الكيان الاسرائيلي ينهدم من الداخل ودعوات العصيان تتصاعد

تجاوز الواقع الصهيوني الداخلي الازمة السياسية بين حكومة نتنياهو والمعارضة ليدخل في خطوة تصعيدية ميدانية جديدة تمثلت في الدعوة للعصيان المدني التي اطلقها ايهود بارك خلال التظاهرات الاخيرة.

وقال الباحث بالشؤون الاسرائيلية صالح ابو عزة ان الكيان الاسرائيلي يمر بكثير من الازمات وهذه الازمات متصاعدة سواء على المستوى الداخلي او الخارجي، مشيرا الى ان المستوى الداخلي ليس شق واحد المتمثل في العلاقة التناقضية بين الائتلاف الحكومي والمعارضة بل يشمل ملفات داخلية عدة تتصادم وتجعل الكيان الاسرائيلي كل ما وقع في مأزق دخل الى اخر.

واضاف ان هناك تناقضات بين نتنياهو والليكود وبين حلفاءه بن غفير وسموتريتش الذي يقفون له على كل مسألة ويظهرون نتنياهو الذي كان يلقب سابقا بـ “ملك اسرائيل” بانه هذا الرجل الضعيف وهم الممسكان بخيوط اللعبة داخل الحكومة .

وتابع الان هناك ازمة متصاعدة بين الائتلاف الحكومي من جانب وبين المعارضة الاسرائيلية ، ونتنياهو حاول ان يخرج من الازمة عبر تصديرها الى غزة في معركة ثآر الاحرار الا انه لم يستطع استغلال واقع هذه المعركة لانها كانت على عكس ما يريده وكان احد اهدافه التي كان يريده اخفات صوت المظاهرات في الداخل على اساس نوع من التكتل بين الائتلاف والمعارضة لتجاوز ازمة خارجية ولم ينجح في ذلك وفي ظل معركة ثآر الاحرار كان هناك نشاطات للمعارضة في مسألة الاصلاح القضائي وغيره.

واشار الى ان المعارضة تذهب الى الامام في خطوات وهناك تصعيد واضح ولكن في مقابله هناك تصعيد اخر من الائتلاف بمعنى ان اعضاء الكنيست ولجنة الدستور يقولون اذا لم تحل الامور ويتم التوصل لاتفاق فهم سيذهبون لمسألة الاصلاح ويدفع ذاهبهم هذا الى مزيد من “الاصلاحات القضائية” بشكل قانوني داخل الكنيست سيدفع المعارضة الى الاحتماء بالشارع ومقارنة اليوم الاول والاسبوع الاول والاسبوع الثلاثة والعشرين ومازال الشارع ملتهب .

من جانبه قال الباحث في مؤسسة يبوس للدراسات سليمان بشارات ان الدعوة للعصيان داخل الكيان الصهوني هي ليست الاولى من نوعها فسبق ان دعى بارك للعصيان قبل 3 شهور واحدث ضجة اعلامية في وقتها واضطر لتوضيحها وكانه يعتذر عنه وهي تدلل على بعد اكثر عمقا.

واوضح ان هناك تحولات بدءت تظهر ارهاصات داخل المجتمع الصهيوني وربما تفرز الحالة الموجودة الان وهي غياب مفهوم الرمزية القيادية لقادة الاحتلال الاسرائيلي ، فكيان الاحتلال منذ نشأته عام 48 وحتى الان قام على الشخصيات التي تعزز التماسك او تعزز مفهوم البرنامج الصهيوني الذي تقوم عليه كيان الاحتلال وكانه كان هناك انصياع لهذه الشخصيات باعتباره صاحبه المنهج المتكامل للمشروع الصهيوني الان هناك حالة تحول نحو هذه الرمزية هذه القيادة.

واضاف ان الان هناك فجوة في مفهوم الثقة ما بين الاحزاب و بين المجتمع وبين قادة الاحتلال الاسرائيلي وبالتالي هذا الامر يعزز القضية ان اي خطوة من قبل قادة الاحتلال الصهيوني سيفهم على ان البعد الشخصي هو المتقدم وهذا يجعل الجميع يتحدث عن تحقيق مصالح شخصية للشخصيات وليس المشروع الصهيوني .

وتابع ان الدعوات التي يتم الحديث عنها سواء للعصيان المدني او الذهاب الى تعزيز مفهوم الاصلاح القضائي من جانب اخر هي يشوبها الكثير من المصالح الذاتية والمناكفات وهذا ربما يجعل الكيان الاسرائيلي في حالة عدم استقرار.

من جانبه استبعد الكاتب السياسي محمد مصلح ان يكون هناك خطة بين احزاب المعارضة كون هذه الاحزاب اجندتها مختلفة وليست موحدة .

واضاف ان هناك كان اختلاف حول من يمثل المعارضة في اللجنة القضائية ثم تم الاتفاق عليه لاحقا لكن هناك خلافات وهذا ما يؤكد انه لا يوجد خطة للمعارضة وان التصعيد في اللغة تعبير عن عدم القدرة واليقين بالنتائج من المظاهرات وهذا ما يدفع بعضهم للحديث عن عصيان مدني وهو غير متفق عليه في كل الاطراف.

وتابع ان لجنة القضاء اذا تغيرت لمصلحة الحكومة فهذا يعني ان هناك تغير في هوية الكيان وتغير نظام كامل باتجاه يمين متطرف جدا وتشكيل ثقافة مغايرة لما تم انشاء الكيان عليه وهذا الرابط الذي يربط كيان الاحتلال الاسرائيلي مع الغرب ورابط ما يسمونه الحضارة فحين يتجه الكيان نحو اليمين المتطرف واسقاط النظام السياسي المبني على الديمقراطية حسب ما يزعمون وذلك يعني ان هناك تناقض بينهما .

Exit mobile version