شهدت مدينة حلبجة العراقية، الأحد، مراسم تأبين إحياءً لذكرى ضحايا الهجوم الكيميائي الذي نفذه نظام الرئيس الراحل صدام حسين قبل 37 عامًا، وأسفر عن مقتل آلاف المدنيين.
وحضر المراسم ممثلون عن الأحزاب السياسية والبعثات الدبلوماسية الأجنبية، إلى جانب أهالي الضحايا وحشد من المواطنين.
وتوجه المشاركون إلى مقابر الضحايا والنصب التذكاري للشهداء، ووضعوا أكاليل الزهور تكريمًا لأرواح الذين فقدوا حياتهم في المجزرة.
وفي بيان صادر عن رئاسة إقليم كردستان شمالي العراق، أعرب رئيس الإقليم نيجيرفان بارزاني عن ضرورة التزام الحكومة العراقية بمسؤولياتها القانونية والأخلاقية تجاه ضحايا حلبجة، داعيًا إلى اتخاذ جميع الخطوات اللازمة لتحويل المدينة إلى محافظة.
كما حث بارزاني المجتمع الدولي على مواصلة جهوده لمنع تكرار مثل هذه “الجرائم المُنافية للإنسانية”.
من جهته، انتقد رئيس حكومة الإقليم مسرور بارزاني عدم تنفيذ الحكومة العراقية التزاماتها الدستورية والقانونية المتعلقة بتعويض الضحايا وأسرهم.
وأشار إلى أن مجلس النواب العراقي لم يقر حتى اليوم الإجراءات القانونية اللازمة لمنح حلبجة صفة محافظة، مؤكدًا ضرورة اتخاذ خطوات عاجلة لإنصاف الضحايا.
أما رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني، مسعود بارزاني، فقد شدد على أن المسؤولية القانونية عن هذه الجريمة، مشيرا أن تعويض أسر الضحايا يقع على عاتق الدولة العراقية.
ولم يصدر تعليق فوري من الحكومة العراقية على انتقادات ودعوات مسؤولي الإقليم.
ومجزرة حلبجة التي وقعت في 16 مارس/ آذار 1988، خلال المرحلة الأخيرة من حملة الأنفال التي شنها نظام البعث ضد الأكراد، تُعتبر واحدة من أسوأ الهجمات الكيميائية ضد المدنيين في التاريخ.
وبقيادة علي حسن المجيد، الملقب بـ”علي الكيماوي”، ألقت القوات العراقية قنابل تحتوي على غازات السارين والخردل على المدينة الواقعة قرب الحدود الإيرانية.
وأسفر الهجوم عن مقتل 5 آلاف مدني، بينهم نساء وأطفال، بينما أصيب أكثر من 7 آلاف آخرين بحالات اختناق وتسمم حاد، وفرّ الناجون إلى الحدود الإيرانية خوفًا من هجوم جديد.