على حمل مسؤولياته إلا الرجال..
هو يملك تاريخاً مشرفاً، ونضراً، وهو العظاميّ والعصاميّ..وأخ الشهيد محمّد الذي ضحى بريعان شبابه من أجل الوطن، ففي سن التاسعة عشرة التحق بالمدرسة العسكرية، وتخرج بعد ثلاث سنوات برتبة ملازم وكان طليعة دورته، وتنقل بين دول عدة تلقى فيها تدريبات عسكرية من الولايات المتحدة الى المملكة المتحدة الى الجامعة العربية وصولا الى لبنان.
وهو في حاضر يلقي على عاتقه أصعب المهمات وهو لها..والمستقبل للرجال لا شك عظيم.
منصبه الحالي، في الإدارة العامة لجهاز الأمن العام، خدمة وطنية بحتة، فهو في معظم الأحيان كان لا يستلم المخصصات التابعة له، وكان يوزعها على العسكر، يضاف الى ذلك تاريخ العائلة المثخن بالجراح في سبيل الوطن، والذي يؤكد بما لا يدع مجالا للشك بأنه ابن عائلة وطنية، حريصة على الوطن، وحريصة على المواطن..ولوالده الراحل السيد كاظم ابراهيم تاريخٌ يشهَد.
محاولات استهدافه كثيرة، ولم تنته، ولكنها باءت جميعها بالفشل، والسبب يعود الى أنه يمقت الفساد ويقمعه، وحربه على الفساد تصبغ إدارة يحميها بحكمته ومودته، ورفعة أخلاقه، وحزمه وحسمه وقدرته.
في السياسة هو واسطة خير بين الأفرقاء، وعدلٌ بين الجميع، في الأمن هو قائد، ويطمئن الجميع دائما بأن الأمن قائم، بعبارة “البلاد أمنها ممسوك لكن لا أمن 100%”، وفي العلاقات الدولية رائدها، وفي الإنسانية تشهد “آية” وأطفالها “رينا” و”رواد” و”ريماس”، وتشهد راهبات معلولا، وصموده في محاربة الإرهاب في جرود عرسال، وملف اللاجئين هو أحد الملفات التي يمسكها بمسؤولية ولا شك له طابع إنساني.
يقرّر دون تردّد، لا يستجدي العاطفة والإعجاب ولا يستولهما، يقول لا ؛ عند اللزوم ، يغلّب الإيجابية ،يقدّم الثناء الصادق، يعيش عقلية الوفرة وتداول النعمة والتواضع، يقبل النقد البنّاء بالتوازي مع عدم خضوعه بالضرورة في أسر توجّهات الآخرين.
ثقته تنبع من داخله، وبسمته سمة أساسية،
هي الملامح الأساسية للشخصية الواثقة، وكلها فيه، وليس ثمة من ينكرها البتة.
هو ابن عائلة تساقطت أوراقها واحدة تلو الأخرى ومع كل ورقة تسقط تنبت في الأرض براعم حب وخير للوطن ووعد بإكمال المسير نحو الهدف الأول والأخير، وهو رفعة الوطن والحفاظ عليه.
المسؤولية كبيرة ما تزال على عاتقة، يحملها بلا كلل ولا ملل، شهران يفصلانه عن موعد التقاعد، إن لم يحظ بتمديد يرغبه مرؤوسوه، فهو الأمين على إدارته والأمن والأمان لهم، باعترافهم، وحصل أو لم يحصل، فالوطن بحاجته، ومَن دمُه مجبول بحب الوطن، لن يتخلى عن واجبه أبداً، وخصوصاً أنه لا ولاية للمنصب على الوطنية