الاخبار الرئيسيةالصحافة اليوممقالات

اللعنة اللبنانية تصعق نتنياهو

اللعنة اللبنانية تصعق نتنياهو

كتب نبيه البرجي في “الديار”:

بانتظار الرد الايراني الذي “يفوق التصور”، يتواصل مسلسل الغارات التي تفوق التصور. الجنوب يحترق، البقاع يحترق، الضاحية تحترق. ما لنا، كشريك في محور الممانعة (نحن وحدنا محور الممانعة)، سوى أن نستغيث بغزة تساندنا كما ساندناها نحن بجثثنا…

مقالات ذات صلة

هكذا يستطيع بنيامين نتنياهو أن يقدم لبنان، كحطام، الى دونالد ترامب، وقد يكون الرجل الوحيد في الكوكب الذي ينقذنا من هذه الغرنيكا اليومية. ولكن حتى ينتقل من منتجعه في فلوريدا الى جادة بنسلفانيا، بصلاة من أحد القسس ليحفظ الله أميركا، ورئيس أميركا، هل يبقى هناك من يعترض على سوقنا الى ميثاق ابراهيم؟

لا العالم، ولا العالم العربي، ولا العالم الآخر، يكترث بجثثنا. لا صاروخ واحداً حتى لارباك تلك القاذفات الهائلة.ولطالما تصورنا أننا سنكون فيتنام اللبنانية بالنسبة الى اسرائيل (رهاننا فقط على أولئك الرجال الذين يقاتلون في ظروف مستحيلة). ولكن أين المقارنة بين الساحة اللبنانية والساحة الفيتنامية اذا ما علمنا أن الكرملين كان يزود الفيتكونغ بالصواريخ التي كانت تسقط يوميا قاذفة “52ـ B ” العملاقة، ليناهز عدد الطائرات المدمرة، ومن كل الأنواع، العشرة آلاف.

أسئلة كثيرة حول ما اذا كنا ممنوعين (ولا داعي للسؤال) من التصدي حتى لطائرة الـM.K. التي تتجول في رؤوسنا على مدار الساعة، والا لن “يبقى كلب يعوي في بيروت”، كما هدد الجنرال أفرايم سنيه. والواقع أن كل الكلاب، وحتى القطط، تبحث عن ملاذ آمن بعدما فوجئت بمن يحاول تغيير شكل الحياة في الشرق الأوسط، وليس فقط خارطة الشرق الأوسط.

على جمر ننتظر مبعوث السماء لا مبعوث البيت الأبيض آموس هوكشتين الذي لا ندري لماذا يأتي، ولماذا يذهب.هل ينتظر الموتى لكي يرفعوا الرايات البيضاء؟

بوجه باسم، وبهندام أنيق على الطريقة اللبنانية ـ يظهرمسعد بولس على الشاشات، ولقد بات من عشاق الشاشات، مفاخراً بكونه قريب دونالد ترامب (وهل من قريب لدونالد ترامب سوى دونالد ترامب؟). قال انه سيزور لبنان قريباً.ماذا يمكن أن يحمل الينا ما لا يحمله هوكشتين، مع علمنا أي فارق بين أن يكون الصهر اسرائيلياً وبين ان يكون لبنانياً…

بكل الأحوال، لا المشكلة، ولا الحل بين أيدينا، وان كانت هناك جهات موثوقة تؤكد بأن مفاجآت على الأرض، تنتظر نتنياهو، وتقلب المشهد على عقب. هذا الكلام ننقله بمنتهى الحذر، بسبب التجارب المريرة التي واجهتنا على مدى الأسابيع الأخيرة. كيف لنا أن نتحمل ذلك الدمار الأشد هولاً من دمار سدوم وعمورة.ولكن اذا ما عدنا الى الكتب المقدسة ماذا فعلنا ليعاقبنا الله هكذا؟ مثلما لبنان من دون حلفاء (ويبدو أن صلواتنا وأدعيتنا ذهبت هباء)، ايران من دون حلفاء أيضاً.

الروس، كحليف استراتيجي، لم يزودوها لا بالطائرات، ولا بالمنظومات الدفاعية. الصينيون امتنعوا عن بيعها الطائرات لعوائق مالية، فيما يوضع مبلغ 27 مليار دولار في تصرف تل أبيب للحصول على “مقتضيات الحرب”. وها أن ايران تسعى لشراء طائرات خفيفة من باكستان لمواجهة طائرات يصل دوي قنابلها الى آذان الملائكة.

الرهان على أولئك الأبطال الذين يقاتلون، أسطورياً، في الميدان الذي يمتد من الخطوط الأمامية الى كل بيت، والى كل كائن بشري، في لبنان؟

قرأنا للباحث الاستراتيجي الفرنسي فرنسوا هينسبورغ استحالة “المساكنة” بين دونالد ترامب وبنيامين نتنياهو المتفلت (كما الذئب الكاسر) من كل الضوابط، بما في ذلك الضوابط الأميركية. وهذا لا يمكن أن يتحمله الرئيس المنتخب بكل هالته الأمبراطورية، لنتذكر كيف أهان انغيلا ميركل، وايمانويل ماكرون، ليوصف في الصحف الفرنسية بالرجل الذي لا يحب أوروبا

يتداخل ذلك مع كلام اران ياشيف في “هاآرتس”، وهو محاضر في الاقتصاد، من أن من مصلحة ترامب “المتقلب وغير القابل للتنبؤ” ازاحة نتنياهو لأنه “يحتاج الى صيانة عالية”، ومكلفة.

هيئة البث الاسرائيلية، وفي هذا الوقت ـ المفترق، تحدثت عن تورطه في أربع قضايا خطيرة. انها، اذاً، وبعيداً عن أساقفة الغيب، وهم أساقفة الغيبوبة، “اللعنة اللبنانية التي صعقت مناحيم بيغن، وايهود اولمرت، والآن نتيناهو. ثمة رأس توراتي آخر على وشك الوقوع”.

نتفاءل، وقف النار ليس بعيداً وليس مستبعداً…

زر الذهاب إلى الأعلى