القوى الروحانية 15
كتب د. عصام العيتاوي:
في الحلقة ال 14 وصل المقال على ان العوالم التي تمر بها روح كل منا ستة عوالم ( جمع عالم)
كما جاء في( كتاب الحلقات الذهبية) للشيخ محمد حسن القبيسي رحمه الله بالتسلسل ، ثلاثة منهم لم نعايشهم بتجربتنا ، عالم الذر ،عالم البرزخ، عالم الآخرة. أما عالم الدنيا ، عالم الاصلاب ، عالم الارحام ، فنعرف ما تيسر عنهم ؟ عبر الأيات الواردة إلينا من القرآن الكريم.
إذن تتعادل معرفتنا بين العوالم الستة مناصفة بينهم بالإجمال وهم تسلسليأ ما يأتي : 1- عالم الذر، 2- عالم الاصلاب، 3- عالم الارحام ، 4- عالم الدنيا ، 5- عالم البرزخ، 6 – عالم الآخرة ( القيامة).
وباختصار لماذا ذكرت هذه العوالم ؛ لان القوى الروحانية تنطلق من العالم الاول و تمر باربعة منها حتى تصل في نهايتها الى مثواها الاخير عالم الآخرة.
وسوف القي بعض الضوء على كل منها مما تقدم في القرآن الكريم مرجع الحضارة و الثقافة الاسلامية
البحتة عالميأ…
اولأ : عالم الذر
وهو عالم وجود الارواح ؛ لان الله تعالى خلق الارواح قبل الاجساد ومن ثم نفخ فيه من روحه، حيث خلق ابونا النبي آدم ع حيث خلقه وقال : ( واذ اخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريته واشهدهم على انفسهم الست بربكم قالوا بلى شهدنا ان تقولوا يوم القيامة انا كنا عن هذا غافلون) سورة الاعراف آية 172 ، و هذا يعني انه تعالى بعد خلق الروح جعلها في ظهر نبينا آدم ع …
ثانيأ عالم الاصلاب
و بعدها جعل الذرية في صلب كل فرد من بني البشر من الذكور . بعد نزول ابوينا آدم وحواء من جنتهما التي كانا فيها الى عالم الدنيا.
ثألثأ : عالم الارحام
المعلوم اننا كلنا بعد ان كنا في صلب ابينا آدم تكررت الذرية في كل أفراد البشر واصبحنا احوج ما نكون الى اماكن مهيئة للولادة ، باعتبار الزوجية قانون عام في القرآن الكريم للتكاثر الذرية مصداقأ لقوله تعالى : ( و من كل شيئ خلقنا زوجين لعلكم تذكرون ) سورة الذاريات آية 49. فالبناء الذراري مبني على الزوجية في كل الموجودات الحيوانية والنباتية ، وهذا يعرفة الخلق لا ريب فيه ، حتى الانتهاء من الدنيا بالرفع الى السماء او البقاء في الارض كما حصل للسيدين الخضر والياس عليهما السلام ، وهما ما زالوا احياء في الارض. والسيدين ادريس وعيسى ( السيد المسيح ) عليهما السلام في السماء…و التوفى المقصود منها توفي الرزق للإنسان في الحياة ، اما الموت فمتعلق بجسده فقط اما روحه تنتقل حية من عالم الى عالم مباشرة كانتقالها من عالم الدنيا الى عالم البرزخ ، ومن ثم الى عالم القيامة الآخرة … مصداق قوله تعالى في سورة الطارق ، الآية 7: ( يخرج من بين الصلب والترائب ) اي صلب الرجل و ترائب المرأة ، وهنا تتجلى افضل المساواة بين الرجل والمرأة في صناعة الانسان ، يا لها من مساواة تعلو عن كل ما قدمه وبذله الناس عامة في العصور الماضية ،عدا عصر الظلمات الذي كانوا لا يعلمون ان الروح التي في المرأة : اني شيطانية ام انسانية . وفي العصر الحديث مهما قدمت البشرية من اجتهادات في المساواة بينهما ، وستمتد الى نهاية الدنيا.
رابعأ عالم الدنيا.
ليس بحاجة الى الكلام فيه إلا ما قل ودل ، لعلم الجميع فيه كل على قدر علمه وتجاربه الشخصية الدالة له شخصيأ. ولمعارفه من الناس على مختلف درجات قربه منه … لكن ما تجب الاشارة اليه ان جميع الناس تسعى الى امتلاكها والعيش الكريم في المنازل الفخمة والفيلات والجنينات و.الاولاد الاموال والسلطة و حب النساء والذهب والفضة و. و. و. .. مصداقأ لقول الله عز وجل في سورة الحديد ، الآية 20: ( اعلموا انما الحياة الدنيا لعب ولهو و زينة وتفاخر بينكم وتكاثر في الاموال و الاولاد كمثل غيث اعجب الكفار نباته ثم يهيج فتراه مصفرأ ثم يكون حذامأ وفي الاخوة عذاب شديد ومغفرة من الله ورضوان وما الحياة الدنيا الا متاع الغرور) ، وهكذا ينتقل الفرد منا عن ما كان يعمل ويجمع من حطام الدنيا قهرأ عنه ، تاركأ حتى هوبته ودينه ومذهبه وكل من كره واحب…
خامسأ : عالم البرزخ
بعد موت الجسد وانفصال روحه عنه ، تذهب مباشرة الى عالم البرزخ مصداقأ لقوله تعالى في سورة المؤمنون ، الاية 100 : ( كلا انها كلمة هو قائلها ومن ورائهم برزخ الى يوم يبعثون ) . والبرزخ هو الفاصل بين سيئين قد يكونا من نفيس الموجود كما جاء في القرآن الكريم : ( مرج البحرين يلتقيان بينهما بزخ لا يبغيان ) ، سورة الرحمن ، آية 19 – 20. اذن يمكن القول : البرزخ ما يفصل بمقدار بسيط جدأ حتى بين عالمين مختلفين ،لكن لا تستطيع طاقة بصرنا وبصيرتنا على رؤيتها ، وكما اطن شخصيأ هكذا بين كل العوالم المذكوره في مقدمة الحلقة.
سادسأ : عالم الآخرة
وهي آخر عالم تنتقل ( التاء في اول الكلمة ضمة) اليه القوة الروحية الموجودة فينا اليه ، يوم القيامة ، بعد نهاية دولة وحكومة القائم المهدي الثاني عشر من الائمة الهادين المهديين من ذرية نبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم ، عجل الله فرجه الشريف وجعلنا من انصاره واتباعه والمستشهدين بين يديه.. كما استشهد اجداده وآباؤه والرسل والانبياء من قبله وحسبي اؤلئك رفيقا، مصداقأ لقوله تعالى في سورة ياسين ، الآية 51: ( ونفخ في السور فإذا هم من الاحداث الى ربهم ينسلون ) ، ( قالوا يا ويلنا من بعثنا من مرقدنا هذا ما وعد الرحن وصدق المرسلون.) .
وهناك اما جنة خالدة للأرواح والاجسار وكل بروحه ونفسه وجسده الاساس ، والذي نتمناه لانفسنا والمؤمنين والمؤمنات والمؤمنين بها ، او جهنم نا حامية وقودها وقودها الناس والحجارة اعدت للكافرين بها.
أعاذنا الله جميعأ منها ، وجعلنا من الناجحين الفايئزين في امتحاننا واختبارنا في دنيانا الفانية، انا لله جميعأ وانا اليه يومأ راجعون.
د. عصام العيتاوي