في ظل غياب شبه تام لدور الدولة و وجودها، تفلت أمني هنا وآخر هناك، قطع طريق هنا واشتباكات هناك، جريح هنا وقتيل بالرصاص الطائش هناك، سرقة من هنا وسرقة خمسة أرواح من هناك…
عرس انقلب مأتما تبعه مشهدية ارجعت بذاكرة اللبنانيين لهواجس لم ينسوها بعد، هذا ما عايشه اهالي خلدة والناعمة ميدانيا امس، واللبنانيون كافة من تخوف وترقب بانتظار الخطوة المقبلة. على اختلاف التسميات بين اشتباكات وكمين وفتنة، نجحت زجليات البيانات والتدخل الميداني للجيش امس بوقف التفلت الذي كان حاصلا، مع ترقب ردود الأفعال.
استنكار من كافة الجهات ودعوات للتهدئة و وأود الفتنة ظهرت عبر تصاريح وبيانات انشغلت امس بآنية الظرف ناسية اسبابه الحقيقية من غياب للدولة ومحركاتها واجهزتها في ظل ما تقاسيه الاخيرة من عوز وانحدار في الامكانيات بسبب الوضع الاقتصادي والمعيشي الصعب. في عيده امس اثبت الجيش مجددا انه الصمام الوحيد الآمن والملاذ والملجأ الثابت لحماية الوطن والمواطنين.
على اعتاب الذكرى الأولى لإنفجار الرابع من آب تستمر الدعوات الخارجية لتشكيل الحكومة في سياسة هز العصا، فإما التشكيل واما موجة عقوبات جديدة من المرجح ان تطال ستين شخصية لبنانية. هناك عقبات حقيقية ولكن هناك اتفاق على التغاضي عنها حاليا، بهذه المعادلة يوصف حال الجو السياسي الحكومي اليوم.
وفي سياق المساع، الحكومية والرئاسية لتفادي التصادم حول نقاط الخلاف بين الرئيس المكلف الميقاتي والرئيس عون في محاولة للإبقاء على الجو العام الايجابي الحاصل بغية الوصول لتشكيلة حكومية قبل الرابع من آب في تنفيذ للمساع والحث الفرنسي بما قدمته من اقتراحات ومبادرات، استمرار في المفاوضات والاستشارات في اتفاق جديد بين الطرفين يقضي بتأجيل النقاش حول الحقائب السيادية للنهاية.
حقيبة الداخلية نقطة خلاف، والمالية أزمة مرتقبة خاصة مع اعلان الرئيس الميقاتي عن ان للتنازلات حد وهي فداء للوطن بغية ادارته، ليست تنازلات فردية. انطلاقا من هنا فإن جو التستر عن العيوب قد يفضي الى حكومة قريبة قبل ذكرى اليوم المشؤومولكن لا لن يخلو الأمر من بعض المناكفات المرتقبة في ظل كتم الغيظ الحاصل حاليا.
في المقلب الصحي استمرار في ارتفاع عدادات كورونا بشكل كبير حيث سجل امس 1147 حالات جديده و ٣ حالات وفاة.