القوى الروحانية 7
كتب د د. عصام العيتاوي:
بما ان لكل مخلوق خالق، وإن لم نتخذ اولأ ابتداء للخا لق ( رقم واحد ) ، إلا أن التسلسل العددي صعودأ لن نصل الى اللانهاية ، بل من المستحيلات ان نصل لامكانية الزيادة على العدد الأخير … وبما ان العد العكسي العددي يرجع دائمأ الى الواحد الرياضي البحت.
اذن ان لهذا الخلق الذي نحن فيه خالق لا محالة، بغض النظر عن المقولة الديكارتية او من باب نقدها اذ يقول : ( انا افكر اذأ انا موجود ) ، والتي يمكن ان نقولها معكوسة تمامأ : ( انا موجود اذا انا افكر ، او موجود مفكر )، والدليل على ما اقول : كيف يفكر من لم يكن موجودأ اذ الوجود اساس التفكير… ؟! .
لان العقل قوة روحانية ،لا مادية ، لا يحتاج الى حيز به يوجد، لذلك هو من الموجودات الروحانية و قواها الأساسية لكنه لا يعادل ولا يماثل الروح مطلقأ؟ باعتبار انه خلق روحي مستقل عنها كليأ في دائرتها الجزئية وليس روح ولا تسشابه بينهما ، وهناك فرق بينه وبينها ، لا داعي للخوص فيه يكفي انه مخلوق كما ذكرت ، انما الروح نفخ من الخالق مباشرة لا خلق… ؟ مصداق قوله تعالى للملائكة : ( اذا ما سويته و نفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين؟… ) ،ولا ريب ان الخلق المستقل ليس كالنغخ… ؟!؟!؟!
وكما جاء في الحديث القدسي : اي قول الرسول ص عن الله جلا جلاله ، خارج النص القرآني الكريم ، ( في كتاب اصول الكافي ) ان الله اول ما خلق العقل ، واذا كان الحديث عنه باول خلق : يعني قبل ابينا آدم اول البشر عليه السلام … وهذا يعني في التحليل ان اول الشيئ اهمه ، ووجوده ضرورة و حاجه لما بعده، وإلا انتفت عنه الاوليةوالبناء ؟ ثم قال الله تعالى له: ( اقبل فأقبل ، ادبر فأدبر ، ثم قال : وعزتي. جلالي ما خلقت خلقأ اعز علي منك ، فيك اثيب وفيك اعاقب وبك آمر وبك أنهى وما اكملتك الا في من احب ؟!؟!؟!…) ، وهذا دليل قاطع ان العقل هو مدار المرجع القريب من الداخل للإنسان و به يسمى الانسان انسانأ ويختلف عن بقية الحيوانات ( كنوع ) و المخلوقات كلها.
اي عندما يوجه سبحانه وتعالى كلامه اليه ، فانما يوجهه ( العقل نفسه ) ، بغض النظر عن الحامل له ، وبما انا جميعأ نختلف عن نوع الحيوان به ، اذا نحن جميعأ نمتلكه على السواء من ناحية الخلق…و نتساوى بقسمته من حيث الوجود بيننا.
اذن هو المسؤول عنا وعن اعمالنا ، و نحن مسؤولون به امام خالقه او ما يمكن ان نسمبه اعتبارأ( العقل المطلق ) تعالى الله علوأ كبيرأ سبحانه تعالى ، ولو كان الاطلاق يعني لا نهائي سرمدي ؟ …
و بما هذا العقل الموزع نسبيأ بالتساوي فينا وفاقأ لركن من اساس الدين ( العدل ) بين الجميع ، الا ان القول السابق به : ما اكملتك إلا فيمن احب… دليل على انه تعالى يحب من عباده ما هو اقرب بطاعة اليه بعد التكليف ، ولا شك ان محمد ص لقبه حبيب الله ، اذا عقل محمد صلى الله عليه وآله وسلم كاملأ. و بما أن رسول الله محمد ص يحتل اقرب الدرجات القريبة منه تعالى، اذ جعل الاسلمة مقرونة بإسمه سبحانه و بمحمد ص بقوله تعالى 🙁 لا اله إلا الله محمد ص رسول الله ) ،وهذه الجملة تعني الدخول في الاسلام . و قد قدمه على سائر الانبياء والرسل وختم به رسالته القرآن الكريم ، كما جعل قولها حدأ فاصلأ بين الحق والباطل ، كما قال تعالى عنه في كتابه الكريم : ( لا ينطق عن الهوى ان هو إلا وحي يوحى) ، والوحي وهو الكلام مع النبي بسرعة زمنيه قليلة ، اما اية قرآنية ، او حديث قدسي خارج اطار النص ، وهذا ما اشرت اليه في بداية المقولة .
وعليه فإن رسولنا محمد ص ، بما انه قرن ( القاف ضمة ) مع من ارسله ، وهو احب الخلق اليه ، وبما ان اكمال العقل كما جاء( ما اكملتك إلا فيمن احببت ) فالرسول ص عقله تامأ كاملأ. لذلك لا ينطق عن ( الهوى). فهو دائما على صواب و معصوم عن الخطأكليأ ، و يمكن الاضافة هنا بشكل وجيز يمكن التوسع به إن اردنا… ان كل من يأخذ عنه ويعمل بآياته واقواله حرفيأ ، ويعمل مثله تمامأ يصبح مثله في العصمة ؟ وهذا الأمر مباح لاي انسان ( بشرطه وشروطه ) اي ان يكون مثله تمامأ ويعمل اعماله تمامأ… مصدافأ للحديث القدسي 🙁 عبدي اطعني تكن مثلي او مثلي ( المبم الثاء فتحة) اقل للشيئ كن فيكون تقل للشئ كن فيكون ) وهي اية الكينونة؟ اما كان رسول الانسانية ص يستطيع ذلك ام لا ؟؟؟؟ … ومن يأخذ عنه فهو مثله من الناس اجمعين ؟ فكيف بأهل بيته الذين اخذوا عنه حرفيأ وعملوا بما اخذوا حرفيأ ، إلا ان يكونوا مثله ، وهو معصوم ص عن الخطأ او التفكير به ،ان يكونوا هم ايضأ معصومون كذلك.؟! وهذه العصمة مباحة لكل من يريدها، وليس حكرأ عليهم فقط؟!؟!.