القوى الروحانية 6
كتب د. عصام العيتاوي:
الانسان من حيث الوجود الجسدي عظام ولحم ودم وجلد، و من حيث القوى اثنان ،الاولى جسدية تتمثل بالأعصاب والعضلات وقواهما اللتين تتمظهران في الحركة والدفع واللتان تقومان بمختلف انواع الاتجاهات ، نحو تحقيق الحاجات و الغرائز ، تلبية لواقع الحياة اليومية لكل ً فرد منا . اما الثانية والاهم و هي القوى الروحانية التي تقوم عليها الاجساد و تتضمن القوة النفسية، لذلك اقول القوى الروحية بالجمع لوجود علاقة متينة بين الروح والنفس ينتج عنها وبتفاعلاتها قوى لا يمكن فصلها او معرفتها كليأ، لا علميأ ولا معرفيأ ، انما يمكن ملاحظتها استشرافيأ واستشراقيأ ، وهي فوق العلوم كلها معرفيأ ، بدرجات ورتب ومنازل … مصداقأ لقوله تعالى : ( وما اوتيتم من العلم الا قليلا ).
اذن بالقوى الجسدية نحيا وننموا ونتغير من حال الى آخر ، الخصها بثلاث، طفولة شباب كهولة… ولكل منها في كل يوم صورة لا إكتمال لها على الدوام متحركة ومتغيرة الشكل و التشكيل لا نهائية التكوين…( وهي ما يعبر عنها في علم البيولوجيا ، موت خلايا وولادة آخرى دائمأ على مر الزمن ) ، حتى أن الصورة النهائية لنا قبل موتنا مباشرة ، والتي تثبت في مخيلات و اذهان اولادنا و إخواننا وأصدقائنا و معارفنا ، هي الصورة المتبقية لنا بعد موتنا عندهم جميعأ،و هي غيرها في نهاية حياتنا الدنيوية،وحتى بعد الموت اذ يقول العلم : ان بعض الاعضاء يتغير شكلها وتستمر بالكبر في قبورنا مثلأ ( الاذنين ، و الانف … ). اما الجسد الذي يبدأ بالتحلل، علمه عند خالقه متى ينتهي ، ان كان له نهاية والدليل على ذلك وجود جماجم بشرية من قديم الازمان حتى اليوم و لم تتحلل …؟ وهذا مصداق قوله تعالى: ( كما خلقنا اول خلق نعيده) ؟؟ تعود تلك العظام الى اعدة تركيبها من القوة الروحية ؟؟؟ و من العلماء المختصين بالبيولوجيا والاركيولوجيا و الانثروبولوجيا) ربما يعلمون القليل عن تلك الحالة ، لكن يعرفون كلها؟؟؟ كلا و الف كلا … لا ، لا شرقأ ولا غربأ ، ومن شاء ان يتحقق من ذلك فاليتقدم… الى هذه المختبرات الحديثه وليتخذ من يشاء ازرأ له ولعلمه؟؟؟.
والشيئ المسيطر والمحير للعقول اجمع ،ومن بينها العقل الكلي المجرد ، الذي يبحث عن الحقيقة في اعماله و اطاراتها او شبهها تمامأ او نصفها او اقل من ذلك…مع الاحترام لمقولات الفلاسفة و اشهرهم باعأ في هذا المجال ، هل يستطيعون ان يفلسفون ، او العلماء العلمانيون ؟ ان يقولون لنا كيف تدمج القوى الروحانية مع القوى الجسدية المادية… وعن كيفية تغاعلها حتى تعطينا هذه الصورة في الكمال الخلقي( نحن وغيرنا من الحيوانات ) المتحققة( الخاء فتحة)؟؟؟؟ ، او بل على الاقل كيف يتم فصلهما عن بعضهما الروح والجسد ؟! .
واذا اردت ان اعطي مثلأ حيأ معاصرأ ،وهو ليس بإنموذج دال ولا مساعد على هذا الامر ، لنأخذ مثلأ بسيطأ: يمكن العمل به عليه في المختبرات العلمية) مادة التحنيط الموجودة تحت ايدي علماء الاحياء والمنتجة ايام الفراعنة من حوالى 5000 آلاف عام هل أجادوا تحليلها او عرفوها حتى الآن . . . ؟؟؟
اذن ما هذا الكبر و التكبر عند صغار المتعلمين و اكثر العالمين والعلماء اجمعين ، ان يدعوا ( الدال فوفها شدة ) بما ليس فيهم اغلب الاحيان ومع تلامذتهم عند التكلم عن الم جهول وما وراء الطبيعة بطريقة شبه جادة واحيانا جدية. . . ؟؟؟ ركيف يجزمون بما لا يوقنون ، او يوقن البعض منهم لا يقر بذلك ان ما بعد الطبيعة يوجد قوة روحية اسمى من التي فينا خلقت وكونت وجعلت ،وخلقها وتكوينها وجعلها ، انما يكون كما جاء في القول القرآني الكريم ( كن فيكون) .