أخبار محلية

“اللقاء الكاثوليكي”: عندما تنهار خطوط الدفاع يسقط الكيان ويبتلعه الأعداء ويشتت الأبناء

إعتبر “اللقاء الكاثوليكي” في بيان، أن “الحرب والدمار والنزوح والأخطار السياسية والكيانية والعسكرية بشكل خطير منذ العام 1975، هي نتيجة مسارٍ سياسي مصلحي داخلي وخارجي خاطئ أو غبي وغير بريء، والأصح الثلاثة معاً، كذلك الوضع الاقتصادي الاجتماعي المذري القائم هو نتيجة مسارٍ اقتصادي اجتماعي مالي نقدي مشابه بالخطأ أو بالغباء وباللابراءة بل نقول ايضاً بالثلاثة معاً، لا سيما منذ نهاية الحرب الأهلية وبداية عصر الطائف عام 1990. مزيج دمر ويدمر الوطن ومؤسساته بقطاعيه العام والخاص، ويضرب الشعب بوجوده والكيان بالانحلال والتفكك والضياع ليصبح لقمة سائغة للبعيدين والقريبين أعداء كانوا او اشقاء او أصدقاء”.

ورأى أنه “إذا كان هنالك من مؤامرة خارجية على لبنان وشعبه بضرب الوطن والمواطن بالفكر والجيوب لغايات تخدم الأعداء وفق مخططات خبيثة، إلا ان زعماء لبنان واتباعهم والأغبياء ساهموا بقوة بإنجاح هذه المؤامرة، فتنافروا وتناحروا وتقاتلوا ودمروا عن وعي وعن غير وعي، لتصبح المؤامرة واقعاً ويبقى لنا البكاء والعويل والأطلال والهجرة والتسول والتبعية. خرجنا من الحرب الأهلية أوائل التسعينات بدين عام لا يتجاوز المليار ونصف المليار دولار أميركي. وأصبح الدولار يساوي ثلاثة آلاف ليرة لبنانية (من 3 ليرات الى ثلاثة آلاف) أي ألف مرة، وبدمار واحتلالات ومصائب. إلا ان لبنان صمد لأسباب عدة منها: وجود دولة رغم جراحاتها، اقتصاد قوي، نظام مصرفي قادر، مستثمرون مغتربون وأجانب، تعاطف عربي ودولي، تمويل المتحاربين والاتباع.. كلها شكلت في حينه خطوط دفاع سمحت (مع غيرها من سياحة وتعليم عالي المستوى واستشفاء جيد جداً ودينامية مواطنيه…) بتمرير المرحلة والعمل على إعادة النهوض. وجاءت مرحلة الطائف بوعودها البراقة وخزعبلاتها الاقتصادية والمالية (اقتصاد مفتوح، تثبيت سعر صرف الدولار بعد تخفيضه الى ألف وخمسمائة ليرة بدلاً من ثلاثة آلاف ولكن صورياً في حين بقيت الأسعار كما هي والقدرة الشرائية على حالها من العجز، استدانة خارجية مكثفة، تجاهل مقصود للقطاعات الإنتاجية، اعمار استعراضي، تبييض أموال، ارتفاع نسبة الفساد، تقليص القطاع العام لمصلحة الخاص (الخاص جداً)، خفض الضرائب والرسوم عشوائياً، ادخال لبنان في المحاور الإقليمية …، واليوم بعد 34 عاماً، ارتفع الدولار مقابل الليرة ستين مرة (وليس الف مرة)، إلا ان المجتمع والاقتصاد اصبحا في الحضيض لأن خطوط الدفاع الاقتصادية اسقطت: دين عام تخطى المئة مليار ( لا بل اكثر)، تضخم خطير، تعليم دون المستوى (والان مراكز إيواء)، استشفاء يعاني، سياحة غائبة، زراعة تنازع، صناعة مهملة، عمران متوقف، مصارف متهالكة (بعد هندسات مالية متذاكية وفاسدة)، لائحة رمادية، نمو سلبي متزايد، ضغوط وحصارات وهجرة أدمغة ويد عاملة، لاجئون ونازحون غير لبنانيين بالملايين ونازحون لبنانيون بمئات الآلاف، دمار وخراب واقتصاد معدوم، فساد وانحلال، لاحوكمة ولا حكومة ولا رئيس ولا سلطة ولا إدارة ولا خطط ولا قضاء..”.

وإذ سأل: “بماذا يبشرنا من هم اليوم في مواقع المسؤولية وهم غير مسؤولين ولا مستحقين الا للمحاسبة، بعد سنوات من التلهي والتمتع بخيرات البلد على حساب الوطن وشعبه”، قال: “البلد ينهار امام عيوننا، فعندما تنهار خطوط الدفاع سياسياً وعسكرياً واقتصادياً واجتماعياً وتربوياً واستشفائياً وزراعياً وصناعياً وسياحياً وبيئياً يسقط الكيان ويبتلعه الأعداء ويشتت الأبناء. فهل سنبقى نساق كالغنم، كما أيام الانتخابات، ام حان الوقت الاستيقاظ والعمل للنجاة وإعادة تكوين السلطة والإعمار لنستحق الحياة في وطن آمنٍ زاهرٍ ومستقر”.

 

زر الذهاب إلى الأعلى