الكافيين المحلى مع القهوة.. دراسة تكشف مدى تأثيره

القهوة ليست مجرّد مصدر للكافيين فحسب؛ فهي أيضاً واحدة من أكثر المشروبات المُضافة إليها السكّر أو المحليات الأخرى، سواء بشكل مباشر أو من خلال مشروبات القهوة الجاهزة. لكن هل تساءلنا يوماً عن تأثير هذا الثنائي الديناميكي الكافيين-السكر على صحتنا الجسدية والعقلية؟

تكشف دراسة حديثة أسراراً جديدة، إذ أجرى فريق بحثي تجربة مبتكرة على الفئران، مقدّماً لها خليطاً يحتوي على نِسَب دقيقة من الكافيين (0,1%) والسكّر (0,1%)، وهي جرعات مدروسة لتحقيق نتائج علمية من دون أن تكون مفرطة أو قريبة من الجرعات البشرية المعتادة. النتائج كانت مفاجئة: تغييرات كبيرة في دورة النشاط اليومي للفئران، فزادت دورة الساعة البيولوجية لديها لتتراوح بين 26 إلى 30 ساعة بدلاً من 24 ساعة الطبيعية.

وظهرت أنماط سلوكية غير مألوفة، مثل زيادة النشاط النهاري. تأثير مزدوج على الدماغ الكافيين معروف كمُنبّه قوي يؤثر على الساعة البيولوجية عبر تثبيط مستقبلات «الأدينوزين» في الدماغ، ممّا يعزز اليقظة. لكن عند إضافة السكّر، يحدث تفاعل مختلف.

في الدراسة، لُوحِظ أنّ السكر عزّز تأثير الكافيين عبر آليات مرتبطة بتنشيط إشارات الدوبامين، الناقل العصبي المسؤول عن الشعور بالمكافأة والتحفيز. ليس مجرّد تأثير لحظي ما يجعل النتائج مهمّة هو أنّ تأثير الكافيين والسكر لم يكن لحظياً فقط، بل امتدّ ليُحدث تغيّرات مستدامة في السلوكيات اليومية، وأبرزها:

1- القهوة المسائية ليست صديقة للساعات البيولوجية، إذ يمكن أن تؤدّي إلى اضطراب كبير في إيقاعنا اليومي لا يقتصر فقط على تعطيل النوم، بل يتعدّاه إلى التأثير على الساعات الطرفية في أعضاء الجسم مثل الكبد والكلى، ممّا يؤدّي إلى اضطرابات في التمثيل الغذائي وزيادة خطر الإصابة بأمراض مزمنة مثل السمنة والسكري.

2- الإفطار هو المفتاح: إذا كنّا لا نستطيع الاستغناء عن جرعة الكافيين اليومية، فإنّ تناول القهوة مع وجبة الإفطار قد يكون الخيار الأمثل، لأنّه يمكن أن يساعد في تحسين اليقظة وتقليل الآثار السلبية للوجبات غير الصحية.

3- إدمانٌ ناعم: الكافيين والسكر قد يشكّلان معاً نوعاً من «الإدمان الناعم»، إذ يعزّز السكر تأثير الكافيين في الدماغ، ممّا يجعل المشروبات المُحلاة مصدراً للشعور بالمكافأة والتحفيز، فيدفع ذلك البعض إلى زيادة استهلاكهم من دون وعي.

متى وكيف نشرب القهوة؟

– تجنّب القهوة مساءً بعد الساعة

– اختيار القهوة غير المُحلّاة أو تقليل السكر المُضاف.

– تناول القهوة كجزء من الروتين الصباحي لتعزيز الإنتاجية من دون تأثيرات سلبية على النوم.

ساندي بو يزبك- الجمهورية