كتب مبارك بيضون
في كل مرحلة من مراحل الصراع الداخلي، لا يخفى على أحد دور وسائل الإعلام في تأجيجه وبث الفتنة بين مكونات الوطن الواحد، في محاولة لإيقاظ أشباح حرب قامت على جماجم اللبنانيين وبدعم خارجي ولأهداف لم يعلم مدى تحققها، وكيفية استثمارها في ظل صيغة حكم قائمة على قاعدة لا غالب ولا مغلوب.
ويشير مصدر خاص لـ “مركز بيروت للأخبار” الى أن بعض وسائل الإعلام حاولت شن حرب على حزب الله عقب فشل حرب تموز، تزامنت مع بدء العدوان على سوريا وتشديد الحصار على ايران، التي هي المستهدف الأكبر في المنطقة، الإسرائيلي بريد شن الحرب عليها ولا يستطيع، على عكس الأمريكي القادر عليها مع عدم وجود رغبة لشنها”
الظاهر أن محاولات بعض وسائل الإعلام لصق كل ما يحدث على الساحة اللبنانية بحزب الله، فمن حادثة خلدة وشويا والطيونة وعين ابل والقرنة السوداء وعين الحلوة والكحالة، إضافة إلى انفجار المرفأ والاغتيالات السياسية كلها، أصبحت تهمًا جاهزة للصقها بالحزب، دون دليل، بل مجرد اتهامات سياسية قد تأخذ البلد الى حرب أهلية معروفة النتائج سلفًا. خاصة أن مالكي بعض الوسائل الإعلامية يبتغون الربح على حساب الفتنة بالتقاطع مع الهوى السياسي المعارض لمشروع المقاومة، إضافة إلى قرارات المشغل الخارجي الذي لا يريد ان يبرد الساحة اللبنانية بهدف قطف اوراق قوة في المفاوضات الإقليمية.
ويؤكد المصدر أن أهالي الكحالة أرسلوا رسائل الى حزب الله، لشرح معطيات الحادثة مع رفضهم تسييس الحادثة، وإعطائها أبعادًا سياسية وطائفية، وتحميل الحادثة ما لا يحتمل”
ويضيف المصدر، فادي بجاني كان يحمل السلاح قبل ساعتين من إطلاقه النار على أفراد حماية الشاحنة، وهو المعروف باتجاهاته السياسية وتأثره بالحرب الأهلية اللبنانية من خلال علاقاته مع إيلي حبيقة، وهو حالة فردية لا تمثل أهالي الكحالة، الذين اجتمعوا في الكنسية في تشييع بجاني لعدم إفساح المجال للكتائب والقوات من الإستثمار سياسيًا في التشييع، إضافة الى وجود المطران بولس عبد الساتر الذي هدأ الناس ونزع فتيل الفتنة، ليلقى ردًا من الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، الذي أكد عدم وجود مشكلة مع أهالي الكحالة فضلا عن المسيحيين وسائر اللبنانيين.
ويؤكد المصدر على أن حادثة الكحالة انتهت لأنها حادث عرضي، فالسلاح ونقله وتجهيزه هو جزء من عملية المقاومة، وهي عملية لن تتوقف في إطار عملية تراكم القوة التي يقوم به حزب الله مقابل العدو الإسرائيلي، خاصة مع تعاون الجيش اللبناني مع المقاومة في إطار شرعية السلاح.
في المحصلة، يبدو أن أهالي الكحالة لو أرادوا أن يقتلوا من في القافلة لفعلوا، خاصة مع السلاح المتفلت بين جميع اللبنانيين، وهذا ما يمكن ترجمته بعدم قدرة وسائل الإعلام الفتنوية من التأثير على مزاج الشباب اللبناني عبر جرهم الى حرب لا تنتهي مثل الحرب الأهلية والتي جلس قادتها على كراسي الحكم.