العدو الإسرائيلي خاض حرب 2006 في لبنان ففشل… وكرّر المحاولات في غزة فلم يُحقق هدفه

العدو الإسرائيلي خاض حرب 2006 في لبنان ففشل... وكرّر المحاولات في غزة فلم يُحقق هدفه

كتب كمال ذبيان في “الديار”:

تتوقف المفاوضات حول وقف الحرب “الاسرائيلية” التدميرية على غزة عند معبر “فيلادلفيا”، الذي يربط القطاع بمصر ويعتبره العدو الاسرائيلي ممرا لوصول السلاح والامدادات العسكرية الى القطاع المحاصر من قبل الاحتلال الاسرائيلي. وببقاء هذا المعبر لا تكون الحرب قد حققت اهدافها “اسرائيليا”، وستعود حركة حماس التي تحكم غزة منذ العام 2007 بعد نتائج الانتخابات فيها وفوزها بالاكثرية في المجلس التشريعي الفلسطيني لاعادة بناء البنية التحتية العسكرية، اذ سبق “لاسرائيل” ان شنت خمسة حروب على غزة في اعوام 2008 و2009 و2012 و2014 و2021 دون ان تتمكن من القضاء على القوة العسكرية للمقاومة الفلسطينية في غزة، التي قامت فصائلها بتصنيع السلاح الذي حاولت “اسرائيل” تدمير مصانعه، لكنها فشلت. وكذلك فعلت بالانفاق التي بنتها حماس في القطاع وربطتها مع الخارج، وقدّرها العدو الاسرائيلي بحوالى 500 كلم ولم يتمكن من تدميرها.

وتشير المعلومات الى ان المقاتلين مع قادتهم يقيمون في هذه الانفاق، حيث يبلغ عمقها اكثر من خمسين مترا، وهذا ما مكّن المقاومة في غزة من ان تخوض حرب مواجهة باسلوب المجموعات المسلحة مع قوات الاحتلال في مناطق عدة، اعلن العدو انه دمرها وانهى المقاومة فيها، ليتبين بان المقاومين ينفذون عمليات في شمال القطاع كما في وسطه وجنوبه.

فمعبر “فيلادلفيا” يعتبره رئيس حكومة العدو بنيامين نتانياهو بانه رئة المقاومة والممر، الذي لا يمكن تركه مع حركة حماس او اي فصيل آخر، حتى السلطة الفلسطينية ممنوع عليها ان تدير غزة بعد الحرب، بل يصر نتانياهو ان يبقى تحت القبضة العسكرية والامنية “الاسرائيلية”، وفق ما تكشف مصادر فلسطينية التي لا ترى اي حل لوقف الحرب في غزة مع اقترابها من عامها الاول، لان التدمير الممنهج والابادة الجماعية للسكان من قبل العدو الاسرائيلي، الهدف منه اقامة منطقة امنية لا وجود للفلسطينيين فيها، وهذا هو التفسير للتدمير الذي طال اكثر من 70% من المباني والمدارس والمستشفيات والمؤسسات الحكومية، وان اعادة الاعمار بحاجة الى سنوات طويلة اذا توقفت الحرب وظهر متبرعون لبناء غزة.

فما يحصل حول مصير “فيلادلفيا” ذكر اللبنانيين بالحرب “الاسرائيلية” على لبنان صيف 2006 التي قام بها العدو الاسرائيلي، ردا على عملية اسر جنود “اسرائيليين” في عيتا الشعب في 12 تموز من ذلك العام، فكان رد الحكومة “الاسرائيلية” برئاسة ايهود اولمرت قصف المرافق العامة والطرقات والجسور، ووقف العمل في المطار والمرفأ، اضافة الى شن حرب واسعة شملت الجنوب والبقاع والضاحية الجنوبية، ولم يتمكن العدو الاسرائيلي من تدمير منصات صواريخ المقاومة ولا بنيتها العسكرية، بل تدمير المنازل والمباني والاحياء، وهو يشبه الحروب “الاسرائيلية” على غزة، ففشلت قوات الاحتلال من الدخول بريا الى جنوب لبنان، وكانت مواجهات في سهل الخيام ووادي الحجير ومارون الراس وبنت جبيل الخ…

واستمر العدوان 33 يوما، فتحركت الديبلوماسية اللبنانية وحضر موفدون رسميون عرب واجانب الى لبنان، الذي طالب العدو بان تكون الحدود السورية – اللبنانية مشمولة بالقرار الذي سيصدر عن مجلس الامن الدولي، وان تتواجد عليها قوات دولية لمنع مرور السلاح الى حزب الله، وان يوضع القرار تحت الفصل السابع، وفق ما يسترجع ديبلوماسي عاش تلك المرحلة، ويربط بين مصير “فيلادلفيا” والسلسلة الشرقية والشمالية للبنان، وتحديدا الشرقية التي كان العدو الاسرائيلي يريد ان تكون مشمولة بالقرار الذي حمل الرقم 1701 ، لكن الديبلوماسية اللبنانية ودور الرئيس نبيه بري في المفاوضات، افشلا مخطط العدو الاسرائيلي الذي لم يتمكن بالحرب ان يدمر سلاح حزب الله، ويوقف اطلاق صواريخه على الكيان الصيوني ووصلت الى عمقه بمعدل مئة صاروخ يوميا، وهو ما لم يكن ينتظره في حرب وضع رئيس اركان جيش العدو دان حالوتس 72 ساعة للقضاء على حزب الله، فلم يتمكن عسكريا فسعى ان تقوم قوات دولية بالمهمة، لكنه فشل وصدر القرار 1701 في 14 اب 2006 ، واعلن عن وقف الاعمال العسكرية لا وقف الحرب.

ولاقى العدو الاسرائيلي بمطلبه، وضع قرار مجلس الامن الدولي تحت الفصل السابع وزراء في الحكومة، التي كان يترأسها فؤاد السنيورة، وبعضهم طالب وزيرة الخارجية الاميركية السابقة كونداليزا رايس ان تطول الحرب حتى يتم القضاء على حزب الله، واعتقال قادته وفي مقدمهم امينه العام السيد حسن نصرالله ،وفق ما كشفته التقارير ومنها “ويكيليكس”، يقول الديبلوماسي الذي يشير الى ان العدو الاسرائيلي فوجىء بصمود حزب الله في الحرب واستمرار مواجهته له، وهو ما ظهر في غزة رغم التدمير. وما يحصل في الجنوب من اسناد لغزة ان برزت قوة الردع لدى حزب الله الذي بات يملك اسلحة صاروخية متطورة بعد 18 عاما على حرب تموز، حيث يحاول العدو الاسرائيلي عبر دول حليفة له كاميركا وبريطانيا ان يكون لهما وجود عند المعابر لمراقبة وصول السلاح لحزب الله.

فالحرب “الاسرائيلية” واحدة على غزة ولبنان، وهي فرضت وحدة الساحات لان الهدف واحد القضاء على المقاومة.

Exit mobile version