الاخبار الرئيسيةمنوعات

القوى الروحانية 12

القوى الروحانية 12

كتب د .عصام العيتاوي:

هي الاولى والأولى في اهلية الحركة والتحرك والتخطيط والتصميم لكل ما يبتغيه ويوده الانسان للحصول عليه ، في الحياة الدنيا وما بعدها الآخرة، لمن آمن بها وصدق بما جاء في الكتب السماوية الثلاثة وخاتمهم القرآن الكريم؟؟ .

اما ألجسد المتمثل بالمادة الترابية ، لولا القوى الروحية لا يقدر على شيئ اطلاقأ ولا حول له ولا قوة.، ولايعتبر إلا كم حطامي لا يلبث ان يتحلل بعد تركه منفصلأ عن الروح ، او دفنه في التراب او في غير ذلك عند من لا يعتقد ان الدفن بغير طريقة ، في الخشخاشة او الحرق ؟ ، مع ان جميع الناس يؤمنوا بمواراة الجثث خوفأ من تأثيرها رائحتها على الاحياء ان بقيت دون مواراة او دون ذلك. بما في ذلك الإحراق عند من يؤمن به ،وكب رماده في قنينة مقفلة في نهر الغنج. ؟!

اذن لا دور و وظيفة للقوى المادية ، إلا بالقوى الروحانية المحركة فهي التي تحرك اربع اشياء في الانسان تعتبر شبه منها ، وإن كانت في الواقع غير ذلك: ( النية- العزم و الضمير والإرادة ). و اربعهم من المعيايير البحت روحية ، انما متعلقاتها تظهر في القوى الجسدية المتمثلة خاصة باليدين للمساعدة او البطش ، والرجلين للثبات او الاقدام او الهرب وحركة الرأي والجسد… وهم الدعائم الاساس لكافة اعمال الجسد مصداق قوله تعالى عز وجل : ( يوم تكلمنا ايديهم وارجلهم وجلودهم عن ما كانوا يعملون) ، اذ الانسان مسؤول عن ما كان يعمل اي اعماله الارادية ، لا ما كان يفعل لماذا؟… لأن العمل لا يقوم ألا بنية وعزم و إرادة مهما كان صغيرأ او كبيرأ، لفظيأ او عمليأ، و حتى في نية العمل الصالح ،لو لم يقم فيه الانسان فعليأ يعتبرها الله له حسنة او حسنات بحسب النية ، بينما في نية للعمل السيئ ، فان لم يعملها لا يعتبرها الله سيئة، وهذا من نعم الله على خلقه ولطف منه بعباده…

وبين العمل والفعل بون كبير : فالعمل بنية سابقة فهو مقصود العمل محاسب عليه ، أما كل ما ليس بنية فهو فعل يقع دون قصد ، فلا حساب عليه… مثلأ عليه احدهم عطشان يريد ان يشرب حمل الكأس او الإبريق فجأة وقبل ان يشرب وقع منه الكأس او الإبريق هذا فعل وليس عمل ، اولأ : لم يشرب و ثانيأ لم يتحقق العمل المقصود. لذلك لا يحاسب عنه، ومثل آخر اكثر ايلامأ احدهم يصوب نحو علام معين في بندقية صيد ، وبدل ان يصيبه اصاب كائنأ حيوانيأ عرضأ من الانس او الحيوان غير قاصد ذلك ، لا يحاسب عليه لأنه فعل وليس عمل مقصود بنية أيضأ، والله اعلم بالنوايا.

وعليه إن اعمال الإنسان غير متروكة دون حساب ،الحسنة منها بعشرة والسيئة بواحدة ، فكلاهما ينزلا معه في قبره وهما الثقالان الاكبر له ؛ لأنه يفعلهما بغاية النية والعزم والإرادة الشخصية ، فإما ان يؤنساه في وحدته او يوبخاه ،اذا زادت سيئات احدنا على حسناته والعكس صحيح وهذا مصداق قول الله سبحانه وتعالى: ( فمن ثقلت موازينه فهو في عيشة راضية ( موازين الحسنات ) و من خفت موازينه فامه هاوية ( سيئاته ،و هاوية النار ) .يوم الآخرة وكل الناس تعتقد باليوم الآخر ، إلا الماديون .

فلماذ لا نترك الدنيا دنيانا ونحن مرتاحون لاعمالنا الحسنة ونترك كل السيئات؟ فنرتاح في قبورنا اولأ التي كما جاء في الحديث : ( اما روضة من رياض الجنة ، او حفرة من حفر النيران) ، وثانبأ نربح آخرتنا وهب دار القرار.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى