القوى الروحانية 10
كتب د. عصام العيتاوي:
المعجزات هي فوق استيعاب العقل ، اي التي هي خارجة عن النطاق المتعارف عليه و الشائع بين الناس … لكن هي اقرب الى الذهن من الميثولوجيا ( الاساطبر ) ، فالاولى: لها جانب معجزي من جهة واحدة ،وهي تصدر و نكون بعلم الله تعالى، أنما الثانية: الاسطورة فهي من صنع الانسان وفيها عادة عدة اوجه إعجازية فوق تناوله عقليأ ، وهي تمثل تاريخ قوم ما في زمن ما ؟ يتوارثها شعبها عن بعضه البعض يعبر بها عن بطولاته الخارقة لكل اعتبار ؟ . وقد تكون من صنع انسان واحد ( كملحمة غلغامش مثلأ، او من آحر وزاد عليها افراد آخرين مع الزمن؟
ومر معنا ان القوى الروحانية التي اشرنا اليها والتي نعرف القليل عن صفاتها وقواتها و قدراتها منها : العقل، الروح، النفس( في الانسان) ، الجن ،( في الارض عليها وتحتها ) الملائكة. ( في السماء والهواء. ؤالارض) خمسة اسماء على مسمياتها وكل له صفاته الخاصة به.
ولنأخذ في هذه المقالة صنفين من مخلوقات الله سبحانه: المكان والزمان.٫ فاللأول يقاس بالسنتتمتر والثاني بالثانبة. وكلاهما واقعأن غير ثابتان لأنهما في وعلى كوكب الأرض اختصاصهما وقانونهما واعتبارهما ، مصداقأ اقول الله تعالى عن الكواكب عامة: ( وكل في فلك يسبحون)، فالأفلاك والمعلوم نسبيأ ان لكل وزن منهم قدرته في سباحته( حركته ) ، ما يعني ان سرعتها مختلفة عن بعضها البعض وحسب اوزانها ؟ و المسافة المكانية يمكن قطعها بأزمنة مختلفة بحسب الحالة المقطوعة بها فالسرعة، لقطع 1000 متر سيرأ على الاقدام بحاجة لوقت اكثر لو قطعناها على البسكلات مثلأ وهي تختلف عنها بالسيارة… ، فكلما زادت السرعة قل الزمن طرديأ معها…؟ كما أن الهندسة الرياضية ( الجيومترية ) في الأرض غيرها خارج نطاقها الهوائي ( الاسباس) ؟.
اذن الزمان والمكان عقليأ ومنطقيأ وموصوعيأ متغيران دائمان وفاقأ لمشاهدتهما من الزاوية التي نحن فيها ، وثانيأ من ناحية كيفية قطعهما كمسافة حسية … ؟
ولقطع هذه المسافة المكانية والزمنية تسميات عدة وفاقأ للحالة المراد قطعها فيها، فإما ان تكون افقية ولها تسميات اسمية، فإذا كان ليلأ تسمى ( اسراء) ؛ وأما ان كانت عامودية وكذلك ليلأ تسمى ( إعراج) وقد جاء في القرآن الكريم آية تسبيحية تقول : ( سبحان من اسرى بعبده ليلأ من المسجد الحرام الى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا الكبرى). والمسجد معروف في السعودية و الأقصى ايضأ هو في فلسطين( المحتلة من الصهيونية العالمية اليوم) ، ما يعني اننا نكون هنا امام معجزتين اثنين الاولى : قطع المكان الممتد بين المسجدين ، الاول في السعودية اليوم وكما تقدم الثاني في فلسطين المحتلة. فكيف قطع رسول الله و عبده هذه المسافة المكانية بهذه السرعة التي لا يتصورها عقل بل يعجز عن تصورها ؟؟؟ ؛ … ذلك انها معجزة من القوة الروحية في القوى الروحانية والجسدية. بقدرته. لا محالة ؟؟؟ . ثانيأ : كيف استطاع هذا الزسول ص العبد أيضأ ان يقطع هذه المسافة الزمنية العامودية بين الأرض والسماء السابعة …؟؟؟ ثم ليعود من حيث أتى في ذات الليلة من المسجد الاقصى الى المسجد الحرام ؟؟؟ .والجواب :
بما ان الأرض كوكب متحرك، وبما ان الزمن قطعه نسبيأ بحسب آلة قطعه ، وبما أن الله سبحانه هيئ لعبده ورسوله ص وسيلة خاصة ليقطع المسافتين هاتين سماها : ( البراق ) خلق روحاني قادر على ذلك بطبيعته،كما الروح ذاتها قادرة على معجزاتها بطبعها، فحصل معها ثلاث معجزات دفعة واحدة : واحدة افقية وثانية عامودية وثالثة زمنية في ليلة واحدة ؟؟؟ وهذا ما يسمى في الاحاديث والكتب المعتبرة . طوي المكان فكان المجيئ من المسجد الحرام الى المسجد الاقصى ،و طوي الزمان ، فكان المعراج من الارض الى منتهى السماء السابعة، حتى كان الرسول ص قاب قوسين او ادنى من القوة الخالقة الروحية للقوى الروحانية ؟؟؟. مصداق قوله تعالى: ( يوم نطوي السماء كطي السجل للكتب ) ، فالكتاب هو المسافة المكانية ، وطي اوراقه هي هي المسافة الزمنية… ( كما بدأنا اول خلق نعيده ) صدق الله العظيم، وصدق رسوله الكريم ص ، ونحن على ذلك من الشاهدين، ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم .