اللغز المحيّر.. هل السفر عبر الزمن ممكن حقا؟

كثيرا ما شاهدنا أفلام تحتوي العديد من لقطاتها السفر عبر الزمن، فهل أصبح هذا الأمر ممكنا مع التقدم التكنولوجي؟!.

واتضح أن السفر عبر الزمن إلى الماضي سهل نسبيا، كل ما عليك فعله هو جعل الكون يدور.

كان عالم الرياضيات الشهير كورت جودل، صديقا وجارا لألبرت أينشتاين في برينستون. وأصبح فضوليا بشكل لا يصدق حيال نظرية النسبية العامة لأينشتاين، والتي كانت ولا تزال صيغتنا الحديثة لقوة الجاذبية، وتربط هذه النظرية وجود المادة والطاقة بانحناء المكان والزمان، ثم تربط ذلك الانحناء والتشوه بسلوك المادة والطاقة.

وكان جودل فضوليا بشأن ما إذا كانت النسبية يمكن أن تسمح بالسفر عبر الزمن إلى الماضي. ويُزعم أن نظرية أينشتاين هي إطار عمل نهائي لطبيعة المكان والزمان، وبقدر ما نعلم، يُحظر السفر عبر الزمن إلى الماضي. لذلك اعتبر جودل أن النسبية العامة يجب أن تمنعها تلقائيا.

واكتشف جودل أن النسبية العامة تتناسب تماما مع السفر عبر الزمن إلى الماضي. الحيلة هي تحريك الكون.

وقام جودل ببناء نموذج كون بسيط نسبيا ومصطنع لإثبات وجهة نظره. هذا الكون يدور ويحتوي على مكون واحد فقط. وهو ثابت كوني سلبي يقاوم قوة الطرد المركزي للدوران لإبقاء الكون ثابتا.

ووجد جودل أنه إذا اتبعت مسارا معينا في هذا الكون الدوار، فقد ينتهي بك الأمر في ماضيك. وسيكون عليك السفر بعيدا بشكل لا يصدق، بطول مليارات السنين الضوئية، للقيام بذلك.

وأثناء سفرك، ستقع في فخ دوران الكون. وهذا ليس مجرد دوران للأشياء في الكون، ولكن لكل من المكان والزمان.

ومن حيث الجوهر، فإن دوران الكون من شأنه أن يغير مساراتك المحتملة للأمام بشدة بحيث تعود تلك المسارات إلى حيث بدأت.

وستنطلق في رحلتك ولن تسافر أبدا أسرع من سرعة الضوء، وستجد نفسك عائدا إلى حيث بدأت ولكن في ماضيك. إن إمكانية السفر عبر الزمن إلى الوراء تخلق مفارقات وتنتهك فهمنا للسببية.

ولحسن الحظ، تشير جميع الملاحظات إلى أن الكون لا يدور، لذلك نحن محميون من مشكلة جودل المتعلقة بالسفر عبر الزمن إلى الوراء.

لكن يبقى لغزا حتى يومنا هذا سبب توافق النسبية العامة مع هذه الظاهرة التي تبدو مستحيلة.

واستخدم جودل مثال الكون الدوار ليجادل بأن النسبية العامة غير مكتملة، وقد يكون على حق.

Exit mobile version