القوى الروحانية( 2)

القوى الروحانية( 2)

كتب  د. عصام العيتاوي:

خلق الانسان من تراب، وكان في وضعية افقية مسطحأ على الارض وبقي مدة زمنية لا يعلمها الا الله سبحانه وتعالى، وخلقه من الارض معجزة بحد ذاتها ان يخرج من الميت حي ، وهي متعلقة بوجود ألنبي آدم عليه السلام ابو البشر ، ومن ثم أمناا جميعأ حواء ، وهاتان المعجزتان غير متعلقتان بالارض التي نعرفها يذاتها ، نظرأ لما فيها من الكائنات الحية الكثيرة والبكتيريا المخلوقة منه تعالى وغيرها بل بالتراب نفسه بغض النظر عن ما فيه ؟

وبعد فترة في علم الله وحده ، نفخ فيه من روحه فاستوى فورأ قائما واقفأ عاموديأ على رجليه شاكرأ ربه على نعمة وجوده . وهذا مصداق قوله سبحانه ( واذ قال ربك للملائكة اني جاعل في الارض خليفة فإذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين…) ، ونستدل من هنا ان هناك مرحلة زمنية معينة بين التسوية الاولى و نفخ الروح فيه، وفيه اي الروح وهي القوة القادرة على وقوفه وتحركه تنقله في الزمان والمكان حيث يريد ،و هو دائما على هذه الكيفية طالما الروح ( وهي القوة ) موجودة فيه ، فإذا توفاها الله ( والتوفي هنا ليس الموت ، بل بمعنى انها اخذت ما اعد الله لها سلفأ من قوتها، الكم الغذائي والمائي والهوائي وبنفاذ هذه الكميات يعني انه توفاها حقها من هذا الرزق، لا بمعني اماتها؟ ). باعتبار ان التوفي للرزق ؟ غير التوفي بالموت ؛ لاعتبارين: الاول انها نفخة منه تعالى باقية ببقائه والثاني ان الروح مستحيل ان تموت ، انما الموت يقع على الجسد فقط ؟ وتبقى هي مع ربها وهو الحي القيوم .

وبما انها لا تموت ، ومستحيل ان تموت ؛ لانها منه فهي تنتقل من حال الى حال فقط في عوالم اعدت لها ؟ اي تخضع لعملية خروج من داخل الجسد الى خارجه في حالتها الحالة بها الى عالم آخر ،( انما يقينا ليس كما يقال تقمصأ كما في اكثر مذهب؟ ) ، وبذلك يرجع الجسد الى حالته الاولى ممددا افقيأ على الارض وفيها ترابأ كما كان اول مرة ، وتعود الروح هذه القوة الكلية في اطار جزئيتها الى وجودها المستقل المنفصل الجزئي من الروح الكلية اللانهائية الابدية السرمدية في الدائرة الاوسع المطلقة التي منها نفخت؟؟؟

وهذا ما يؤسس لحياة ثانية( قبل وبعد يوم القيامة) عندما تقوم الاجساد والارواح سوية الى حالتها العامودية بعد تمددها افقيا كما كانت اول خلقها من تراب بعد نفخ الروح فيها و شكلها الحيوي الشابي ، وهي المرحلة الاقوى في حياة الانسان عامة . وهذا دليل على الحياة والعيش الذي لا موت معه ، وهو المعبر عنه في القرآن الكريم بمصطلح: ( الحيوان ) ، اي الحياة التي لا موت معها أبدأ.

و هذه القوى الروحانية لاتوصف ،لانها لا ترى بالعين المجردة ولا بمجهر ، لا تحس ( التاء ضمة ) ، انما وجود ترى آثاره في وجود ، وجود الانسان وحركته المستمرة ومن خلال نبضات قلبه الدالة على حياته ؟ ونيتطبع القول بكل تأكيد رياضي بطريقة اخرى: ان قدرة وقوة النظر التي يتمتع الانسان بها ، هي اقل من ان تدرك الروح الا بحالة واحدة فقط ؟؟؟ وهي ما عبر الله عز وجل عنها في القرآن الكريم في حالة الموت؟ قائلأ: ( ولقد كنتم تمنون الموت من قبل ان تروه. و لقد رأيتموه وانتم تنظرون) وهو في حالة النزاع الأ خير من العمر ؟ اي اللحظة الأخيرة بين الحياة وفراق الروح بالموت . ذلك عندما ينقلب النظر الى قوة ترى الروح مباشرة… مصداق قوله تعالى : ( ولقد كنتم تمنون الموت قبل ان تلقوه ولقد رأيتموه وانتم تنظرون ) .وكما جاء في نهج البلاغة للإمام امير المؤمنين، ان العين هي آخر الاعضاء التي تموت من الانسان ، ولهذا ترى العين عندها بما اعطيت من قوة الروح ، ولذلك تبقى بعد الموت مفتوحة ، فيغلقها الحي القريب للميت .قال تعالى : ( فكشفنا عنك غطاءك ( ما خفي عنك من قبل ) فبصرك اليوم حديد ) ، زيادة حدته ؟؟؟

أما تقر ايها القارئ معي في القوى الروحانية انها سوف ترجع مرة ثانية الى الحياة ، انه على كل شيئ قدير. كما احيانا قبل ان تكن، قادر ان يعيدها، ؟ فإرادة الإعادة اسهل بكثير من ارادة الوجود اصلأ ؟؟؟ و قد من الله سبحانه على من يريد من البشر ( اي الكائن البشري هو الذي يريد ) وفاقأ للحديث القدسي الذي يقول : ( عبدي اطعني تكن مثلي ، اقل للشيئ كن فيكون ، تقل للشيئ كن فيكون ) . اما احيا النبي عيسى ع ( السيد المسيح ) الموتى في القرآن الكريم ،وشفى الابر ص والأكمه… فسبحان الله عن ما يصفون… ؟

Exit mobile version