الاخبار الرئيسيةالصحافة اليوممقالات

القوى «السيادية» تجاهلت تصريح أورتاغوس!

القوى «السيادية» تجاهلت تصريح أورتاغوس!

كتبت جريدة “الأخبار”:

التزمت غالبية الكتل السياسية الصمت حيال توجيه الموفدة الأميركية مورغان أورتاغوس، من على منبر القصر الجمهوري، عبارات الشكر لإسرائيل على «هزيمة حزب الله»، وتدخّلها في من يجب أن يتمثّل في الحكومة.

شكر أورتاغوس لإسرائيل على شنّها عدواناً قُتل فيه أكثر من سبعة آلاف لبناني لم يحرّك القوى «السيادية» كحزب القوات اللبنانية وبعض النواب «التغييريين». فوفق مسطرة هؤلاء، يحق للولايات المتحدة ما لا يحق لسواها من التجاوزات. وإلى جانب بعض بيانات الاستنكار من قوى حليفة للمقاومة، فإنّ قلّة خرقت الصمت، وأجابت على اتصالات «الأخبار»، فيما خرج معظم «السياديين» و«المستقلين» عن السمع، فأقفلوا هواتفهم، أو امتنعوا عن الرد. فيما حرص كثر، رغم إدانة كلام أورتاغوس، على وزن كلامهم بميزان ذهب.

النائب ملحم خلف استهجن تصريح أورتاغوس «المستنكر كونه يمسّ بالكرامة الوطنية»، مستغرباً أن يصدر عن «ممثّلة دولة عضو في لجنة الإشراف على تطبيق القرار 1701». فيما اعتبر النائب ياسين ياسين أنّ تصريح أورتاغوس «لا يمثّلنا، والعدو الصهيوني أكّد عداءه للإنسانية وليس لفلسطين ولبنان فقط»، مضيفاً: «ما أوصلنا إلى هذه الكارثة هو فساد المنظومة السياسية التي رهنت لبنان للخارج ودمّرت مؤسساته.

كفاكم عبثاً واتركوا هذا الشعب يقرر مصيره». وفيما «تبنّى» النائب ميشال الدويهي بيان رئاسة الجمهورية التي اعتبرت أنها «غير معنية ببعض» ما صدر عن الزائرة الأميركية، اعتبرت نجاة صليبا أن «الاحتلال الإسرائيلي لم يجلب لنا إلا الموت والدمار، ولا يمكن أن نشكره على معاناتنا»، داعية الرئيس المكلّف إلى «التمسك بالمعايير التي وضعها لنفسه في عملية التأليف، من دون الحاجة إلى إرضاء أي طرف كان». وشدّد النائب فراس حمدان على أنّ «السيادة الوطنية فوق كل اعتبار والتمسك بها حق وواجب غير خاضعيْن للمساومة أو التجزئة. أي مسّ بها مرفوض حتى لو أتى من دولة عظمى».

واعتبر أنّ «الاسترسال في كيل المديح للعدو الإسرائيلي من على أرفع منابرنا، مع السكوت عن جرائمه الأخيرة تدميراً وقتلاً وتهجيراً بحق بلدنا وشعبنا، هو تصرف وقح ومدان»، مؤكداً أنّ «تشكيل ‎الحكومة هو اختصاص الرئيس المكلّف بالتشاور مع رئيس الجمهورية. وإذا كنا نرحّب بدعم الدول الصديقة لجهودنا الوطنية في إعادة بناء المؤسسات، فلا نقبل أن تقوم جهة خارجية بالتدخل في أحقية طرف لبناني في التمثّل في الحكومة من عدمها، حتى لو كنا على خصومة سياسية معه داخلياً. أما موقفنا كلبنانيين، لجهة التمسّك بحصرية ‎السلاح فهو ثابت».

لكنه أضاف: «أما المضحك المبكي فمواقف بعض القوى السياسية التي عبّرت عن استنكارها لتصريحات أورتاغوس فيما كانت بالأمس القريب توقّع اتفاقيات سلفها عاموس هوكشتين».

وفيما لم يصدر أي بيان عن حزب الكتائب، قالت مصادر كتائبية لـ«الأخبار» إنّ الحزب «ضد استخدام منبر الرئاسة للانتقاص من قيمة أيّ طرف لبناني»، ورأت أنّ «بيان رئاسة الجمهورية التوضيحي أراح اللبنانيين بشكل أنّه يحق للجميع التعبير إنّما السيادة يعبّر عنها ويجسّدها رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المكلّف».

من جهتها، اعتبرت مصادر في «التيار الوطني الحرّ» أن «ما سمعناه ليس مفاجئاً، إذ إن احترام سيادة الدول مبدأ للتعليم النظري لا للتطبيق. وليس جديداً أن التدخّل في الشؤون الداخلية للدول هو نهج الأقوياء في التعامل مع الضعفاء. وحدها الشعوب القوية بوحدتها قادرة على الأقّل أن ترفع صوتها».

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى